النيران تتوسّع وتطرد الأمريكيين من بيوتهم هكذا احترقت لوس أنجلس.. مشاهد جهنمية نشاهدها في صور ولقطات تلفزيونية وفيديوهات للحرائق في ولاية كاليفورنيا ومقاطعة لوس أنجلس بحيث أنها تفوقت على خيال هوليوود إذ لم يتمكن أي مخرج هوليوودي على الإطلاق من الخروج بلقطات مثل تلك التي نشاهدها الآن فعلى مدى تاريخها أنتجت هوليوود الكثير من الأفلام التي تتضمن كوارث الحرائق سواء المفتعلة أو الناجمة عن كوارث طبيعية كالبراكين لكنها أبدا لم تكن تتخيل مثل هذا السيناريو الجهنمي والمرعب لحرائق غابات كاليفورنيا ولوس أنجلس الذي أتى على آلاف الدنمات وأحرق آلاف المنازل والمباني. ق.د/وكالات واصلت الحرائق التمدد على مساحات إضافية من مدينة لوس أنجلس التابعة لولاية كاليفورنيا الأمريكية على المحيط الهادي غربي الولاياتالمتحدة. وحتى صباح الاثنين بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحرائق 24 وفاة وقد أجلي نحو 300 ألف آخرين ممن تعرضت منشآتهم للحرق أو اقتربت منها النيران بحسب وكالة أسوشيتد برس. وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية مناطق عدة قبل وبعد الحرائق وما خلفته النيران من دمار وآثار واسعة النطاق. *انتشار سريع انتشرت حرائق الغابات في لوس أنجلس بسرعة عبر مساحات شاسعة بالمدينة والمناطق المحيطة بها وبسبب الظروف الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية -التي تجاوزت سرعتها 150 كلم في الساعة- أتت الحرائق على آلاف الدونمات في غضون أيام قليلة. وقد تحولت أحياء بأكملها إلى رماد ودُمرت البنية التحتية الحيوية. وعلى الرغم من عمل فرق الطوارئ المستمر وتدخّل طواقم الدفاع المدني التابعة لولايات مجاورة لاحتواء الحرائق فإن حجم الكارثة طغى على الموارد المتاحة. وفي جميع أنحاء لوس أنجلس أُجبرت المدارس على الإغلاق بسبب الدخان الكثيف ونوعية الهواء الخطيرة وأغلقت منطقة مدارس لوس أنجلس الموحدة (ثاني أكبر منطقة في البلاد) جميع المدارس في حين يُجري المسؤولون تقييم الأضرار. وأفادت وزارة التعليم في كاليفورنيا بإغلاق 335 مدرسة في 5 مقاطعات بما في ذلك لوس أنجلس وسان برناردينو وسان دييغو في حين لا يزال الجدول الزمني لإعادة فتح المدارس غير مؤكد. *عوامل رئيسية ويشير علماء ومدافعون عن البيئة إلى تغير المناخ باعتباره عاملا رئيسيا يسهم في شدة وتواتر حرائق الغابات بكاليفورنيا حسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. وأدت درجات الحرارة العالمية المرتفعة إلى إطالة فترات الجفاف وجفاف الغطاء النباتي مما وفّر الظروف المثالية لانتشار الحرائق بسرعة. ووفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال ووكالة بلومبيرغ فإن شركات التأمين كانت على يقين بأن الظروف المحيطة بولاية كاليفورنيا تنذر بخطر على الأصول الخاضعة للتأمين. ومنذ عامين يورد تقرير لبلومبيرغ أن 7 من أكبر 12 شركة تأمين أمريكية قيّدت وصول المؤمّنين في كاليفورنيا لتأمين أصولهم لديها بسبب ارتفاع حدة المخاطر. ونقل خبراء لصحيفة واشنطن بوست أن تكلفة الخسائر المباشرة وغير المباشرة للحرائق المندلعة تبلغ 150 مليار دولار في حين أعلنت شركة متخصصة بخدمات التنبؤ بالطقس حول العالم الخميس الماضي أن التقديرات الأولية لتكلفة الحرائق المندلعة في أجزاء واسعة من لوس أنجلس تتراوح بين 52 و57 مليار دولار. وقالت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا إن حرائق مقاطعات بالمدينة مثل باليساديس وإيتون وكينيث وهيرست أتت على نحو 62 ميلا مربعا (160 كيلومترا مربعا) وهي مساحة أكبر من سان فرانسيسكو. وفي إحاطة نُشرت عبر الإنترنت قال مايكل تراوم من مكتب خدمات الطوارئ في كاليفورنيا إن أوامر الإخلاء صدرت ل250 ألف شخص في مقاطعة لوس أنجلس. وقال إن طواقم من كاليفورنيا و9 ولايات أخرى هي جزء من الاستجابة المستمرة التي تشمل 1354 سيارة إطفاء و84 طائرة وأكثر من 14 ألف فرد بمن في ذلك رجال الإطفاء الذين وصلوا حديثا من المكسيك. ورغم إعلان إدارة الإطفاء في كاليفورنيا عن احتواء جزئي لبعض الحرائق فإن الظروف الجوية لا تزال حرجة وسط توقعات ببدء جولة أخرى من الرياح القوية.