الرئيس تبّون يُجري محادثات مع جوزيف عون الجزائرلبنان.. علاقات تاريخية وآفاق أوسع * الرئيس اللبناني يستقبل ناصري وبوغالي س. إبراهيم أجرى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بعد ظهر الثلاثاء بمقر رئاسة الجمهورية محادثات على انفراد مع رئيس جمهورية لبنان الشقيقة السيد جوزيف عون وكان رئيس الجمهورية قد خص نظيره اللبناني قبل ذلك باستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية حيث استمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين للبلدين كما استعرضا تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت لهما التحية الشرفية. وقبلها خصّ رئيس الجمهورية أخاه الرئيس اللبناني باستقبال رسمي لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي يليق بمقام العلاقات الأخوية بين البلدين وذلك بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة. واستمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين للبلدين ليستعرضا بعدها تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي التي أدت لهما التحية الشرفية في الوقت الذي كانت فيه المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بضيف الجزائر. من جانب آخر استقبل رئيس جمهورية لبنان السيد جوزيف عون بعد ظهر أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة رئيس مجلس الأمة السيد عزوز ناصري الذي أدى له زيارة مجاملة بمقر إقامته بزرالدة. كما استقبل رئيس جمهورية لبنان بعد ظهر الثلاثاء بالجزائر العاصمة رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد ابراهيم بوغالي الذي أدى له زيارة مجاملة بمقر إقامته بزرالدة. علاقات متجذرة أساسها التعاون والتضامن تربط الجزائرولبنان علاقات تاريخية متجذّرة قائمة على أسس التعاون والتضامن في ظل الإرادة المشتركة التي تحذو قائدي البلدين في الارتقاء بها إلى آفاق أوسع وإضفاء المزيد من الزخم والحركية على التعاون الثنائي في شتى المجالات. وتعزيزا لهذا المسعى تأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس لبنان إلى الجزائر والتي تشكل فرصة سانحة لبحث سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي والتطرق إلى القضايا الاقليمية والدولية الراهنة. وعبر كافة المراحل الصعبة التي مر بها هذا البلد الشقيق خلال السنوات الماضية كانت الجزائر حاضرة بقوة من خلال دعمها الثابت والمتواصل حيث أعربت في أكثر من مناسبة عن وقوفها إلى جانبه من أجل بلوغ مرحلة جديدة على درب تعزيز الاستقرار والسلم وتحقيق النمو الاقتصادي. وفي هذا المنحى كان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد دعا في كلمة وجهها إلى القمة العربية ببغداد شهر ماي الماضي الدول العربية إلى قدر أكبر من التضامن مع الأشقاء في لبنان معتبرا أن وحدة وسيادة وسلامة هذا البلد تظل جزءا لا يتجزأ من مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها . مزيد من الزخم وضمن هذا المسعى أعربت الجزائر دوما عن استعدادها لمرافقة الجهود الرامية إلى إضفاء المزيد من الزخم على التعاون الثنائي مع لبنان وهو ما أبرزه رئيس الجمهورية في رسالة تهنئة بعث بها إلى نظيره اللبناني جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيسا للبلاد مطلع العام الجاري حيث أكد له استعداده الكامل للعمل سويا على الارتقاء بالعلاقات التاريخية بين البلدين . وفي إطار زيارة رسمية قام بها إلى لبنان شهر جانفي الماضي بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية السيد أحمد عطاف عقب استقباله من قبل الرئيس اللبناني أن الجزائر ستظل واقفة بثبات إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه لتقوية مؤسساته وإنعاش اقتصاده واستتباب الأمن فيه . وأكد السيد عطاف وجود توافق حول ضرورة إعادة تحريك العلاقات الثنائية وإعطائها حركية جديدة ومضمونا أوسع . من جانبه أكد الرئيس اللبناني على أهمية تفعيل العلاقات بين البلدين وعزمه على تطويرها في كافة المجالات. كما أعرب بذات المناسبة عن تقديره للدعم الذي يلقاه لبنان من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مشيدا بمواقف الجزائر الداعمة للبنان في مجلس الأمن الدولي لا سيما خلال العدوان الصهيوني الذي تعرض له نهاية السنة الماضية. مواقف متضامنة.. وترحيب واسع وقد لقيت مواقف الجزائر المتضامنة مع الشعب اللبناني الشقيق ترحيبا واسعا من قبل الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية في هذا البلد خاصة عقب قرار رئيس الجمهورية تزويد لبنان بشكل فوري بكميات من الفيول لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. كما أرسلت الجزائر سنة 2020 أزيد من 200 طن من المساعدات إلى لبنان مرفقة بطاقم طبي ومختصين في تسيير الكوارث وذلك إثر الانفجار الذي وقع بميناء بيروت مخلفا قتلى وجرحى علاوة على مساعدتها له خلال الأزمة الصحية (كوفيد- 19). وفي بادرة تؤكد متانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين وتجسد الإرادة السياسية في فتح آفاق جديدة وواعدة للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي قرر رئيس الجمهورية سنة 2023 استئناف الرحلات الجوية بين الجزائروبيروت. بدورها تعمل المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-اللبنانية منذ تنصيبها سنة 2022 على تعميق التعاون البرلماني وتوسيع أطره ليشمل مختلف المجالات وكذا إعطاء دفع أكبر للتعاون المثمر بين البلدين والرفع من حجم التبادل التجاري وإنشاء شراكة استراتيجية في عدة قطاعات لا سيما من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال الجزائري-اللبناني.