تكريم رسمي لأشبال الأمة المتفوقين.. إشادة بالعزيمة ووعد بمواصلة الدعم    وزارة التربية تغيّر مكان إيداع ملفات المصادقة لتقريب الخدمة من المواطنين    سكيكدة: موسم التخفيضات الصيفية يثير إقبال المتسوقين    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 60430 شهيدا و148722 مصابا    البطولة الإفريقية للمحليين-2024: المنتخب الوطني يحل بكمبالا    بوغالي يهنئ الفريق الوطني لكرة السلة بفوزه بلقب البطولة العربية    منظمة التعاون الإسلامي تثمن عزم كندا ومالطا الاعتراف بدولة فلسطين    الألعاب الإفريقية المدرسية (الجزائر 2025): السباحون الجزائريون يحصدون 6 ميداليات منها ذهبيتان في ختام المنافسة    بودن يدعو إلى إعادة التوازن لمنظومة العلاقات الدولية    الموت جوعاً يحصد أرواح أطفال غزّة    منصب أممي لبن جامع    واضح يُشدّد على التعريف أكثر بمفهوم المقاول الذاتي    هذا جديد جامع الجزائر    ناصري يُطلق نداءً لوقف إبادة الفلسطينيين    هذه تفاصيل عطلة الأمومة..    أمطار بعدّة ولايات    استكمال صبّ المنحة المدرسية الخاصّة    ثقل دبلوماسي ودور محوري في حل النزاعات    بحث مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية    زيارة عون إلى الجزائر كانت ناجحة بكل المعايير    أهمية بالغة لتثمين الكفاءات الجزائرية المقيمة في الخارج    وهران: الطبعة الثانية للصالون الدولي لطب الأسنان "امداكس" من 18 إلى 20 سبتمبر    دعم التعاون بين الجزائر وزيمبابوي في صناعة الأدوية    النخبة الوطنية أمام رهان التألق في كل الرياضات    إلياس سليماني رئيسٌ جديدٌ ل"الموك"    المهاجم بلحوسيني يغادر "السياسي" إلى "بلوزداد"    تحذير من كارثة صحية في مخيمات النّزوح بدارفور    قمع متواصل وتشهير منظّم لتشويه سمعة الإعلاميين في المغرب    مشاريع واعدة في قطاع التربية بتلمسان    الإعلان عن حاملي المشاريع المبتكرة    غريقان في شواطئ الولاية    "فخّ" الجمال يهدد عيون الجزائريات    ارتداء لثام النيلة.. سرّ أهل تندوف    جدارية تذكارية تخلّد "الأحد الأسود"    المكتبة المتنقلة تُنعش الفضاء الثقافي    "الكلمة".. عرضٌ مسرحيّ يُوقظ الوعي في الشارع العنابي    قطاع غزّة على شفا المجاعة    البنك الدولي يدرج الجزائر مجددا ضمن الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 60332 شهيدا و147643 مصابا    تضامن وطني: استكمال عملية صب المنحة المدرسية الخاصة في آجالها المحددة    جانت : قصر الميزان تيغورفيت أحد المعالم الأثرية والسياحية البارزة في المنطقة    تمديد أجل إيداع وثائق استيراد وسائل التجهيز والتسيير إلى غاية 15 أغسطس الجاري    وهران:" ليلة المتاحف " تصنع سهرة بنكهة مميزة    مجزرة جديدة في غزة: 86 شهيدًا بينهم 71 من منتظري المساعدات    افتتاح صالون دعم الاستثمار    استذكار مواقف أيقونة النضال والتحرر    بللو يؤكّد الدور الاستراتيجي لمركزي البحث    رئيس لجنة تنسيق اللجان يشيد بالتنظيم المحكم    رافد استراتيجي لصون التراث الثقافي الجزائري والإفريقي    راجع ملحوظ في معدل انتشار العدوى بالوسط الاستشفائي في الجزائر    فتاوى : الترغيب