عاش نهار أمس قطاع التربية و الرأي العام بسكيكدة على هول فضيحة أذهلت من سمع بها حد تحول ابتدائية «أحسن مشحود» بحي 20 أوت وسط مدينة سكيكدة إلى مزار لآلاف المواطنين و الأولياء الخائفين على أبنائهم.القضية فجرتها معلمة تدرس بالصف الخامس حينما دخل تلميذها البالغ من العمر14 سنة إلى القسم باكيا فسألته ليروي ببراءة أن المدير أدخله مكتبه و طلب منه السماح له بإغتصابه مقابل تسهيل نجاحه في امتحان نهاية السنة و انتقاله للمتوسط ، لتقوم المعلمة بطلب حضور ولي أمر التلميذ لتأتي أمه التي روت لها المعلمة تفاصيل ما ذكره ابنها تاركة لها حرية التصرف ، لتسارع الأم إلى الطبيب الشرعي الذي لم يجد أثار الاعتداء و لم يتمكن من تحديد إن كان قد تعرض للاغتصاب و هو ما كان متوقعا حيث أن الطفل صرح أن المدير حاول ممارسة الرذيلة معه لكنه لم يقم بذلك .عائلة التلميذ قدمت شكوى للأمن الذي سارع بفتح تحقيق و التنقل للمدرسة للاستماع لأقوال المدير الذي أمر قاضي التحقيق بإخضاعه للاستجواب ، فيما قامت مديرية التربية بإشراف المدير «ابراهيم سردوك» بتشكيل لجنة تحقيق مع إصدار أمر بتوقيف المدير تحفظيا لغاية انتهاء التحقيقات و تبيان مدى تورط المدير أو براءته بالجريمة النكراء التي صدمت الرأي العام.و علمت «آخر ساعة» أن الطفل صرح بكل التفاصيل التي ذكرناها و التي تدين المدير و تجرمه أمام الجهات الأمنية و كذا تفوهه بنفس التصريحات أمام لجنة التحقيق الإدارية و قاضي التحقيق مؤكدا أن الرجل سعى للاعتداء عليه بعدما أغراه بمنحه نقاطا تمكنه من النجاح بسهولة بامتحان السنة الخامسة. و لم نتمكن من معرفة رأي الطرف الآخر المتمثل بالمدير بعد تحويله طيلة المساء إلى محكمة الجنح بسكيكدة حيث قضى ساعات بين وكيل الجمهورية و قاضي التحقيق، بتحركات ماراطونية سعت خلالها الجهات القضائية إلى رفع اللبس عن تفاصيل الجريمة الخطيرة لضمان الإلمام بتفاصيلها لتجنب الخطأ خاصة و أنها قضية حساسة تتعلق بمدرسة وتلاميذ في عمر الزهور يتكلمون ببراءة و يتصرفون بها كذلك. و عقب انفجار الفضيحة شن معلمو المدرسة احتجاجا أعلنوا من خلاله عن استنكارهم للجريمة و رفضهم لعودة المدير ، الذي عينت مديرية التربية مكانه معلما للإشراف على شؤونها في انتظار قرار العدالة.