تميزت أجواء السهرة الثالثة من فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالعاصمة، بتقديم وصلات فنية عالمية راقية صنعتها إبداعات أنامل موسيقيين من ضفتي المتوسط، انسجمت وتزاوجت في سهرة فنية لتعبر عن كلمة ولغة موسيقية واحدة تجمع وتوحد بين الدول على اختلافهم. كان الموعد أول أمس على ركح محي الدين بشطارزي الذي يحتضن الحدث الفني إلى غاية ال19 من الشهر الجاري، مع ثلاث فرق موسيقية تمكنت من إبراز المكانة العالمية لمثل هذا الإرث الثقافي العالمي الراقي بكل من مصر، سويسرا وألمانيا. على مدار ساعة من الزمن انسجم فيها الثنائي السويسري بيتر شميدت وكاتيا ميشال، مع الجمهور الذي صفق مطولا لروائع جورج فوري مثل مقطوعتي ”الرومنسية” ،”الفراشة” من إبداعات الموسيقار العالمي إلى جانب أدائهما لمقاطع من روائع الموسيقار الألماني جيمس برهمس. وبين مقطوعة وأخرى، كان الثنائي يحيي الجمهور العاصمي التي غصت به قاعة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة، وتفاعل مع الجمهور لتحاكي عبر قصص رومانسية وأحاسيس دافئة مرتبطة بكل سنفونية. ليختتما وصلتهما بنوتة زاوجت بين نغمات وألحان البيانو والكمان في توليفة سافرت بالحضور إلى عالم مفعم بالحب والرومانسية. حيث عبر الثنائي عن سعادتهما في المشاركة الأولى في المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجزائر. هذا الحدث الفني الكبير يرضي - حسب ما أوضحه بيتر شميدت - جميع الأذواق من خلال جمعه لموسيقيين يمثلون مشارب فنية مختلفة كما رحبا الثنائي بفكرة العمل والتعاون مع أوركسترا السمفونية الوطنية في مشروع يزاوج بين موسيقى البلدين. وعقب العرض الذي قدمه جوق ”كلانقسنز” الألماني الذي قدم باقة لمعزوفات لأشهر الموسيقيين ”هوفمايستر” و”أونسلو” عبر تناغم آلات موسيقية مختلفة صنعت ايقاعات عالمية أنيقة. اعتلت منصة المسرح مصر ممثلة في أوركسترا ”حجرة مكتبة الإسكندرية” بقيادة المايسترو ناير ناجي التي خلقت جوا باهرا أمتع محبي هدا النوع من الموسيقى العالمية الراقية من خلال عزف ما أجادت به أنامل 16 موسيقي، ثلة من المقاطع الكلاسيكية العالمية والمصرية على السواء في طليعتها معزوفة الموسيقار النرويجي ”قريق” المعنونة سويت هولبرق”، وكذا مقطوعة ””فالس” للموسيقار دفوراك، ومقطع مويبقس للموسيقار ”راجح داود”، لتقدم بعدها عازفة البيانو الجزائرية عتيقة خوجة برفقة عازف الناي هشام عصام، معزوفة موسيقية أضفت على ختام السهرة لحنا موسيقيا أخاذا.
