حسب رواية جديدة لصحيفة رياضية فرنسية شهيرة الانتحاريون كانوا ينوون ارتكاب مجزرة داخل الملعب كشفت صحيفة (ليكيب) الفرنسية في عددها الصادر أمس عن مستجدات حول ما كان ينوي فعله (الانتحاريين) مساء الجمعة في ملعب (دوفرانس) خلال المباراة الودية التي جمعت المنتخبين الفرنسي والألماني. تعتبر هذه المستجدات مخالفة لما ذكرته صحيفة (وال ستريت جورنال) الأمريكية السبت الماضي إذ أشارت هذه الأخيرة وفق شهادة أحد أعوان الأمن إلى أن أحد الإرهابيين كان يملك تذكرة الدخول إلى الملعب لمشاهدة المباراة وأنه تم تفتيشه بعد 15 دقيقة من انطلاق اللقاء حيث كان بحوزته (صدرية متفجرة) في الوقت الذي كان يهم فيه بالدخول ما جعله يتراجع عن رجال الأمن ثم يقوم بتفجير نفسه بعيدا عن بوابة الملعب. وحسب ذات الصحيفة الأمريكية فإن هذه الرواية قد تم التأكد منها لدى مصدر من الشرطة الفرنسية.
يومية (ليكيب) الرياضية تكذّب الرواية الأمريكية كذّبت يومية (ليكيب) الرياضية الرواية الأمريكية في عددها الصادر أمس حيث أكّدت الصحيفة الفرنسية أن الانتحاريين الاثنين لم يكونا يحملان معهما تذكرة الدخول إلى الملعب وأن مهمّتهما كانت أكثر خطورة وتتمثّل في ارتكاب مجزرة داخل الملعب أمام أعين الملايين من مشاهدي المباراة على شاشة التلفاز. وحسب (ليكيب) فإنه كان للإرهابيين خطتين واحدة رئيسية والثانية بديلة أوما يعرف ب (الخطة ب). وتتمثل الخطة الأولى في محاولة الدخول إلى ملعب (فرنسا الكبير) على الرغم من عدم امتلاكهما لتذكرة المباراة وتفجير نفسيهما في المدرجات حيث يتواجد الآلاف من الجماهير لكن وبعد فشل هذه الخطة بمنعهما من الدخول كانت هناك خطة بديلة وهي تفجير نفسيهما في مكان قريب من الملعب ما يخلق حالة من الرعب والذعر لدى الجماهير فينطق هؤلاء خارج الملعب حيث كان من المقرّر أن يقوم (انتحاري ثالث) بتفجير نفسه وسط الجموع الغفيرة وبالتالي وقوع عدد كبير من القتلى. وحتى هذه الخطة البديلة فشلت بعدما اتّخذ مسؤولو أمن الملعب قرارا (صائبا) بعدم إخلاء الملعب بعد سماع دوي التفجيرين الاثنين الأوّل على الساعة ال 21 و17 دقيقة والثاني على الساعة ال 21 و20 دقيقة في حين وقع التفجير الثالث في فترة ما بين شوطي المباراة. يشار إلى أن عملية ملعب (ستاد دو فرانس) خلّفت قتيلا واحدا فقط و46 جريحا فيما لقي باقي الضحايا حتفهم في مناطق أخرى من العاصمة باريس.
سكرتير الدولة الفرنسي للرياضة: (الانتحاريون كانوا يريدون الدخول إلى الملعب) صرّح سكرتير الدولة الفرنسي لشؤون الرياضة تييري برايار أوّل أمس بأن الانتحاريين الذين فجّروا أنفسهم في محيط ملعب فرنسا كانوا يريدون الدخول إلى الملعب. وقال برايار في برنامج رياضي: (كانوا يريدون الدخول إلى الملعب لكنهم لم يستطيعوا ذلك) دون أن يحدّد عدد هؤلاء. وسمع دوي انفجارات في محيط الملعب خلال المباراة الدولية الودية التي فازت فيها فرنسا على ألمانيا (2-صفر). بعد اعتداءات باريس الدامية هل فرنسا قادرة على احتضان نهائيات (أورو 2016)؟ بعد الرعب الكبير الذي أصاب الفرنسيين إثر العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة باريس مساء الجمعة وبالخصوص في محيط ملعب (دو فرانس) يتبادر إلى الأذهان سؤال عفوي: هل فرنسا قادرة على استضافة نهائيات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم المبرمجة في الصيف القادم (أورو 2016)؟ الوضع الحالي في باريس جدّ دراماتيكي فالحصيلة بلغت 129 قتيل وحوالي 350 جريح والهلع أصاب كلّ أنحاء العالم ولعلّ ما زاد من درجة الاهتمام بالأحداث الدامية أن واحدا من الاعتداءات السبعة استهدف (ملعب فرنسا) خلال المباراة الودّية التي جمعت المنتخبين الفرنسي والألماني (2-0). وإذا كان الرعب بتلك الدرجة الخطيرة التي لا يمكن وصفها فكيف لا يمكن التساؤل عن تداعيات هذه الأحداث على تنظيم نهائيات (أورو 2016) المقررة في فرنسا بعد أشهر قليلة من الآن؟ وقد عبّر عن هذا التخوّف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بول لوغريث في تصريحات نقلها موقع (ماكسي فوت) الفرنسي السبت حين قال: (لقد تمّ اتّخاذ كلّ الإجراءات الاحترازية لكننا نرى الآن الحالة بوضوح فالإرهابيون قادرين على تنفيذ عملياتهم في أيّ وقت وبالنّسبة لبطولة أمم أوروبا فقد كان هناك تخوّف واليوم فإن هذا التخوف أصبح أكثر خطورة). ويستضيف ملعب (دو فرانس) في الصيف القادم المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم وعدد من المباريات الأخرى بما في ذلك المباراة الافتتاحية. كما تستضيف باريس قرعة أورو 2016 في 12 ديسمبر المقبل على أن تقام البطولة في الفترة بين العاشر من جوان والعاشر من جويلية من العام القادم. وتنتظر فرنسا توافد أكثر من 8 ملايين مشجّع للمشاركة في أكبر تظاهرة رياضية أوروبية في السنة. النادي الباريسي أمام تحد كبير لإقناع نجومه بالبقاء تفجيرات باريس قد تتسبّب في هروب جماعي لنجوم الدوري الفرنسي يبدو أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس من تفجيرات إرهابية أودت بحياة أكثر من 129 قتيل إضافة إلى وقوع 352 مصاب ستؤثّر بشكل سلبي على الخطط المستقبلية لفريق باريس سان جرمان الفرنسي. بعد أن كانت باريس مصدر جذب للكثير من الاستثمارات بتنوع إشكالها إلاّ أن الاستثمار هذه المرّة في الجانب الرياضي سيتحول إلى عامل طرد وسيكون بمثابة الكابوس المرعب لأغلب اللاعبين خاصّة وأن لاعبين كثر بحجم دي ماريا وكافاني وديفيد لويز أبدوا تخوّفهم من العودة إلى النادي الباريسي بعد الانتهاء من آداء واجباتهم الوطنية. وقد تفتح أبواب الرحيل عن الدوري الفرنسي لكرة القدم على مصراعيها وستصبح بمثابة السوق المفتوحة لهجرة النجوم إلى الدوريات الأوروبية المتعددة بحثا عن عاملي الأمان والاستقرار له ولإفراد أسرته خاصّة وأن صفّارات الإنذار باتت تطلق في باريس بين الحين والآخر في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة. وسيكون النادي الباريسي برئاسة القطري ناصر الخليفي أمام تحد كبير لإقناع اللاّعبين المتخوّفين من أن تطالهم الأعمال الإرهابية بالبقاء في باريس كما أن مشروع ضمّ الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني والفرنسي بول بوغباو لاعب وسط جوفنتوس الإيطالي تبخّر مع سحابة الدخان السوداء المتصاعدة بعد التفجيرات الأخيرة. وشهدت محطة قطارات (أتوشا رينفي) في مدريد والتي يعرفها الإسبان ب (11-M) سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتناسقة في 11 مارس 2004 (قبل ثلاثة أيّام من الانتخابات العامّة الإسبانية) أسفرت عن مقتل 191 شخص وجرح 1755 آخرين إلاّ أن اللاّعبين المنتمين إلى فِرق الدوري الإسباني لم يبدوا تخوّفهم من هذه الأحداث وأصرّوا على البقاء في إسبانيا. وعلى النقيض تماما دفعت حرب (شرق أوكرانيا) المستمرّة بين المواطنين الأوكرانيين من أصل روسي وبين القوّات المسلّحة الأوكرانية والتي بدأت في 6 أفريل عام 2014 ولا زالت مستمرّة إلى هروب جماعي لنجوم شاختار دونيستك صوب الدوريات الأوروبية الكبرى لعل أبرزها يتمثّل في رحيل البرازيلي دوغلاس كوستا إلى بايرن ميونيخ بعد فترة من نشوب الحرب كما هو الحال أيضا مع مواطنيه لويز أدريانو الذي انتقل إلى الكالتشيو من بوابة ميلان رفقة مارتينس إلى سامبدوريا. ما بين السير على خطى تفجيرات مدريد والتحلّي بالثقة أو الهروب الجماعي لنجوم سان جرمان على طريقة شاختار كيف سيتأثّر مشروع النادي الباريسي وسائر أندية الدوري الفرنسي التي قد تشهد ثورة تبديل خلال الأيّام المقبلة؟