سعدان مطالب بتصحيح أخطائه قبل فوات الأوان

هزيمة صربيا تكشف النقائص و العيوب التي ينفيها الطاقم الفني في كل مرة

كانت الهزيمة التي مني بها رفقاء كريم زياني سهرة الأربعاء الماضي في اللقاء الودي الذي جمع المنتخب الجزائري بالمنتخب الصربي مدوية بأتم معنى الكلمة حيث انهزموا بنتيجة 3 – 0 لكن تلك المباراة التي كان الجمهور الجزائري يعول عليها كثيرا ما هي إلا مجرد مباراة ودية تحضيرية ، و أهميتها تكمن في أنها تكشف نقائص الفريق و العيوب التي ما زال يعاني منها كما أنها تعد فرصة للناخب الوطني رابح سعدان من اجل تجريب الكثير من العناصر التي كان يقول البعض من المتتبعين بأنهم لم يحصلوا على فرصهم في المنتخب الوطني ، حيث كشفت لنا المباراة الودية أمام صربيا الكثير من العيوب و النقائص التي يتوجب على الطاقم الفني للخضر بقيادة رابح سعدان إيجاد الحلول المناسبة لها قبل موعد المونديال .
معضلة حراسة المرمى
ما زالت حراسة المرمى تشكل أرقاً كبيراً لرابح سعدان، فبعد أن وجد المدرب ضالته في حارس وفاق سطيف فوزي شاوشي، أعادت إصابة الأخير أوضاع حراسة المرمى إلى سابق عهدها، بالإضافة إلى العودة المتواضعة للحارس السابق قاواوي. لن نغالي إذا ما قلنا أنّ حراسة المرمى رفقة خط الدفاع باتا كل منهما بمثابة المعضلة التي تقلق عشاق الخضر، وبلغة الأرقام اهتزت الشباك الجزائرية 13 مرة خلال السبع المقابلات الأخيرة، بعدما اهتزت في ثلاث مناسبات فقط خلال العام الماضي. وأمام اللياقة السيئة التي يبدو عليها الحارس الوناس قاواوي الذي تلقى أربع إصابات في لقاء ناديه أولمبي الشلف ضدّ جمعية الخروب قبل أيام، كان من الأجدى الدفع بالحارس الشاب محمد الأمين زماموش خصوصا مع المردود الطيب الذي قدّمه حارس مولودية العاصمة في المقابلات الأخيرة للبطولة. وأصبحت عودة “فوزي شاوشي” حارس وفاق سطيف تفرض نفسها بنسبة كبيرة اعتبارا من التربص القادم للخضر، اللهمّ إلاّ إذا تلقى بطل ملحمة أم درمان عقوبة قاسية من الفيفا قد تحرمه من المونديال – وهو ما لا نتمناه .
الدفاع من نقطة قوة الخضر الى أحد أكبر الهواجس التي تأرق أنصارهم
يثير تذبذب مستوى خط الدفاع في "الخضر" الذي اصبح يتلقى أهدافا بالجملة حيرة الأنصار و المتتابعين، وخاصةً في ظلة تواجد أسماء لامعة ومطلوبة لدى أكبر أندية أوروبا كمجيد بوقرة ونذير بلحاج. إلا أن سقوط الخضر بثلاثة أهداف أو أكثر تكرر 3 مرات في آخر سبع مباريات، حيث خسروا من مالاوي في افتتاح أمم إفريقيا 0-3، وأمام مصر 0-4، وأخيراً الخسارة الودية أمام صربيا 0-3، كما استقبلت شباك الخضر في المباريات السبع 13 هدف، أي أن معدل تلقيهم للأهداف في المباراة الواحدة يبلغ 1.86، وهي نسبة مقلقة يجب الوقوف عليها مطولاً. مما يتحتم من الطاقم الفني تدعيم الخط الدفاعي نفسه، من خلال الاستعانة بخدمات عناصر أخرى قد تكون من الأوراق الرابحة وبدائل جاهزة على مستوى المحور أيضا. حيث أن غياب لاعب ركيزة من ركائز التشكيلة يشكل خطرا حقيقيا على أداء الفريق حيث خلف غياب بوقرة كارثة حقيقية في الدفاع إضافة إلى عدم جاهزية حليش و عنتر يحي ، و لم تستطع العناصر البديلة أن تكون في حجم المسؤولية التي أوكلت إليها.
منتخب بدون صانع ألعاب ... زياني كان out و يبدة ليس حلا
أبرز الدور الذي قام به كريم زياني لاعب خط وسط فولفسبورغ الألماني في مباراة الجزائر مع كوت ديفوار والتي حسمها الخضر بعد أشواط إضافية لصالحهم 3-2، أهمية وجود صانع ألعاب يقوم بعملية صنع اللعب وتدعيم الخط الأمامي المهاجمين و ربط الوسط بالهجوم، هذا الدور يكاد يختفي في الخضر مع تراجع مستوى زياني وإصابة مراد مغني. كما أن لاعب وسط بورتسموث الإنجليزي حسان يبدا لم يحسن القيام بهذا الدور كما ينبغي، الأمر الذي يحتم على سعدان حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن.
