لا تزال ولاية وهران تشهد موجة من الحر، حيث وصلت درجة الحرارة بها هذه الأيام إلى 35 درجة مئوية، مما يعكس هروب سكان وهران نحو البلديات الساحلية لاسيما وأن العد التنازلي قد بدأ لاستقبال شهر رمضان المبارك وتوديع السباحة نهارا من قبل القاطنين بها، بينما ضيوف الباهية من الوافدين إليها سوف يشدّون الرحال نحو بيوتهم. فالأرقام الأخيرة المدوّنة بسجلات مصالح الحماية المدنية تشير إلى استقبال أزيد من 10 ملايين مصطاف منذ الفاتح جوان إلى غاية منتصف الشهر الجاري، وهي حصيلة كبيرة تعكس بالدرجة الأولى تصاعد المنحنى البياني للمصطافين. وأمام هذا العدد الهائل من الزوار والتوافد الكبير على السياحة الشاطئية، ارتفع عدد المركبات النفعية، واتسعت رقعة المساحات المشلولة بفعل الفوضى والازدحام، حيث تحوّلت الظاهرة إلى مشهد يتكرر بصفة يومية بجميع المسالك التي يقصدها السائق هروبا من طوابير السيارات التي تتجمع بأغلب منافذ المدينة والطرقات المؤدية للشواطئ. والملفت للانتباه أنه كلما تضاعفت حركة المركبات ارتفعت معها حوادث السير لأسباب معروفة إما نتيجة السرعة المفرطة أو التجاوز الخطير وغيرها من المخالفات التي يعاقب عليها قانون المرور، حيث سجلت ولاية وهران 8 حوادث مرور خطيرة بطرقاتها في ظرف 72 ساعة فقط، بينما تمّ إحصاء 32 حادث مرور منذ انطلاق موسم الاصطياف. فلا يكاد يمر يوم واحد حتى تحصي المصالح الأمنية ضحية من ضحايا حوادث السير بمعدل حادثين إلى 3 حوادث يوميا، ففي اليوم الأول لشهر جوان سجلت هذه الجهة حادث جسماني خطير بالطريق الوطني رقم 11 خلف 5 جرحى وثاني بالمرسى الكبير وثالث بنفس المكان وبحصيلة إجمالية وصل عدد الجرحى خلال نفس الفترة إلى 20 شخصا ووفاة واحدة بمنطقة لامدراك بعد اصطدام 4 سيارات والقائمة لا زالت مفتوحة ولن تعرف الاستقرار خلال موسم الاصطياف وستحصد معها المزيد من الضحايا خاصة بالنقاط التي تشكّل خطورة حقيقية للسائقين كالكورنيش الوهراني، الطريق الوطني رقم 11 والطريق المزدوج رقم 12 الرابط بين منطقتي مسرغين وبوتليليس وغيرها من النقاط رغم الحملات التحسيسية التي تنظمها مختلف الهيئات ورغم الإجراءات الردعية التي تسلّطها مصالح الأمن على المخالفين. وقد أسفرت دوريات المراقبة لفرق الحماية المدنية المنتشرة عبر الشواطئ المسموحة للسباحة بوهران عن تسجيل في ظرف أسبوع واحد فقط أزيد من 600 تدخل لإنقاذ وتقديم يد المساعدة عند الضرورة من إسعافات أولية للمصطافين، بينما بلغ عدد الجرحى بمختلف الشواطئ منذ الفاتح جوان الماضي إلى غاية منصف الشهر الجاري 1831 جريحا، منهم 417 شخصا في حالة خطر محقق، فيما تمّ تسجيل حالتي غرق راح ضحيتها شاب، فيما الحالة الثانية حدثت الأسبوع الماضي لفتاة مغتربة دخلت البحر ليلا برفقة خطيبها على متن دراجة مائية ''جاتسكي''، حيث انقلب بهما في عرض البحر مما أدى إلى وفاة الفتاة التي كانت تجهل السباحة غرقا بعدما فشل خطيبها في إنقاذها ليرجع سباحة إلى الشاطئ ويبلغ رجال الحماية المدنية الذين قاموا بانتشال جثة الفتاة وتحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى العقيد عباس بعين الترك.