أزمة الوقود على مشارف العاصمة

أصبحت أزمة الوقود على مشارف الجزائر العاصمة، في الوقت الذي تشهد فيه بعض الولايات الواقعة غرب البلاد استمرار أزمة حادّة في وقود السيّارات مشكّلة بذلك طوابير طويلة غير متناهية أمام محطّات البنزين غير قادرة على تلبية احتياجات أصحاب المركبات، في الوقت الذي أكّد فيه مصدر مسؤول في شركة (نفطال) أن انفراج الأزمة سيكون خلال الأيّام القليلة القادمة مع وصول قوافل الشاحنات إلى محطّات التوزيع·
ولعلّ استفحال النّدرة وتزايد الطلب بدأ من ولايتي تلمسان ووهران مطلع السنة الجديدة لتمتدّ الأزمة إلى بعض الولايات الداخلية الأخرى كغيلزان والشلف وصولا إلى عين الدفلى والمناطق المجاورة لها حاليا، ممّا بات يؤرّق أصحاب الشاحنات وسيّارات الأجرة باعتبارهما أكثر المتضرّرين من الأزمة الحالية. كما يجد البعض الآخر صعوبة في التنقّل إلى ولايات غرب البلاد خوفا من نفاد خزّان الوقود، في الوقت الذي تمنع فيه تعليمات ولاّة الجمهورية المنشورة على الأجهزة الآلية للتوزيع أصحاب المحطّات من شحن الوقود في صفائح مهما كان، وستعرض صاحب المحطّة للغلق والمتابعة القضائية، حيث يضطرّ العمّال إلى الالتزام بها خوفا كما قال أحدهم من التسريح من العمل)· وقد تسبّبت الأزمة في الولايات المذكورة التي وقفنا على جانب منها بوهران وغيلزان والشلف وعين الدفلى تحديدا حالة من التشنّج والمصادمات بين بعض أصحاب السيّارات الذين يرون أن كلّ واحد له الأحقّية والأولوية، ويزداد قلق المواطنين كلّما قام العمّال برفع المسدس الآلي للشحن فوق جهاز التوزيع معلنين عن حالة نفاد المخزون. ومن بين المواد التي تعرف تذبذبا كبيرا البنزين العادي، الممتاز وبأقلّ درجة مادة المازوت· وفي الوقت الذي تستفحل فيه الأزمة يتوجّه البعض إلى محطّات البنزين الواقعة بولاية البليدة عبر الطريق الوطني رقم 4 لملء الخزّان عن آخره وتزويد غيرهم بالتداول يهذه المادة، خصوصا أصحاب سيّارات الأجرة الذين ينشطون على محور عين الدفلى العاصمة· ويؤكّد مصدر مطّلع من شركة (نفطال) أن بوادر أزمة الوقود ظهرت نهاية السنة الماضية مع موجة الاضطرابات في الأحوال الجوّية، ممّا صعّب وصول الوقود المستورد إلى موانئ الجزائر، من بينها ميناء وهران الذي يزوّد الجهة الغربية للبلاد، فيما أكّد نفس المتحدّث أن الوضعية ستشهد انفراجا في غضون الأسبوع الجاري بوصول قوافل الشاحنات التابعة لمؤسسة (نفطال) التي سخّرت كافّة إمكانياتها لمواجهة النّدرة في المناطق التي تشهد أزمة في مادة الوقود·