تستعد مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية الجزائر بالتنسيق مع نادي الغواصين ''المرجان'' للقيام بأكبر حملة للتنظيف على المستوى الوطني والتي ستمس في بادئ الأمر العديد من الموانئ الصيدية بالعاصمة، التي تعرضت لنسب تلوث خطيرة بسبب تراكم كميات معتبرة من الزيوت والنفايات وأدت مؤخرا إلى نفوق الأسماك والطيور في انتظار أن تبادر جهات وهيئات أخرى بالتكفل ماديا بالعملية وتعميمها على باقي الموانئ الصيدية بالولايات الساحلية، التي تعاني نفس حجم التلوث وبدرجات متفاوتة، علما أن العملية تعد الأولى من نوعها بحيث تم تجنيد عدد معتبر من الغواصين والاعوان وكذا إمكانيات مادية هامة. وحسب بيان صادر عن مديرية الصيد والموارد الصيدية لولاية الجزائر، فإن العملية التي تنطلق السبت القادم من شاطئ الصيد والتسلية الجميلة بعين بنيان ''لامادراك سابقا'' ستستمر إلى غاية نهاية شهر جوان المقبل لتمس شواطئ صيد أخرى على غرار سيدي فرج ورايس حميدو، فيما تحضر مديريات الصيد لبعض الولايات الساحلية لعمليات مماثلة ونموذجية لتخليص موانئ الصيد من أطنان من النفايات المتنوعة والزيوت التي تسببت في نفوق الأسماك وتراجع المنتوج الصيدي بسبب ارتفاع نسبة التلوث التي أثرت حتى على الطيور التي تقتات من الموانئ والشواطئ. وستتزامن حملة تنظيف الموانئ الصيدية والتسلية مع إحياء الجزائر لليوم العالمي للتنوع البيئي الذي يصادف تاريخ 22 ماي الجاري، بالإضافة إلى الاستعداد لإحياء اليوم العالمي للبيئة المصادف ل5 جوان القادم ويشارك في العملية عدد معتبر من المتدخلين منهم أعوان عن مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية وأعضاء الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى جانب جمعيات وأعوان عن مؤسسات النظافة نات كوم وتطهير المياه وأعوان عن الوكالة الوطنية لحماية الساحل وشباب متطوع.. وسيغوص أعضاء من نادي المرجان للغواصين المحترفين بأعماق الموانئ المعنية بحملة التطهير، بحيث سيتم الاستعانة بوسائل وآلات جر وحفر ثقيلة لتمكينهم من مسح أعماق الموانئ وتخليصها من الشوائب والتراكمات الناجمة عن وجود كميات كبيرة من زيوت البواخر تلقى بشكل عشوائي وكذا أطنان من النفايات المنزلية والأكياس والقارورات البلاستيكية والزجاجية التي استقرت بقعر الموانئ على مدار سنوات متسببة في تشكل طبقات سطحية من النفايات وكذا الزيوت المختمرة والتي تنبعث منها روائح كريهة، نفّرت المتجولين والسياح الذين يقصدون هذه الموانئ . وتشكل مادة البلاستيك نسبة عالية من النفايات الدقيقة المسجلة على مستوى الموانئ بنسبة تتراوح ما بين 60 و95 بالمائة حسب المواقع وهي مشكلة أساسا من الأكياس، القارورات ومواد تغليف مختلفة بالإضافة إلى نسب متفاوتة من الزجاج والمواد الحديدية والمطاطية والأقمشة والخيوط المستعملة في شباك الصيد..علما ان تحلل عدد من هذه المواد يستغرق أعواما وقرونا لكي تتحلل بشكل نهائي، بحيث يتطلب شباك الصيد 600 سنة للتحلل وما بين 100 و500 سنة بالنسبة لأكياس وقارورات البلاستيك، فيما تستغرق زيوت التفريغ ما بين 5 و10 سنوات للتحلل والتبخر الكلي في حين تظل قارورات الزجاج لمدة غير محددة زمنيا. ونجم عن حجم التلوث والتراكمات المسجلة بشواطئ العاصمة على سبيل المثال نفوق عدد معتبر من الأسماك واختفائها من الشواطي خلال العشرية الأخيرة بشكل ملفت للانتباه وهو نفس الشيء بالنسبة لطيور النورس التي كانت في السابق تقتات بالموانئ غير أنها غالبا ما تخلط بين الأسماك والطحالب وبين الأكياس العائمة على السطح مما يتسبب لها في اختناقات بالإضافة إلى اختفاء وتراجع حواجز المرجان الطبيعية، وتشير تحاليل مخبرية إلى وجود كميات هامة من النفايات الدقيقة الناجمة عن تحلل البلاستيك إلى جزيئات دقيقة أثرت على النظام التنفسي والهضمي لبعض الكائنات المائية.