المساعدات القاتلة تفتك بالجوعى غزّة.. الموت من أجل لقمة! اختلطت دماء المجوّعين في قطاع غزّة برمالها وعاد طالبو المساعدات الإنسانية إلى أسرهم جثثًا مزّقتها شظايا الصواريخ والرصاص محمولين على أكتاف الرجال بدلًا من حملهم طعاما يسكت جوع أطفالهم عندما استهدفتهم قوات الاحتلال من جديد عند مراكز التوزيع الخاضعة لإدارة أمريكية فيما تواصلت المجازر في كافة مناطق القطاع. ق.د/وكالات حذر مسؤول في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في قطاع غزّة أمس الثلاثاء من تفاقم الكارثة الإنسانية بالقطاع مؤكدا أن الأوضاع الصحية والغذائية وصلت إلى مرحلة الانهيار الكامل في ظل استمرار الحصار والعدوان منذ أكثر من 20 شهرا. وقال المسؤول إن نحو 41 من مرضى الفشل الكلوي في القطاع توفوا نتيجة نقص الإمكانيات الطبية بعد توقف أقسام غسيل الكلى في العديد من المستشفيات. وأضاف أن الناس يتساقطون في الشوارع من شدة الجوع في مشهد يعكس تدهور الأوضاع المعيشية وسط غياب شبه تام للمواد الغذائية الأساسية. وأشار إلى أن 76 ألف طفل على الأقل مسجلون رسميا على أنهم يعانون من سوء التغذية محذرا من أن هذا الرقم لا يعكس العدد الحقيقي في ظل صعوبة الوصول إلى جميع الحالات. *استهداف مراكز المساعدات واتهم المسؤول في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية جيش الإحتلال باستهداف الأطقم الطبية مباشرة في القطاع مشيرا إلى أن عدد الذين استشهدوا أمس الثلاثاء قرب مركز المساعدات في محور نتساريم ارتفع إلى 17 شهيدا. وأضاف أن إجمالي عدد الشهداء قرب مراكز المساعدات بلغ حتى الآن 130 شهيدا إضافة إلى نحو ألف جريح معظمهم من المدنيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الغذاء. وأوضح المسؤول أن الإصابات التي تسجل قرب مراكز المساعدات قاتلة ومباشرة مشددا على أن هذه المراكز أصبحت ساحة مفتوحة للاستهداف رغم كونها نقاط توزيع إنسانية. *وجبات غير كافية وفيما يتعلق بفاعلية مراكز المساعدات قال المسؤول إن ما يجري توزيعه من وجبات غذائية في هذه المراكز بسيط جدا وغير كاف لتلبية الاحتياجات اليومية للمدنيين. وأكد أن الوجبة التي يحصل عليها المواطنون قليلة جدا مقارنة بحجم المعاناة والاحتياج المتزايد. وشدد على أن مراكز المساعدات لا تلبي سوى 1 فقط من الاحتياجات الفعلية للسكان واصفا دورها الحالي بأنه دعائي بحت ولا يسهم في تحسين الوضع الغذائي المتدهور. وتأتي هذه التصريحات في وقت يستمر فيه القصف على مناطق متفرقة من القطاع وسط تحذيرات أممية من خطر المجاعة وانتشار الأوبئة بين النازحين.