في الوفاء بالوعد، وأحكام إخلافه    من أسماء الله الحسنى.. الخالق، الخلاق    غزوة الأحزاب .. النصر الكبير    جعل ولاية تمنراست قطبا طبيا بامتياز    تنصيب نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمّع "صيدال"    السيدة نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمع "صيدال"    الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات    رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أن انهزمت عسكريا في تيقنتورين و على الحدود
نشر في النصر يوم 14 - 07 - 2013

عصابات تزرع اليأس بتعميم شبهة الفساد في الجزائر
فتح وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة تحقيقا معمقا حول نشر صور لمسؤولين و شخصيات معروفة ( إدارية ، فنية ، رياضية ، رجال أعمال ... ) بغرض الإساءة و التشويه من طرف مجهولين ...هذا الخبر الذي نشرته جريدة النصر في عددها الصادر أمس الأول ، ليس عاديا، و لا يجب أن يكون كذلك . فهذا يعكس طبيعة نمو الإجرام و الانحلال الخلقي و الاجتماعي ، الذي بات يقتضي مواجهة صارمة من قبل العدالة أولا و المصالح المختصة المطالبة بجهد و حس و استشراف أكبر. لأن هذا الداء استفحل و انتشر بشكل بات يهدد أركان المؤسسات . وبات " المجرمون " يزرعون شرورهم فيما يشبه سياسة الأرض المحروقة ، على قياس أن تعميم تهمة الفساد ، من شأنه أن يغطيّ على المفسدين و المجرمين الحقيقيين و من ثمة على قياس : " المصيبة إذا عمّت خفّت ".
العربي ونوغي
مخطئ من يعتقد بأن ما يحصل حاليا من تسويد و تشويه و تعميم لشبهة الفساد هو حوادث معزولة أو لأغراض فردية و لو من باب تصفية الحساب أو من باب الانتقام بسبب تحقيق أغراض أو مكاسب أو مصالح معيّنة ...
ما يحدث في كثير من جوانبه و وقائعه ، يندرج في إستراتيجية ضبطت بدقة متناهية ، لأهداف محدّدة ، حتّى و إن كان منفذوها أحيانا ، هم بدورهم من ضحاياها ، أي من المغفلين الذين استدرجوا ، ربّما عن حق أو مغالطة و تغرير دون أن يدركوا بأنهم بتصرفاتهم ( و عن جهل ) و بادعاءاتهم إذا كانت غير مؤسسة أو باطلة ، يسهمون بشكل أو بآخر في نشر الإجرام و توسيع مساحاته و تعميم أهداف تصبّ في نهاية المطاف في إستراتيجية مقصودة و مرسومة مسبقا من قبل مخابر بذاتها لأهداف محدّدة بذاتها ، أبرزها : إعطاء صورة قاتمة على أن لاشيء بقي صالحا في الجزائر . و أنّ كل الجزائريين أصبحوا مفسدين . و أنّ كل المسؤولين سرّاقا و مرتشين . و لا أحد بقي منهم نظيفا . صورة رسمت معالمها بدقة متناهية . و " طبخت " بدقة أيضا متناهية . وما تنشره المراصد الأجنبية التي تعطي صكوك الغفران ، وترتّب البلدان و تصنّفها كيفما شاءت في الديمقراطية وحقوق الانسان ، وفي درجات النظافة و الفساد ، سوى دليلا قاطعا على أن الحملات المتتالية و شبهات السرقة و الفساد التي باتت توزّع مجانا، و تلصق بكل الإطارات الجزائرية من وزراء و ولاة و مسؤولين و منتخبين و سياسيين و ضباط عسكريين ومديرين و حتى بأبسط المواطنين ... لا يمكن أن تتم بمعزل عن مخططات تلك المراصد الأجنبية التي تعمل و فق أهداف و أجندات معلومة و أخرى غير معلومة ، قد تظهر خلفياتها لاحقا...
