كتب الزميل إبراهيم قارعلي، النائب في البرلمان عن جبهة التحرير الوطني، ومقرر لجنة الثقافة والإعلام، كتب أمس على جداره في الموقع الاجتماعي ”فايس بوك”، معلقا على ما جاء في مقال بوعقبة ليوم الأربعاء الماضي تحت عنوان ”لماذا أكره القرضاوي وقطر” أنه ”لو كنت مكان المدعي (النائب) العام لقمت باستدعاء الصحفي سعد بوعقبة لأعرف منه من هؤلاء الصحفيون الذين اشترتهم قطر بالمال؟..”. أشكر أولا الزميل النائب بالبرلمان على هذا الاهتمام، لكن أليس هو أيضا في موقع من الأهمية لا يقل عن النائب العام؟ فهو من موقعه كنائب عن الشعب من حقه أن يطالب بفتح تحقيق في الأمر، وحتى يرفع قضية أمام العدالة على من تطرق إليهم بوعقبة في مقاله، ليس هذا المقال فحسب، بل كل المقالات التي ترد في الصحافة الوطنية وتتحدث عن الفساد أينما كان.. أم أن قارعلي نسي كغيره من النواب أهمية هذا المنصب، وما يمكن صاحبه من محاربة الفساد من خلاله وتذكر فقط أنه صحفي من واجبه أن يعلق ويلوم من لم يقوموا بواجبهم في مثل هذه الأمور؟ أتذكر سنة 1990 عندما فجرت في المساء قضية 26 مليار دولار، أعلن في نفس الأمسية نواب من البرلمان، وكان برلمان الحزب الواحد، عن تأسيس لجنة للتحقيق في القضية لما لها من خطورة، واستدعتني اللجنة واستمعت إلي في هذه القضية. كنت أتمنى أن يستدعينا الزميل قارعلي، ويعرف منا من هم المرموز إليهم في مقال سعد، وسنعطيه الأسماء بالأدلة والبراهين، لكنه لم يفعل، فقط زملاء آخرون في المهنة اتصلوا، لأن الصحفيين وحدهم يهمهم أمر الفساد، حتى ولو كان بعضهم طرفا فيه.. وحدها ”الخبر” نشرت مقالا في صفحة ”سوق الكلام” عن الموضوع، وبعض المسؤولين في الدولة استفسروا عن الأمر. لو أن قارعلي أو غيره من النواب قاموا بدورهم، وفتحوا تحقيقا في مثل هذه القضايا، لما لحقنا ما لحقنا من هوان في هذه المهنة، ولما تجرأ ”عبيد” قطر على شراء الذمم. لو أن زملاءه ومن قبله في البرلمان قاموا بواجبهم لما انتظرنا حتى يذهب نزار إلى سويسرا لنطالب بمحاكمته، ثم نضطر للدفاع عنه من هنا.. ولما كان بعضنا يلجأ إلى الخارج ليمارس معارضته هناك ويقدم بمعارضته هذه إلى هذا الخارج أكثر مما يقدمه لبلاده وحتى لنفسه، ولما كانت أموالنا تهرب إلى الخارج، بشكل رسمي وغير رسمي، وتودع في بنوك لتستعملها ضدنا يوما ما.. ولما كان الرئيس الشاذلي بن جديد، وقبله بوتفليقة، لجآ إلى العلاج في الخارج وكان أولى بهما أن يسهرا على بناء مستشفيات تحفظ كرامتهما وكرامة المواطنين، خاصة وأن الإطار الطبي موجود ولديه من الكفاءة ما يعترف به في كل العالم. لكن أين نحن من برلمان 90 الأفالاني، ومن أطباء الجزائر سنة 1981، عندما احتجوا وانتفضوا لما نقل الوزير الراحل محمد الصديق بن يحيى إلى العلاج في الخارج إثر الحادث الأول لطائرته الذي نجا منه بأعجوبة، قبل أن يقتل سنة بعد ذلك في حادث آخر للطائرة، الأطباء احتجوا على نقل بن يحيى للعلاج في الخارج ورأوا في هكذا موقف إهانة للأطباء الجزائريين. ليعذرني الزميل قارعلي على ما قلت، وكان أولى به أن يقول كلامه هذا تحت قبة البرلمان...