إن السمعة السياحية الطيبة التي تتحلى بها مدينة بوسعادة تعود بقسط كبير إلى شخص الفنان المستشرق، ألفونس إتيان ديني، الذي حمل اسم ناصر الدين بعد اعتناقه الإسلام. وبغض النظر عن لوحات ديني، تزخر مدينة بوسعادة التابعة لولاية المسيلة والقريبة من الجزائر العاصمة، (240 كلم)، بالكثير من المواقع الطبيعية الساحرة، من بينها جبل كردادة الذي يحتضنها، ويحمل اسم هذا الجبل أحد الفنادق الذي يمثل حافزا للسواح، من اجل زيارة المنطقة نظرا لطابعه التاريخي وهندسته العربية الأندلسية. وما يميز بوسعادة كذلك طاحونة فيريرو التي تحمل اسم مصمّمها أنطوان فيريرو، وهو إيطالي هاجر إلى الجزائر عام 1867. شيّدت الطاحونة على طول وادي في قلب واحة، وهو ما جعل المكان وجهة مفضّلة بفضل ديكوره الفخم ومغاراته المنتعشة، التي تبعث الحياة في محيطها القاحل، ويوجد نموذج مصغر للمطحنة بمدخل المدينة. يتجلى البعد التاريخي لمدينة بوسعادة في الحي العتيق القصر الذي يضم العديد من المعالم التاريخية، من بينها متحف إيتيان ديني والمسجد العتيق النخلة الذي بناه أحد الشخصيات الدينية المعروفة في منطقة سيدي إبراهيم الغول سنة 1120.، ويضم الحي العتيق كذلك مدرسة سيدي ثامر (لويس شالون سابقا) التي بناها المعمرون الفرنسيون في القرن الماضي إضافة إلى احدى أشهر الزوايا في الجزائر وهي زاوية الهامل. ولا يمكن تجاهل حدث تاريخي هام شهدته هذه المدينة غداة الاستقلال، ففي هذه المنطقة تم تغيير اسم جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي في 27 أوت 1962. إن ما يميز هذه المنطقة أيضا الصناعات الحرفية، على غرار الحياكة وصناعة الجلود وكذلك المطبخ البوسعادي المعروف ب الشخشوخة و الزفيطي الغنيين بنكهاتهما. وعلى غرار المدن المجاورة لها، يغلب الطابع النايلي على الذوق الموسيقي في المدينة. وتنعم مدينة السعادة كذلك، بالعديد من المواقع الطبيعية الساحرة مثل غابة عين غراب وجبل مسعد، حيث تأوي إليها العائلات البوسعادية خلال أيام الحر للسهر حتى طلوع الفجر.