تستعد الاوركسترا السيمفونية الوطنية للسفر إلى تونس نهاية الشهر الجاري لتقف للمرة الثانية على التوالي على مسرح القصر الأثري العتيق الواقع بقلب مدينة الجم التونسية لتكون من بين شموع الطبعة الواحدة والعشرين للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية. تعود الاركسترا السيمفونية الوطنية للمرة الثانية على التوالي للوقوف على الركح الروماني العتيق لمدينة الجم الأثرية التونسية وذلك للمشاركة للسنة الثانية على التوالي بالمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، وذلك بعد الاستضافة المتميزة التي حضي بها في الطبعة الماضية كأول أركسترا سيمفونية عربية تشارك في المهرجان. وتشهد الطبعة الجارية للمهرجان حضور أبرز المجموعات الموسيقى السيمفونية العالمية في مقدمتها اوبرا فيينا التي سجلت افتتاح الدورة السبت الماضي للعام العاشر على التوالي في حفل خصصت عائداته لفائدة صندوق التضامن المخصص لتمويل "المشاريع الخيرية"، بباقة فنية متنوعة ضمت مجموعة من القطع الموسيقية لمشاهير الموسيقيين الكلاسيكيين أمثال جوزيف لانير. وستشهد الدورة الجارية للمهرجان تنظيم ثماني سهرات تمتاز بالتنوع والجدة وتنتقل بالجمهور بين عدة ثقافات من العالم، كما تتميز الدورة "بالقاء السيمفوني المغاربي" الذي سيجمع تونس، المغرب والجزائر. كما سيشهد المهرجان أيضا حضور مجموعات موسيقية سيمفونية من ايطاليا والولايات المتحدة وجمهورية باشكورستان (من دول الاتحاد السوفييتي سابقا). يذكر أن مهرجان الجم - الذي ينظم بالاشتراك بين تونس والنمسا - يبلغ 21 سنة من الوجود، وهو المهرجان الوحيد في العالم العربي المتخصص في تقديم هذا النمط من الموسيقى. ويستمد هذا المهرجان شهرته من إقامته في أحد أشهر المسارح في العالم وهو المسرح الروماني بالجم (200 كلم جنوب العاصمة) المدرج ضمن الآثار العالمية المعترف بها من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" والذي يتّسع لنحو أربعة آلاف مقعد. وعرف المهرجان بتوجيه ايراداته لضعاف الحال وفاقدي السند في إطار ما يعرف ب"الصندوق التونسي للتضامن" الذي أسّس عام 1993 وساهم في انجاز عديد المشاريع الخيرية وانتشال أكثر من 1.2 مليون تونسي من دائرة الفقر، وهذا ما يبرّر ارتفاع تذاكر المهرجان التي تصل إلى 40 دولارا، ما يجعله أعلى سعر بين المهرجانات الصيفية التونسية على الإطلاق، ورغم ذلك فهو يسجّل إقبالا كبيرا خاصة من طرف السياح الأوروبيين والعرب.