[ يخربون بيوتهم بأيديهم ... ]
المؤسف أن هذه المخططات تنفذ بواسطة مغفلين و " عملاء " من داخل بلادنا ، و لا أقول جزائريين ، لأنّ من فيه ذرة وطنية و جزائرية أو عقيدة دينية ، لا يمكنه بأي حال أن ينساق دون علم أو إثباتات و أدلّة قاطعة إلى منطق المجرمين . و يندرج فيمن جاء فيهم القول الكريم " يخرّبون بيوتهم بأيديهم ..."
قد أفلح المجرمون ( طبعا إلى حين ) ، في إعطاء صورة سوداوية عن الجزائر (! ؟ ) بتواطؤ الذين أتعفّف عن ذكرهم مجدّدا . هم يروجون و يرسمون صورة قاتمة منفرة لكل راغب في الاستثمار أو الاستقرار في الجزائر ، على أن البلد لم يعد أهلا و مكانا للاستثمار . و أنّ كل مسؤوليه و مسيّريه سرّاقا . بكلمة واحدة : أنّ الجزائر بلد للمفسدين تماما كما فعلوا و روّجوا في أزمة التسعينيات بأنّ كل الجزائريين جنحوا إلى العنف و باتوا جميعا قتلة و مجرمين و إرهابيين . و عانينا نحن الجزائريين و الجزائر جميعها من شرورهم و كيدهم و ظلمهم و دسائسهم ، لكن الله نصرنا على القوم الكافرين من كل عواصم التواطؤ و فلول الفتنة . فهدانا جميعا إلى الصراط المستقيم ، و أذقناهم درسا جزائريا مازال ينغّص قلوبهم و يعكس فشل مخططاتهم كما فشلوا من قبل .
هم اليوم يحاولون العودة من باب " الفساد " . الأمر لا يحتاج إلى علم السماوات و الأرض لفهم مخططاتهم و سعيهم إلى تفويت كل فرص الاستثمار و الاستقرار في الجزائر فبعد هزيمتهم النكراء و الدرس الذي لقنه لهم جيشنا و قوات أمننا العتيدة في تيقنتورين يحاولون اليوم تضييق الخناق علينا من باب الاقتصاد و الاستثمار ، و تفويت فرص جاهزة عن رأس المال و الشركات الاستثمارية في الجزائر . فلو أخذنا بلدانا توصف بالسياحية و قبلة السوّاح عادة ، فإنّ ظروفها الأمنية غير مستقرة ، وهذا يعني أنّ فرصة استرجاع " القارة الجزائرية " لسوّاحها و نهضة قطاعها السياحي سانحة ، وهو ما يعملون ضده و يسعون إلى تفويت هذه الفرص . وكذلك الأمر في القطاعات الأخرى . لكنّ أكثر " المغفلين " لا يفقهون و لا يعلمون . تقريبا إن الجزائر حاليا ، هي البلد العربي الوحيد الذي يغوي باستقراره و بعوامل إغراءاته الاستثمارية ... و الفاهم يفهم .
[ لن نكون كالنعام .. ]
نحن لا نغطي الشمس بالغربال . و لن نفعل كما النّعام ، بِخَزْنِ رؤوسنا و عقولنا في الرمال أو تحت أذرعنا . ثمة فساد . و ثمة مفسدون . قد يكون وقع فسادهم شديدا على الاقتصاد . و له ألمٌ كبير و نتائج سلبية متعددة ، على الوطن و سمعته و اقتصاده ، و على الجزائريين أنفسهم .
و هذا موجود و يحدث في كل بلدان العالم ، و منذ بداية التاريخ ، على اختلاف طبيعة البلدان و السرّاق أنفسهم . لكن العدالة و مصالحها و أعوانها وُجِدوا أيضا لملاحقة و ردع مثل هذه الخلائق و الأصناف من المفسدين و المنحرفين و المتعدّين ...
