لم تستطع مصر الثورة أمام الإهانة التي تعرض لها موظفي سفارتها في تل ابيب سوى الاحتجاج لدى الخارجية الصهيونية، وهو ما كان سيفعله مبارك تماما لو كتب له القدر وامتد حكمه إلى هذا اليوم، وإن كانت الثورة لم تستطع حفظ كرامة موظفيين سامين في سفارتها في الخارج، فلماذا قامت اصلا ، وماذا عن كرامة المصريين العاديين في الخارج ؟ وهنا قد يراجع اي مواطن مصري عادي شارك في الثورة مواقفه في زمن " أخونة مصر" ، من الثورة وما خرج من أجله وما وصلت إليه أوضاعه، وربما سيخرج بنتيجة مفادها أنه لا بد من ثورة أخرى لإعادة مبارك إلى الحكم وإتمام مشروع التوريث، وإن كانت السلطة الحالية في مصر لم يعد في مقدورها سوى الاحتجاج لدى الكيان الصهيوني لاهانته موظفين في سفارتها بتل ابيب، فلا داعي من تحذيراتها للصهاينة حين يقومون "بحسن الضيافة" لأهل غزة كما عودونا دائما، والغريب والأغرب أن النظام "الإخواني " نفسه في مصر احتج على الصهاينة حين قصفوا دمشق، ولكنه لم يحتج على قصف بشار ونظامه للشعب السوري، بل طالب نظام محمد مرسي بتدخل قوة دولية والرد على بشار، ولم يطالب في مقابل ذلك قوى دولية بالرد على الدولة اللقيطة ، وهكذا خرجت الناس من أجل ثورة سقط فيها الشباب موتى وخرب اقتصاد دول كل ذلك من أجل الكرامة، وفي الأخير حين تهان هذه البلدان التي قالوا أنها تحررت لا تجد الحكومات الجديدة سوى الاحتجاج لدى الصهاينة.