لم تمر سوى أيام قليلة على الاعتداء الوحشي للقوات الصهيونية على أسطول الحرية حتى بدأت الأصوات تخفت، وعادت مصر لغلق معبر رفح في وجه المساعدات بعدما قدمت وعودا بأنها ستفتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية الجزائرية، وكنا كتبنا من قبل على هذا المنبر أن الحادثة ستمر كما مرت سابقاتها من الحوادث المؤلمة الأخرى، ولو تتبعنا ردود الفعل لوجدناها تقريبا نسخة طبق الأصل كما كان الحال بالنسبة لمجاز غزة، وهاهو مجلس الأمن بعد ايام يشحذ همم الأمم ليغرق من جديد إيران في عقوبات أخرى، وصارت جريمة أسطول الحرية مجرد حادث عابر، ولا يهم إن دونه الحقوقيون ليحاسبوا ربما به إسرائيل في المستقبل عن جرائمها، و إن كان البعض يعول على الزمن لمعاقبة الصهاينة، فإسرائيل تقرأ عاقبة المستقبل وتحضر له كما ينبغي، وبكل بساطة جاء مونديال جنوب إفريقيا ليردم كل الشهداء الذين سقطوا سواء في غزة أو في قافلة الحرية ، أو في غيرها من الأحداث التي مضت وكان الضحية فيها عرب ومسلمون، ليس العيب في الأممالمتحدة ولا في الولاياتالمتحدةالأمريكية او إسرائيل ومن دار في فلكهم، ولكن في موقف العرب الذين عودوا العالم على التنديد بشدة، والشجب والاستنكار، ثم يدخلون الرؤوس كالسلاحف ، كأن شيئا لم يحدث، وكي نفهم هذا العالم الذي نعيش فيه، علينا أن نعلم أن الدنيا مع الواقف كما يقول المثل العامي عندنا، والعالم يحترم الأقوياء، ولا يشفق على المذبوحين، وحين نحترم أنفسنا ونقدر قيمة الإنسان العربي بيننا حتما سيحترمنا العالم رغم عنه، ولن يفتح الأقوياء تحقيقا في الجريمة ، ولكنهم يفكرون ألف مرة قبل ان يرتكبوا جريمة.