و مع ذلك فإنّ عدد السرّاق و المفسدين ، ليسوا الأغلبية ، و لن يكونوا الأغلبية . ثمة مسؤولون و مسيّرون في مختلف درجات المسؤولية مفسدون و سرّاق أغوتهم أنفسهم بمدّ أيديهم إلى المال العام و إلى ما ليس لهم فيه حق . أي أعماهم الشيطان و سوّلت لهم أنفسهم بالانحراف ، لكن مع ذلك فهم أقليّة ، و ليس من الصواب أو من العدل و الحق أن يعمّم الاتهام للزجّ بكل " النظاف " و المخلصين و الذين أفنوا أعمارهم و شبابهم و أحرقوا أعصابهم دفاعا عن وطنهم و مؤسساتهم و إداراتهم . و قد يخطئون أحيانا من باب الاحتمال و حسن نية التقدير ، لكنهم لم يسرقوا و لم يُفسدوا و تصدّوا لكل الضغوط و المساومات و " الشانطاج " دفاعا عن المال العام ، و عن حماية مؤسساتهم و إداراتهم و ولاياتهم و وزاراتهم و جامعاتهم و شركاتهم و هيئاتهم و أجهزتهم ، من السرّاق و الطامعين بغير حق فيما ليس لهم فيه متاع حق .
[ سُودُ الأفعال من سُودُ القلوب ]
عمليات التشويه تستهدف أساسا الإدارات و المؤسسات العمومية ، و تحديدا مسؤوليها و مسيّريها .
في السنوات الأخيرة ، و على الخصوص في الأشهر و الأسابيع الأخيرة تزايد عدد حمّالات الحطب و كميات الرسائل المجهولة و الوشايات الكاذبة . و تكاد لا تمنع إدارة أو مؤسسة واحدة من زيف و افتراءات " كتّاب الظّلم " و رسائلهم المجهولة التّي لا تقدم دليلا واحدا و إثباتا أو برهانا واحدا على ما يكتبون و يدّعون و يتهمون . لذلك قلنا في بداية هذا الموضوع بأنّ الهدف هو محاولة تشويه الجميع و تحطيم كل الصور الجميلة و النظيفة للإدارات و المؤسسات الناجحة و للمسؤولين و المسيّرين " النظاف " . و أنّ الفساد شمل الجميع و لم يعد هناك مخلص واحد في هذا البلد ؟ !.
بالتأكيد هذه محاولات باطلة و فاشلة . لأنّ الحقّ بَيِّنٌ و الباطل بَيِّنٌ . و هم أقرب إلى ما جاء في قول العزيز : " و لا تلبسُوا الحقّ بالباطل و تكتُمُوا الحقّ و أنتم تعلمون " ( الآية 42 / البقرة ) . لكن سُودَ الأفعال من سُودِ القلوب : " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ... " ( الآية 10 / البقرة ) .
[ اتهامات بالجملة من منطلق : تشويه الجميع ]
لقد استهدفت حملاتهم و اتهاماتهم قضاة وجنرالات و وزراء و مسؤولين سامين و منتخبين و ولاة في مختلف القطاعات و درجات المسؤولية ، الذين استهدفتهم و شملتهم ب " صيغة الجملة " حملات التشويه و الأكاذيب و الافتراءات ، من خلال الرسائل المجهولة و دسائس الليل ... لكن لم تتوفّر تلك الكتابات و الأقوال و الاتهامات طبعاً في غالبيتها عن دليل إثبات واحد أو برهان أكيد ممّا يجعلها أقرب إلى " مزابل التاريخ " و عذاب ضمائر أصحابها في الدنيا في انتظار عذاب الله و هو نعم الوكيل .
