تركيا تتخذ إجراءات عسكرية غير اعتيادية على الحدود مع سوريا قتلت الشرطة السورية محتجين إثنين رميا بالرصاص في حماة أمس الجمعة، فيما خرج الآلاف إلى الشوارع في جمعة "لن نركع إلا لله" للمطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد في ما تمثل أول مظاهرات كبيرة منذ الحملة العسكرية التي استمرت عشرة أيام. وقتل الشابان قرب مسجدي التوحيد والصحابة في أحياء سكنية شمال حماة بعيدا عن وسط المدينة، وقال نشطاء حقوقيون أن تظاهرات كبيرة خرجت ضد النظام أمس جمعة في دير الزور وحمص وإدلب كما أكدّوا أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على المتظاهرين، وأضافوا أنها قامت بمنع صلاة الجمعة في مسجد عثمان بن عفان بدير الزور وحولته إلى ثكنة عسكرية، فيما قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن قوات الأمن اقتحمت فجر أمس الجمعة مدينة سقبا بريف دمشق في إطار حملة مداهمات واعتقالات، وسقط قتيل برصاص الأمن عندما كان يحاول الفرار خوفاً من اعتقاله، وأضاف أنه وجدت على جسده آثار طعن بحربة السلاح، كما أفاد المرصد عن مقتل امرأة في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب القريبة من مدينة حماة في عملية اقتحام عسكرية للبلدة. وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم اعتقال عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان الخميس في دمشق، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن عبد الكريم الريحاوي اعتقل عند الساعة الثالثة من أول أمس الخميس من مقهى في دمشق وأن مصيره لا يزال مجهولا حتى الآن، ويدير الريحاوي البالغ من العمر 43 عاما الرابطة السورية لحقوق الإنسان منذ العام 2004، وهو ينشط بشكل خاص منذ انطلاق حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري، ويستند إلى شبكة واسعة من الناشطين في الرابطة موزعين على جميع أنحاء سوريا وقد أصبح مصدر معلومات مهما للصحافة الأجنبية . من جهة أخرى اتخذت تركيا إجراءات غير معتادة على طول حدودها مع سوريا، بينها استدعاء الضباط المتقاعدين بالجيش للخدمة في المحافظات الحدودية، تحسباً لما تتوقعه من تدفق كبير للاجئين السوريين الهاربين من الاضطرابات في بلادهم، وفي هذا الإطار أفادت مصادر إعلامية على أن الضباط الذين تقاعدوا من الجيش خلال السنوات الخمس الأخيرة استدعوا للخدمة، وتم نشر المزيد من العناصر الأمنية بالمواقع والقواعد العسكرية المهمة والإستراتيجية، وأشارت إلى أن أغلب الضباط المتقاعدين الذين تم استدعاءهم تمركزوا بالقرب من الحدود مع سوريا، فيما تضاعفت الإجراءات الأمنية بقاعدة اسكندرون البحرية، ونقلت عن مسؤولين إعلانهم الخميس أن عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا وصل إلى 7239 شخصاً. ونقلت ذات المصادر عن خبراء اعتقادهم أن يفوق عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا كل التوقعات. وكان نشطاء قالوا أن القوات السورية قتلت أول أمس الخميس 19 شخصا على الأقل في غارات قرب الحدود مع لبنان، مواصلة حملتها العسكرية لسحق الاحتجاجات المعارضة لبشار الأسد رغم العقوبات الأمريكيةالجديدة والدعوات الإقليمية لحقن الدماء، وقال سكان لوكالة "رويترز" عبر الهاتف أن نحو 14 دبابة وعربة مركبة دخلت سراقب وهي بلدة على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب وتشهد مظاهرات يومية، كما أكدّوا أن قوات الأمن ألقت القبض على مئة شخص، فيما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حين سئلت عن السبب في أن الولاياتالمتحدة لم تطالب حتى الآن بتنحي الرئيس السوري أن واشنطن تريد من دول أخرى أن تعبر عن دعمها لهذا المطلب، وقالت كلينتون أن الشيء الضروري للضغط على الأسد هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز السورية. وقال دبلوماسيون الأربعاء الماضي أن نائب رئيس الشؤون السياسية للأمم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو، قال لأعضاء مجلس الأمن أن نحو 2000 مدني قتلوا في سوريا منذ مارس منهم 188 منذ 31 من جويلية و87 في الثامن من أوت وحده، فيما تقول السلطات السورية أن 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في أعمال العنف التي تلقي فيها باللائمة على عصابات وإرهابيين