من أنجح إنتاجات نتفليكس: «مناورة الملكة» يفتح شهية العالم على لعبة الشطرنج

يحقق المسلسل القصير مناورة الملكة أعلى المشاهدات في تاريخ شبكة البث التدفقي « نتفليكس»، رغم مرور أسابيع على طرحه، وأعاد لعبة الشطرنج للواجهة بزيادة اهتمام الجمهور باللعبة وقواعدها.
المسلسل عبارة عن ميلودراما تكسر كل الصور النمطية، اقتبست عن رواية تحكي قصة « بيث هارمون» فتاة تنشأ في دار أيتام بولاية كنتاكي الأميركية، خلال الخمسينيات و تتعلم لعبة الشطرنج في القبو لتصبح بطلة العالم في هذه اللعبة المثيرة.
الفيلم مستوحى من رواية لوالتر تيفيس تحمل نفس الاسم، تتعاطى أحداثه بعبقرية مع مباريات الشطرنج، كما يصور من خلال شخصية بيث وإصرارها تناقضات كثيرة كانت ولا تزال تتخبط فيها المجتمعات حتى المتقدمة منها على غرار العلاقة الجدلية بين الذكورة و الأنوثة، فالعمل قدم المرأة بصورة غير تقليدية و لا تنصهر ضمن التصور الذي كان مرتبط بها في الفترة التي تدور خلالها الأحداث،وعلى عكس ما يعتقد عن المرأة الذكية التي لا تتمتع عادة بصفات جمالية ولا تهتم بمظهرها، فإن بيث كانت شخصية تتمتع بجمال مبهر، وتهتم بالأزياء وبمظهرها الخارجي، بالإضافة إلى ذلك يتناول المسلسل قضية العنصرية بين البيض و السود و ظاهرة إدمان العقاقير وقيمة النفس و الوحدة و فلسفة الأصدقاء، وهو ما وسع من جماهيرية، إذ يحقق نسب مشاهدة قياسية، كما تشير الأصداء إلى أن نجاحه ضاعف الاهتمام بتعلم لعبة الشطرنج بين ملايين الناس الذين يتابعونه رغم أنه لا يعلمك كيف تلعب الشطرنج بالأساس، غير أن المسلسل قدم صورة غير نمطية عن اللعبة التي تعتبر من بين الأقدم على الإطلاق.
قصة السلسة تحكي عن بيث و هي ابنة لأم تعاني من أمراض نفسية وتعيش حياة شاقة، تبدأ رحلة بيث وحدها حينما تقرر الأم الانتحار في حادث بالسيارة أثناء وجود بيث معها، تنتقل بيث بعدها لدار أيتام، تكون السبب في نجاحها ومشاكلها مع الإدمان أيضا، حيث كانوا يقدمون للأطفال أدوية مهدئة تسبب الإدمان، تكتشف حبها للعبة الشطرنج عندما ترى عاملا بالمدرسة يلعب وحده، وتطلب منه أن يعلمها اللعبة، وتساعدها الحبوب المهدئة في رؤية خيالات لرقعة الشطرنج عندما تأخذها بجرعة كبيرة.
لن يمر وقت طويل حتى تستطيع تعلم اللعبة بمهارة، وهنا يقرر العامل تعريفها بأحد العاملين في نادي ألعاب الشطرنج، وتذهب معه لتنافس محترفي الشطرنج، وتحقق فوزا كبيرا، يتم تبني بيث من أم وأب غائب عن المنزل، لتلتحق بعدها بالمدرسة، وتحاول التأقلم مع بيئتها الجديدة؛ لكنها لا تستطيع الاندماج معهم.ومن هناك تقرر بيث التركيز فيما تستطيع الاندماج فيه والاشتراك في مباريات الشطرنج، وتنتقل من نجاح لنجاح في عالم الشطرنج، الذي يهيمن عليه الرجال، وعلى الرغم من النكسات، التي تمر بها بسبب إدمان المهدئات والكحول تستطيع أن تتخطى هذه الفترة بمساعدة أصدقائها في نادي الشطرنج، وصديقتها من دار الأيتام وتعود إلى سابق عهدها.وقد تضاعفت الأبحاث في محرك غوغل حول طرق لعب الشطرنج مباشرة مع أولى حلقات المسلسل وحتى بعد انتهائه كما دخل الكتاب الذي استوحيت منه قصة المسلسل دائرة الاهتمام الإعلامي وحتى متصفحي الانترنت بعد 37 سنة من صدوره وتصدر المسلسل الطوب 10 في 92 دولة وشاهده على منصة نتفليكس 62 مليون مشاهد، وأخذت اللعبة حيزا من اهتمام فئات شبانية بتنزيل تطبيقات اللعبة وقواعدها.