قولي هذا لا يجب أن يُفهم خطأ بأنني " أُبَيِّضُ " و أنزّه الجميع أو أساوي بينهم في الإخلاص و النزاهة و لكنّي أردت القول بأنّ كل " شاة تعلّق من رجلها " .
قد يكون من بين الذين ذكرتهم فاسد أو فاسدون ، لكن بالأكيد أنّ الأغلبية نظيفة ، نظافة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، رغم اتهامه من قبل إخوته . و إنني من الذين يرفضون التعميم ، سيما إذا كان شرا و باطلا .
[ أهداف جديدة للمغرر بهم ]
في الأشهر و الأسابيع الأخيرة اختار " العملاء " و المجرمون في رسائلهم المحمّلة بالتضليل و الافتراءات و الأكاذيب الملفّقة ، حملاتهم ضد وسائل الإعلام العمومية دون استثناء من تلفزيون و وكالة الأنباء و مطابع و صحف و إذاعات و وكالة الإشهار ... الخ .
و إن كنت هنا غير مفوّض للتعليق أو للتوضيح أو للردّ و الدّفاع عن تلك المؤسسات ، فإنّ إدراج جريدة النصر ضمن القصف و حملة التشويه و إنطلاقا من منصب المسؤولية الّتي أتحمّلُها كمسؤول أوّل على رأس هذه المؤسسة و ما يحدث فيها من تسيير و رقابة و مواقف ، دفعتني إلى كتابة أسطر معدودات ، من باب أنني " لست نائما على أذني " .
من عادتي أن لا أعطي أهمية أو اهتماما لرسالة مجهولة . يكتبها نكرة في مرحاض أو في مقهى أو في " ميستة " أو بأوامر أطراف ما ، لأهداف و خلفيات معيّنة ( ؟ !).
فبإمكان أي كان ، أي واحد ، أن يجلس في مكان ما ، و يكتب رسالة ضد فلان أو أي مسؤول و يرسلها لأي كان بعد أن يفتري فيها و يحمّلها ما أراد من اتهامات باطلة و كذب ... و لا يوجد مسؤول واحد بإمكانه أن ينجو من هذا الكيد و هذا الجرم و هذا الاتهام ... لذلك اعتقد بأن المسؤول القوي الإيمان و الصادق السريرة و النظيف الضمير و الجيب و التاريخ و الصافي العقيدة ، لا يُهدِرُ وقته أو يشغل نفسه بمثل هذه الخزعبلات و التشويهات المغرضة ...
الله يعلم وأنتم لا تعلمون ...
مدير النصر ، الأمازيغي الجذور ، القبائلي الأصل و المنبت و الذي يحمل اسم أكبر و أشجع شهيد في الجزائر و في تاريخ البشرية ، اسم العربي بن مهيدي ( رحم الله الشهداء جميعا ) ابن الشيخ العلامة أحمد و المدوّن لقب أخيه في قائمة المعدمين بسركاجي مع خيرة أبطال و شهداء الجزائر : زبانة و فراج و تيزروين ، و المنتمي لأكبر و أعرق قبيلة بربرية في الجزائر، التي دفعت فاتورة أول تجربة لسلاح النابالم في بلادنا من المستعمر الغاشم ، و هجرت عائلات ونوغي بالمئات و الآلاف إلى مختلف بقاع الدنيا ، سيّما إلى كاليدونيا لأنها رفضت الاستعمار و كانت من أوائل المقاومين للاحتلال الفرنسي ( انظر ما نشرته ابنة العم الدكتورة مليكة ونوغي حول صمود الجزائريين المبعدين إلى كاليدونيا / الأنترنيت ) . إنّ هذا المسؤول البسيط المتواضع ، كان و مازال و سيظل على الدوام إلى جانب المستضعفين و الفقراء و المساكين و المظلومين و ذوي الحقوق و أبناء السبيل . لأنني من الذين تعلمّوا أطفالا على أيدي الوالد ( رحمه الله ) الذي قال عنه الشيخ عبد الحميد بن باديس حين إلتقاه لأوّل مرّة : أين كنت ؟ ، تعلمت عنه و حفظت الآية 274 من سورة البقرة : " الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرّا و علانية ، فلهم أجرهم عند ربّهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " ..
