أطباء يحذّرون من وضع الكحل عادات متوارثة تضرّ بصحة المواليد الجدد مازالت العديد من العائلات الجزائرية تتمسك ببعض العادات تمارسها على المواليد الجدد وتتكفّل بتلك المهام كبيرات السن أو الجدات ورغم أنها ضاربة في الأعماق إلا أنها باتت تجمع بين الإيجابيات من جهة وبين السلبيات من جهة أخرى بحيث تصل بعض العادات والطقوس إلى المخاطرة بالمولود الجديد والتي حذّر منها الأطباء مؤخرا بعد تسجيل حالات تسمّم وأضرار ناجمة عن استعمال الكحل للمواليد الجدد بسبب احتوائه على مادة الرصاص السامة. نسيمة خباجة ازدياد مولود جديد في العائلة هو خبر سار جدا تستقبله العائلات بالولائم وإقامة السبوع حيث يتم دعوة الأقارب والأحباب للحضور فيه كما يقترن حفل السبوع بمجموعة من العادات والتقاليد التي ترتبط بالمولود نفسه على غرار وضع الحناء والكحل وعادة الاستحمام لأول مرة التي تكون وسط الزغاريد وبحضور كبيرات العائلة إلى غيرها من الطقوس الأخرى التي تصب في وعاء التمسك بالعادات المتوارثة الا ان هناك جوانب سلبية باتت تخاطر بالمولود الجديد على غرار وضع الكحل في عيون المواليد الجدد والتي يمكن ان تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. عادات تحمل خطورة اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول بعض العادات الممارسة للمواليد الجدد ومدى التمسك بها عبر العائلات فتباينت الآراء.. تقول السيدة نادية إنها أم لطفلين وفعلا تم ممارسة بعض العادات من طرف أمها وحماتها في وليمة السبوع بالنسبة لطفليها معا وهي لم تعترض على ذلك خوفا من غضبهما على غرار تحميم الطفل لأول مرة ووضع الحناء وكذلك وضع الكحل في العيون تيمنا ببروزهما وكبرهما وحدة البصر كما يعرف من زمان إلا أنها بعد ان سمعت بعض التحذيرات التي أطلقها الأطباء تخوفت من الأمر كثيرا ولحسن الحظ أن طفليها لم يشتكيا من أي أعراض وعن مدى استمرارها في تلك العادات في حال ازدياد مولود ثالث قالت: أبدا فهي لن تغامر بحياة مولودها وما حدث في الماضي كان عن جهل لآثار تلك العادات أما الآن فالوعي قائم بعد التحذيرات التي أطلقها الأطباء عن مخاطر وضع الكحل للمواليد الجدد. أما السيدة نورة فقالت إنّها تشاهد كثيرا تلك العادات على غرار وضع الكحل وتخضيب الأيدي والأرجل والتدليك بزيت الزيتون والقماط وغيرها وإن كانت هناك بعض العادات هي لمصلحة الطفل فإن عادات أخرى تقف ضده وتهدد صحته وجب الكف عنها فليس من المعقول أن نتمسك بعادات تحمل أضرارا على الأطفال.. تقول. توقفوا عن تسميم الأطفال! حذّر أطباء ومختصون من التمسك بتلك العادات البالية التي تحمل أوجها سلبية وتهدد صحة الطفل على المديين القريب والبعيد بحيث أصدر في الفترة الأخيرة المستشفى الجامعي محمد لمين دباغين مايو سابقا بباب الوادي بالجزائر العاصمة تنبيها صحيا بضرورة التوقف عن تسميم الأطفال بعد أن سجل قسم علم السموم زيادة مقلقة في حالات التسمم الحاد بالرصاص المرتبطة باستخدام الكحل وهو منتج يحتوي على كميات عالية جدا من الرصاص عن طريق الفم لأغراض طبية وتقليدية ومنها حالات خطيرة على غرار رضيع يبلغ من العمر 19 شهرًا مستوى الرصاص في دمه بلغ 52 5 ميكروغرام/لتر ودخل المستشفى لفترة طويلة. ورضيع يبلغ من العمر 12 شهرًا مستوى الرصاص في دمه بلغ 722 4 ميكروغرام/لتر مع مضاعفات خطيرة. وكذا رضيع يبلغ من العمر 10 أشهر حالته تلخصت في الاشتباه في إصابة حادة بالتسمم بالرصاص (لم يتم قياس مستوى الرصاص في الدم). كما تم تسجيل وفاة رضيع يبلغ من العمر 14 شهرًا بعد أن بلغ مستوى الرصاص في دمه 102 ميكروغرام/لتر... هذه المستويات تشير إلى تسمم حاد ومميت. وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية حددت عتبة الإنذار عند 50 ميكروغرام/لتر لدى الأطفال كما أن الرصاص مادة سامة عصبية قوية وهي خطيرة بشكل خاص على الأطفال والرضع يمكن أن تسبب فقر دم حاد وتشنجات والغيبوبة والوفاة وفي حالة النجاة فإن المخاطر التي تتربص بالطفل تتلخص في تأخر نفسي وحركي لا رجعة فيه واضطرابات سلوكية وعجز إدراكي دائم. .. هي ممارسات تعرّض حياة ومستقبل هؤلاء الأطفال للخطر بشكل مباشر وبالتالي وجب الكف عنها وعدم الانصياع لبعض العادات البالية التي تحمل مخاطر جمّة تهدّد المواليد الجدد قد تصل إلى حد الوفاة.