عاشت عائلات الجالية الجزائرية المتواجدة في العاصمة الفرنسية باريس سهرة أول أمس حالة من الرعب والذعر الشديدين، حيث حولت تفجيرات العاصمة الفرنسية باريس ليلة الجمعة 13 إلى ليلة سوداء، دفعت بالعديد من الأسر للاستنجاد بالمواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي لمتابعة الأحداث والاطمئنان على عائلاتهم المتواجدة بالغربة. انتقل الخوف الذي استوطن نفوس سكان باريس خلال سهرة أول أمس، من قلب فرنسا إلى الجزائر، لتعيش عائلة أكبر جالية أجنبية ليلة بيضاء بعد أن توالت أخبار التفجيرات والهجمات المسلحة مع أنباء عن وقوع قتلى واحتجاز رهائن، لتتحول أجواء مباراة فرنساألمانيا ضمن الاستعدادات لخوض مباريات كأس أمم أوروبا "أورو 2016"، التي شدّت أنظار عشاق الساحرة المستديرة لأكثر المباريات رعبا بعد سماع دوي إنفجارين هائلين، ليفقد بعدها أفراد العائلات الجزائرية صوابهم ويركضون، محاولين الاتصال بعائلاتهم المتواجدة في باريس. تحكي لنا شقيقة أحد المغتربين والتي علمت بالحادثة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أنها حاولت الاتصال بشقيقها والذي من عادته تناول وجبة العشاء والتجول في شوارع باريس، وما زاد من مخاوفها مشكلة الضغط على شبكة الهاتف والازدحام الشديد لكثرة المتصلين ليزول خوفها في حدود الواحدة صباحا بعد أن رد عليها على "الفايبر". نفس حالة الذعر عاشتها عائلة من حي باش جراح يقيم ابنها رفقة عائلته في باريس، ولأن الشاب مولع بكرة القدم توقعوا أن يتنقل إلى الملعب لمشاهدة المباراة، وهو ما جعل والده المسن يفقد وعيه، معتقدا أن ابنه متواجد في الملعب وقد يكون ضمن القتلى، وهو السيناريو الذي ظل يخشاه طوال حياته أن يفقد وحيده في ديار الغربة، غير أن اتصال زوجة ابنه طمأنه بعد أن أخبرته أنه يتواجد حاليا في مدينة نيس ولم يتمكن من العودة لمشاهدة المباراة، فاكتفى بمتابعتها عبر شاشة التلفزيون لتدب الحياة من جديد في جسده. وتحول موقعا "الفايسبوك" و"تويتر" للمصدر الرسمي للمعلومات والأخبار، حيث كان يبثان آخر التطورات والحصيلة أولا بأول، لتقضى عائلات المهاجرين سهرة الجمعة على الموقعين السابقين لمتابعة كل جديد، والصور الأولى الحصرية للحادثة، فيما أبدى بعض المقبلين على السفر لفرنسا والذين قدموا طلبا للحصول على "الفيزا" تخوفهم الشديد من تضييق الخناق عليهم ورفض طلبهم في ظل تنامي الكراهية والعداوة على الإسلام والمسلمين التي يعيشها المهاجرون والراغبون في السفر على حد سواء، وقد سبق وأن رفضت مئات الطلبات عقب أحداث شارلي إيبدو. تسرد إحدى السيدات والتي قدمت طلبا للحصول على "فيزا" لدى السفارة الفرنسية حتى تتمكن من السفر لزيارة ابنتها المريضة، أنها لم تنم ليلة الجمعة بعد أن بلغها ما وقع في باريس، فقد تخوفت من أن يرفض طلبها وتحرم من زيارة فلذة كبدها التي تتلقى العلاج في فرنسا منذ فترة، كما تخوف المرضى وأصحاب المواعيد الطبية بفرنسا بشدة من أن تؤثر الأحداث على رحلتهم العلاجية، فيُحرمون من السفر للعلاج في خضم هذه الأحداث وموجة العنف السائدة.