من هذه الآية ، قُدنا جريدة النصر أيضا و قياسا إلى التكفل سنويا ، خلال الشهر الفضيل بما لا يقل عن 3000 طفل يتيم و فقير ، و مسكين و من ضحايا المأساة الوطنية .. لم نك نبغ سوى رضا الله و إدخال الفرحة في قلوب المحتاجين . لأننا نسعى أن نكون من الذين يسعون إلى زراعة الفرح . مبادرة استمرت سنوات بدعم المحسنين و أهل الخير ، و لسنا من النادمين . بل أكثر من ذلك فلقد استحسن وزير الاتصال الحالي تلك الأعمال و استغرب توقيفها خلال المعرض الأخير " ذاكرة و انجازات" داعيا إلى استئنافها ، و إن كان هذا لا يرضي الذين في قلوبهم مرض ، فهذا شأنهم ...
سنتواجد على الدوام بإذن الله و بعزّة الوطن في مقدمة صفوف الذين يحملون الجزائر في قلوبهم و أكبادهم و عقولهم و سلوكاتهم و ممارساتهم الخالصة لله و للوطن و للضمير و للتاريخ منذ آلاف السنين . أوفياء لكل الأوفياء لهذا الوطن الذي هو خير نعمة أنعم الله بها على الجزائريين بأن خلقنا جزائريين . و أوفياء لتاريخ عائلة ونوغي المشرق، دون مزايدة أو تنابز أو تصغير أو تقزيم لتاريخ المخلصين الآخرين و هم الأكثرية و لو كره الحاقدون الذين يقلقهم تاريخ آبائهم و أجدادهم و سلوكاتهم ، فانساقوا إلى ما لا يرضاه الله ، من باب أن تعميم الكذب و التشويه يخفف أحزانهم و معاناتهم .
[ لا يضر القوافل نباح الكلاب .. ]
يقول الله العلي القدير في كتابه المرقوم : " .. و ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البرّ من اتقّى ، و أوتوا البيوت من أبوابها و اتّقوا الله لعلكم تفلحون " ( 189 / البقرة ).
لقد أصبح مألوفا ، كلّما توجّت جريدة النصر باستحقاق أو تكريم أو جائزة تقدير، إلا و بادر أصحاب الرسائل المجهولة إلى مهاجمتنا و ضرب مختلف إطاراتها بأبشع الأوصاف ( ؟ !).
حين أدرجنا معهد " ايمار " الفرنسي في عملية سبر على رأس الجرائد العمومية تأثيرا في الرأي العام و في الرتبة الرابعة وطنيا بالنسبة للصحافة الوطنية ( خاصة و عامة) خرجت علينا جريدة محلية ، من باب أخلاق المهنة و الاحتراف أن لا نذكرها ، بأن غالبية الصحف العمومية يقودها جنرالات ؟. و لما وضعنا مرصد أمريكي في دراسة حول مواقع أبرز الجرائد المؤثرة و الأكثر احترافية في العالم من بين ال 200 مؤسسة إعلامية الأولى في العالم ، هبّ الذين " في قلوبهم مرض .." و حسد و غيرة إلى عادتهم في التشويه و الكذب لتخفيف صدمة قلوبهم ... و كذلك فعلوا حين اختارتنا موبيليس ضمن مكرميها لعام 2012 بعنابة و سيفعلون بالتأكيد كلما حققنا نجاحات أو تكريمات أو تتويجات قادمة . لذلك قلت لا تهمّنا " أمراضهم " ، فلا يضّر مرور القوافل نباح الكلاب ، و لا يمكن أن يدوم الكذب طول الوقت . لأنّ الزبد سيذهب جفاء بالتأكيد . و أمّا ما سينفع مؤسسة النصر و عمّالها و صحافييها و قراءها فهو الذي نعمل من أجله و نسعى إلى تطويره و تنميته و تحسينه و الأرقام تشهد عن المكاسب المحققة و النموّ المتواصل بكل شفافية و نزاهة و إخلاص و تضحيات و تزكيات .
