"الجزائر غير مؤهلة حاليا لاستغلال الغاز الصخري"

فاتورة الاكتشاف ستبلغ 9 آلاف مليار دولار للبئر الواحد، خبراء يؤكدون

أكد خبراء في الطاقة والمناجم ومتتبعو الشأن الاقتصادي أن الجزائر في الوقت الراهن بعيدة كل البعد وغير مؤهلة للشروع في الاستثمارات التي تخص مشروع القرن في مجال استغلال الغاز الصخري، في ظل النقص الفادح الذي تشهده من جانب الإمكانيات المالية والتكنولوجيا خاصة.
اعتبر كل من مهندس استغلال المناجم لخضر بن خلاف والمدير الأسبق لمجمع سوناطراك نزيم زويوش اللذين نزلا ضيفين على حصة ”قضايا وآراء” في قناة ”الجزائرية تي في”، مباشرة الجزائر استثماراتها في استغلال الغاز الصخري خطأ فادحا، خاصة أن الصورة حول هذا النوع من الاستثمار لم تتضح بعد، زيادة إلى غياب الإمكانات التكنولوجية وعدم وجود دراسات واضحة من حيث المخزون وقدرات الجزائر على استغلال الطاقة غير النفطية، ناهيك عن التكاليف المالية التي تتطلبها عملية الكشف عن الغاز والتي تصل كأقل تقدير إلى 30 مليون دولار بالنسبة للبئر الواحد.
وفي ذات السياق، أضاف عضو البرلمان سابقا بن خلاف أن الكشف عن بئر واحد من الغاز الصخري يتطلب في الكثير من الأحيان وحسب التقديرات المتداولة عملية حفر 300 بئر على الأقل، وبهذا فاتورة الاكتشاف الواحد باتت مرشحة لحدود 9 آلاف مليار دولار، إضافة إلى الاستهلاك الكبير الذي تحتاجه ذات العملية لمخزون الماء، فاكتشاف واحد مليار متر مكعب من الغاز الصخري يقابله 50 مليار متر مكعب من الماء.
وعلى صعيد ما يطرحه استغلال الغاز الصخري من آثار، أجمع المتحدثون أن البيئة هي الأخرى أصبحت المهدد الأول في ذات الشأن لما ينجم عن هذا الأخير من سلبيات عن كل استعمال لمختلف المواد المشعة والمسرطنة، وعليه دعا كل من خلاف لخضر وزويوش نزيم السلطات المسؤولة إلى ضرورة التجند بكل الإمكانات التكنولوجية والعمل وفق دراسات علمية دقيقة بشكل مسبق قبل الخوض في عملية التنقيب عن غاز الصخر، وهو ما ترجمه صعف التجربة الوحيدة للولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت الأولى هذا المجال، بالرغم من الترحيب الفرنسي على تشجيع الاستثمار، وذلك بشراء حقول استغلال في الجنوب الجزائري، حسب ما أكدته آخر تصريحات لوزير الطاقة الفرنسي والذي برر لجوء فرنسا للأراضي الجزائرية عوض الفرنسية بشساعة المساحة، قلة الكثافة السكانية وتماشي المناخ الصحراوي مع هذا النوع من الاستثمارات.
وعن أهم التعديلات التي طرأت على قانون المحروقات مؤخرا، اعتبر ضيوف ”قضايا وآراء” أن هذا الأخير لم يعرف تغيرات كبيرة، إلا أنه أعطى الحصرية لمجمع ”سوناطراك” بشكل أكبر في مجال نقل أنابيب الغاز.