* ساركوزي يسخّر وسائل إعلام ثقيلة لقصف الجزائر عادت الآلة الدعائية الفرنسية في الأيّام الأخيرة لتتحرّش بالجزائر مجدّدا عن طريق تحريك بعض وسائل الإعلام، وفي مقدّمتها قناة (كانال +) أو بالأحرى (قناة إبليس)، التي راحت تبثّ حصّة تحاول من خلالها تخويف الجزائريين عن طريق النّفخ في رماد أسطوانة (من يقتل من؟)، مستعينة ببعض (الحركى الجدد) الذين لا يتردّدون في طعن بلادهم في الظهر ومحاولة تشويه سمعتها بترديد أكاذيب قديمة جديدة· كنا نتساءل ونحن نتابع تحرّشات فرنسا ساركوزي الجزائر قائلين: ماذا يريد الرئيس اليهودي للدولة الفرنسية من الجزائر؟ أمّا الآن وقد عبّر الرجل عن ما يريده وأفصح عن أطماعه في ثروات بلادنا وأبان عن أحلامه الاستعمارية المتجدّدة، مشيرا إلى أنه يحضّر (مفاجأة ما) للجزائر في غضون الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة، فقد صار حريا بنا أن نتساءل: ماذا يخبّئ ساركوزي للجزائر؟ هذا السؤال الخطير يبدو اليوم جديرا ليس بالطرح فقط، بل بالبحث في الخلفيات على أمل توقّع المفاجأة غير السارّة التي يكون نيكولا ساركوزي وعصابته بصدد تحضيرها للجزائر، خصوصا وأن الرّغبة الفرنسية في استنساخ سيناريو الفوضى اللّيبية بالجزائر أصبحت ماثلة للعيان بدليل ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام الفرنسية من فحوى ما دار بين ساركوزي والمدعو مصطفى عبد الجليل، أحد عملاء حلف (النّاتو) في ليبيا الذي سمع كلاما مفاجئا من (سيّده) رئيس فرنسا و(الفاتح الجديد) لطرابلس، قال فيه إن دور الجزائر سيأتي بعد سنة، إذ أنه ليس من الصدفة أن يمنح الرئيس الفرنسي توقيتا لإثارة الفوضى في الجزائر، ويبدو أن ساركوزي يمتلك المعطيات والمخطّطات التي تجعله يهدد بتحويل الجزائر إلى ليبيا ثانية في غضون سنة واحدة· ويرى متتبّعون أن فرض السيطرة الفرنسية على ليبيا، سيمنح لباريس القدرة على السيطرة على مصادر الطاقة في منطقة شمال إفريقيا ابتداءً من ليبيا ووصولاً إلى الجزائر وحتى تونس، وذلك بعيدا عن إطار سيطرة أمريكا المهيمنة على النفط العراقي، ومن خلال (مد خط أنابيب للغاز من الجزائر عبر المغرب وإسبانيا وصولاً إلى إيطاليا ثم فرنسا) يمكن لفرنسا التي تستورد 60 في المائة من طاقة الغاز من روسيا أن توفّر 80 في المائة من حاجتها للغاز من ليبيا والجزائر، وبهذا تكون فرنسا صاحبة النفوذ العسكري الأقوى في أوروبا بعد أن تتربع على المركز الثاني من حيث السيطرة على مصادر الطاقة في العالم العربي، و فوق ذلك ففرنسا ستكرّس لواقع جغرافي وسياسي جديد للمنطقة· وأكّدت مصادر فرنسية مطلعة أن ساركوزي يشعر بشهية المستعمر ويسيل لعابه للنفط والغاز في الجزائر المجاورة لليبيا. وحسب هذه المصادر فإن اللقاء الذي جمع ساركوزي ورئيس المجلس الانتقالي، تناول الموقف الجزائري الذي يقال أنه أغضب ساركوزي، وقد فاجأ ساركوزي ضيفه الليبي بالقول (سوف يأتي دور الجزائر بعد عام من الآن)· وتعتبر المصادر ذاتها أن (الجزائر صيد ثمين للغرب خصوصا لفرنسا التي تحلم منذ عقود بالعودة إلى هذا البلد العربي الغني بالنفط والغاز والذي كانت فرنسا تعتبره أثناء الحقبة الاستعمارية جزءاً من أراضيها إلى حد إطلاق عليه اسم الجزائر الفرنسية على بلادنا)· وبعد أن فشلت محاولات الصهاينة الجدد في فرنسا وغيرها في تحريك الشارع الجزائر، وآلت ثورة 17 سبتمبر المزعومة للفشل الذريع، يبدو أن ساركوزي يتوجه نحو اعتماد مخطط جهنمي جديد يهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر، وإثارة الفوضى بها، ومن ثمة البحث عن طريقة أو صيغة ما للتدخّل الأجنبي بها، بما يتيح لفرنسا (التغماس) في الثروات الجزائرية· وضمن هذا السياق يمكن إدراج المحاولات الدنيئة التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام الساركوزية الباحثة عن تشويه صورة الجزائر بكل الطرق، ولا عجب أن تستخرج من الأرشيف صورا للمأساة الوطنية التي عاشتها بلادنا، في محاولة لترهيب وتخويف الجزائريين الذين يرفضون الأساليب الفرنسية الجديدة، ويحاربون كلّ المخططات الساركوزية العبثية مثلما حارب آباؤهم وأجدادهم مخططات شارل ديغول وغيره·