[ إلى المكلفين بالإثم و العدوان.. ]
الرسائل المجهولة الموجّهة ، على الأقل إلى النصر تحمل بطلانها بين أضلعها. و تعكس هشاشة محتواها ، لأسباب كثيرة منها :
أولا : مادام المكلف بالإثم ( باعثها أو باعثوها ) إلى مختلف الجهات ، في انتظار إرسالها إلى الأمم المتحدة و مجلس الأمن ، واثق ممّا كتبه بالدلائل ، المفروض أن يسلم ملفّه إلى الجهات المخوّلة قانونا ، لكن قبل ذلك عليه أن يمتلك شجاعة التوقيع و ذكر اسمه فهو متأكد من اتهاماته ؟ !.
ثانيا : عليه أن يعلم ، بأن عدم التبليغ عن جريمة أو السكوت عنها ، و هو يعلم بالتفصيل كل ما " كذب " عفوا ما كتب أو أوحي إليه بكتابته ، يصبح شريكا في الجريمة ؟ !قديما يقولون : يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه . بتعبير أبلغ : " إن لم تستح فافعل ما شئت " .
يحزنني قولهم و اتهاماتهم ، ولكن كتبت هذا الموضوع ، لأنه يحزّ في نفسي تواطؤ أمثال هؤلاء في تشويه المؤسسات الوطنية وصورة الجزائر و إعطاء الوهم بأنّ الفساد في كل القطاعات و على جميع المستويات ... حسبي الله و نعم الوكيل . لقد قال الله الشديد العقاب : " و لا يحزنك قولهم ، أن العزّة لله جميعا ، و هو السميع العليم " ( الآية 65 / يونس ) و في الآية 41 قبلها قال الوكيل العليم : " و إن كذّبوك فقل لي عملي و لكم عملكم . أنتم بريئون ممّا أعمل و أنا بريء مما تعملون " .
نسوق لكم الآيات لعلّكم تتقون .
ع / ونوغي
" إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء " ( الآية 5 / آل عمران) . وقال أيضا : " و اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا. و لا يقبل منها شفاعة و لا يؤخذ منها عدل و لا هم ينصرون " ( الآية 56 / البقرة ) .
بقي أن نذكّر الذين ظلموا و أوكلنا أمرهم و شرّهم إلى الله ، فهو نعم الوكيل ، بأنّ الله معنا ، و إن ينصرنا الله فلا غالب لنا ، لأنّنا صادقين ، مخلصين ، نزهاء نظاف التاريخ و العقيدة و الوطنية و الجيب . أبواب النصر مفتوحة بإذننا أو بغير إذننا لمن يريد أن يطمئن قلبه ( ... )
ماعدا ذلك ، فإنّ الذين أعمتهم الحياة الدنيا و التهافت ، نقول بأنّ الأبواب مغلقة و أحكمنا غلقها منذ سنوات في وجوههم، لأنني أقود مؤسسة عمومية بإطاراتها الكفأة و النزيهة و المخلصة ... و لقد باءت محاولات زعزعتها المتكررة بالفشل ، لأنني لا أستجيب إلى الضغوط و لا إلى الأطماع و لو من باب الرسائل المجهولة و الوشايات الكاذبة ، لأنني أؤمن بأن شفافية التسيير تقوم على الأرقام و مراقبة الهيئات و المسؤولين المباشرين و الضمير ... ماعدا ذلك فأني أرمي في سلة القمامة ، الرسالة و صاحبها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.