منتخب بلاعبين دون منافسة
و كشفت مواجهة صربيا عن تأثير غياب المنافسة لكثير من العناصر الوطنية، فزياني، مطمور، عنتر يحيى وهم مفاتيح اللعب بالنسبة للخضر، لم يلعبوا مع نواديهم بشكل متفاوت منذ الشهر الماضي، وهو ما جعل تحركات زياني كريم ثقيلة خلافا للعادة، وبدرجة أقل كريم مطمور وعنتر يحيى. والبديهي أنّ منافسة كبرى بحجم كأس العالم، تفرض على كل لاعب أن يكون في قمة مستواه البدني والتنافسي.
هجوم لم يسجل طيلة ال270 دقيقة و سعدان مازال مصرا على خياراته
برز الخضر بلعبهم الجماعي المتقن الذي كان يأخذ في مرات عديدة شكل نسوج جميلة، وهو ما لاحظناه بشكل خاص في المرحلة الأولى، ما مكّن من صنع عدة محاولات أضاعها كل من مطمور وغزال، لكن
لكن لو ألقينا نظرةً سريعة إلى أداء الخط الأمامي لتشكيلة المدرب سعدان منذ حسم معركة التأهل لكأس العالم أمام مصر في المباراة الفاصلة بمدينة أم درمان السودانية، نجد أن مهاجميه لم يحرزوا سوى 4 أهداف 7 مباريات، أي أن المعدل التهديفي للخضر يبلغ 0.57 هدف في كل مباراة، وهو معدل متواضع بالنسبة لمنتخب مشارك في نهائيات كأس العالم، كما أنا الخط الأمامي لم يسجل أي هدف منذ مباراة مصر الأخيرة في نهائيات دورة أنغولا، كما أن اثنين من الأهداف الأربعة أحرزها مدافعين هما رفيق حليش ومجيد بوقرة، الأمر الذي يضع علامة استفهام كبيرة على أداء المهاجمين الصريحين في "الخضر
"
العديد من العناصر أكدت محدوديتها و لابد من مراجعة بقائها في التشكيلة قبل المونديال
و تجدر الإشارة إلى أن الناخب الوطني رابح سعدان يكون قد اقتنع بمحدودية مستوى بعض العناصر التي شاركت في مباراة صربيا الودية و نقصد بذلك العناصر المحلية التي لم تقنع بالمردود الباهت الذي ظهرت به حيث لم يكن رحو سليمان موفقا في تغطية الجهة اليمنى من الملعب و هي الجهة التي تعود عنتر يحي على اللعب فيها لكنه لعب أمام صربيا في محور الدفاع إلى جانب حليش في مكان بوقرة الذي غاب بسبب الإصابة كما أن زاوي أيضا لم يقنع عندما أشركه سعدان في مكان لحسن كما واصل غزال تضييعه للفرص و الأهداف كعادته .
سعدان مطالب بتشكيل دكة بدلاء يمكن الاعتماد عليها
و من دون شك فان الناخب الوطني رابح سعدان مطالب في الوقت الحالي بالبحث عن لاعبين في المستوى بإمكانهم تعويض الركائز عند الضرورة و ليس لاعبين يحدثون ثغرات في التشكيلة و يفقدونها التوازن في كل مرة حيث لاحظنا أمام صربيا أن الجزائر لا تملك البدلاء الذين يمكن التعويل عليهم وقت الشدة ، و لا بد أن نضع في الحسبان أن كل اللاعبين معرضون للإصابة قبل المونديال و نلاحظ أن الإصابات تلاحق لاعبينا في كل مرة قبل أية مباراة كما حدث قبل مباراة مصر في القاهرة و كما حدث في الكان و كما حدث أيضا قبل مباراة صربيا أين أصيب كل من بوقرة و عامري شاذي الذي لم نتمكن من الوقوف على مستواه كما لعب منصوري مصابا و زياني و حليش كانا يعانيان من نقص المنافسة ، وهذه الأمور يجب أن نضعها في الحسبان قبل المونديال .
حتى أشباه الأنصار يجب الحذر منهم مستقبلا
و لم تكشف لنا مباراة صربيا الودية عن العيوب و النقائص التي وجدت على مستوى التشكيلة و حسب بل إنها كشفت لنا أيضا مستوى العيوب و النقائص الموجودة في أنصار الفريق الوطني و أيضا في التسيير و التنظيم الموجود على مستوى ملعب 5 جويلية و لا نقصد كل الجمهور الذي حضر في الملعب وإنما أشباه الأنصار الذين اختلطوا ببقية الجمهور و لم يشرفوا الجزائر حيث لم يراعوا وجود ضيوف في مدرجات الملعب من جانب الفريق الصربي و رشقوا المدرجات و أرضية الميدان بكل شيء وقع بين أيديهم وعرضوا المنتخب الجزائري للعقوبة بما أن المباراة كانت مباراة دولية ، وهذا دون الحديث عن الفوضى داخل الملعب التي تسبب فيها أشباه الأنصار و أيضا سوء التسيير داخل الملعب وكل هذه أمور يجب إعادة النظر فيها قبل أن تقع الفأس في الرأس خاصة أن الجزائر مقبلة على تصفيات كاس إفريقيا و ستستقبل منتخبات افريقية في الجزائر و في مقابلات رسمية و ليست ودية
ف.وليد