مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قِطاف من بساتين الشعر العربي ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتقديرا لكفاءاتهم واعتزازا بمهاراتهم واحتراما لمنازلهم في المجتمع وليُكرَّموا من المؤسسات العامة والخاصة وليُدعَى المبتدئون منهم إلى الملتقيات والمهرجانات وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليُنتقَى مِنها في مناهج التعليم وأثناء الامتحانات وليَختار طلبة الجامعات دواوين وقصائد لدراستها في أطروحاتهم وليتعلم الصغار منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود به قرائح أولئك الشعراء. ***** أزْمِنةُُ عَجْلي الشاعر الدكتور عبد العزيز شبين - الجزائر ما شفة قد تبوح والقلم كيف يخط احتراقه الألم؟ بغير إذن تمر أزمنة عجلى فلا إيماء ولا كلم هذي سنون تمضي بلا سلم والحرب إذ لا تكف تضطرم فسل جريئا يديك ما جنتا وما إليه قد هرولت قدم؟ كل كتاب تراه تحمله تسأل لا يجدي ذلك الندم! خطى الزمان الغبار تتركه وراءها أين ما جنت إرم؟ وليكة والأوتاد ساكنها والرس بعد الأحقاف ما جرموا سلوا سواعا يغوث هل نفعا فلم أجد من علا به .نم فبئس قطع اللئام إذ قطعوا ونعم وصل الكرام ما كرموا تظما بنا ساعات وراء منى لم يسقها ماؤها الندى الشبم أمهجنا تعلو ما علت شرفا تسفل نفس إمامها قزم أشفى لبرء القلوب مرحمة وأوثق الوصل بينها الرحم يروى من الكوثر الشذا ظمأ تشعله المكرمات لا القمم جراحنا والأيام ملحمة بكل شر يسيئ تحتدم وإنما المرء عندها حطب يضرمه موقد فينهشم القلب إن أظلمت بصيرته سيان فيه الوجود والعدم الأرض إن أمحلت حدائقها سيان فيها الشهاب والغسمُ إذا الخيام استبيحت حمائمها سيان فيها الأعراب والعجمُ طوقني الدهر لم أجد وزرا لي يرتضى والأيام تنصرمُ إذ وجم العرب من ونا فزعا وفي اليباب انتفى لهم وجم تأجمت نار يعرب غضبا ولم يذد عن حمى الذمام دم يا أيها الصامتون لي وتر أنكره من آذانكم صمم يا أيها الماضون الألى عبروا لم تبق ذكرى منهم قد انصرموا ران الكرى في بني العروبة لم يلح صباح لهم ولا علم أخاف ظلِّي وراء صورتها أنا الذي لا أخاف أبتسمُ نور زماني مضى بكوكبه الخوف إسمي ونسبتي ظلم إنشق وجه الهلال يوم بدا من الصليب الشموخ والشمم! بعدت عن طينتي هم اقتربوا ظلمت من لاذ بي وما ظلموا! لقد سقوا من سرابهم أمما لم تسق حلوى فراتنا الأمم! وأطعموا من أحلامنا نعما وفي الطوى نحن لم تر النعم! لقد سكرنا بما لنا عصروا ومن دمانا سقوا وما انفطموا يا أيها العابرون دون حسي س أين من قد شادوا ومن رسموا؟ إذ وجدت من مخاوفي علل أمامهم حين ضاعت الهمم لا يستنير الطريق صوب غد إن حكمتنا الأ..ام والرمم. *** الآن عدتُ الشاعر نور الدين درويش - الجزائر وضَعتُ يدِي في يديها ونِمتُ هنيئا ليَ النّومُ إنّي تعبتُ وأمّا التي أنبأت برحيلي فقدْ سوّتِ الأرضَ لي فَسَكَنْت ولا من مغيث ولا من أنيس ظلام وأسئلة ثُمَّ صَمت وبعد قرون من الانتظار تَحرَّشَتِ الأرض بي فأفقت وكانوا على أهبة الانبعاث ومِنْ جَدَث في العراء بُعثت وأول نُطقي: عصيتك ربي ولكنّني بعد طَيشيَ تُبت
وَيَفْزَعُ إِنْ رَأَى في الثَّوبِ سَبْلَا وَغَايَةُ عِلْمِهِ بِالْحَرْبِ سَمْعًا
جُيُوشٌ تَعْتَلِي خَيلًا وَإِبْلَا. *** جدتي والأوغاد الشاعرة ياسمين العابد - غزة-فلسطين يا جدّتي كسر الأوغاد أجنحتي واسترهبوا مدن الأحزان في رئتي قد أحرقوا أملي واستعذبوا ألمي واستهونوا وجعي حلْمي وذاكرتي قد قيّدوني بلا إثم لتنهشني تلك الضباع ذبيحًا دون أغطية طفولتي ذُبِحتْ أحلامها كُبِحتْ براءتي انْتُهِكتْ من طُهر أوردتي طيري جريح وحيد يلتوي ألمًا يا رب لطفك يا غزاء معذرتي ما عدت أقدر أن أفديك يا وطني لم يبق عنديَ صبرٌ قيد أنملةِ فالروح تنشج من عجز يطيح بها والقلب ينزف والآهات دندنتي يا جدَّتي دفنوا أزهار ضحكتنا وطوَّفوا الموت وحشًا حول أخيلتي في قلب خيمتنا ثارت أظافره تجتث من دمنا عمري وخارطتي عيناكِ مقبرتانِ الذعر كُحْلهُما ما عدت أدرك غير الآه نافلتي كيف احتويتِ ظلال الرعب سيّدتي؟ والكلب ينهش من عينيك أزمنتي كيف احتملت وكم أمضيتِ في وهن؟ والكون يقطع بالخذلان تذكرتي دعني أعانق وجه الذعر أمحقه فيستحيل رمادًا بعض أتربةِ ما أبلغ الصمت إن خانته أدمعه