يضرب ”سينماتيك” وهران موعدا لجمهور الشاشة الفضية يوم 18 ماي الجاري، لعرض الفيلم الوثائقي ”الأمير عبد القادر مؤسّس الدولة الجزائرية”، لسالم إبراهيمي وأودري براسار، والمنتَج من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بدعم من تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011” وصندوق ترقية الفنون والتقنيات السينمائية. وقدّم المخرج سالم إبراهيمي الأمير عبد القادر كزعيم وقائد للمقاومة المسلحة ضد الغزو الفرنسي؛ إذ تمكّن من زعزعة قدرات القواتَ الفرنسية المدرّبة والمسلّحة أحسن تسليح، بل هزمها في عدة معارك، وفرض على قادتها الاعتراف بسلطته وعقد الاتفاقيات معه. واستهل إبراهيمي الفيلم بنَسب الأمير، مبيّنا شرفه وعراقته وخصوصيّة هذا البيت المرتبط بمشيخة الطريقة القادرية بمدينة معسكر، ثم تحدث عن البيعة، مستعرضا الظروف التي جرت فيها والأسباب الداعية إليها. كما تطرّق المخرج بإسهاب لحروب الأمير عبد القادر ضدّ الجيش الفرنسي، فبدأ بمعركة مضيق سيدي مبارك، ثم استيلاء الفرنسيين على مدينة معسكر. كما عرّج على ما قام به الفرنسيون من نقض لمعاهدة تافنة سنة 1839، بالتالي استئناف الحرب إلى غاية وصول الأمير إلى مشارف العاصمة، ثم تعثره أمام قوة الفرنسيين. وانتقل الحديث إلى تحركات الأمير الكثيرة وتنقّلاته العجيبة من مكان إلى آخر، وغزوه للقبائل التي انضمت للفرنسيين، وفشل القوات الفرنسية وأعوانه في ملاحقته. كما تطرق الفيلم على مدار 96 دقيقة، لكيفية نقل الأمير إلى فرنسا بدلا من تحقيق طلبه بالتوجّه إلى المشرق، وبقائه فيها إلى غاية سنة 1852، حين أذن له الإمبراطور نابليون الثالث بالذهاب إلى بروصة بتركيا، ومنها إلى دمشق؛ حيث حظي باستقبال يليق بمقامه في كل من تركيا وسوريا.