هل سيرحل رئيس جامعة “الجزائر2"؟

يشرع أساتذة وعمال جامعة “الجزائر 2"، ببوزريعة، اليوم، في إضراب لمدة ثلاثة أيام متجدد كل أسبوع، قابل للتحول إلى إضراب مفتوح إلى غاية الاستجابة إلى مطلب رحيل رئيس الجامعة الذي أثبت فشله - حسب الأساتذة والعمال - في تسيير شؤون الجامعة، التي يزداد الوضع بها تأزما في ظل استئناف طلبة قسم الإنجليزية إضرابهم عن الدراسة نظرا للانسداد الذي لم ينجح رئيس الجامعة رغم محاولاته في فكه.
قرر أساتذة جامعة “الجزائر 2"، ببوزريعة، شل جل النشاطات البيداغوجية والعلمية ابتداء من، اليوم، عقب انقضاء المهلة الممنوحة لرئيس الجامعة للتنحي عن منصبه. ويأتي قرار الأساتذة على هذا النحو، حسبهم، تعبيرا عن رفضهم لاستمرار الوضع على ما هو عليه بهذه الجامعة بسبب تدني المستوى البيداغوجي والمهني والتعدي على القوانين التي تنظم العلاقات بين أفراد الأسرة الجامعية في ظل النهج الجديد الذي اتخذه رئيس الجامعة الذي أثار اللجوء إلى القضاء لتسوية المسائل الداخلية، حسب ما حدث فعلا مع أستاذة علم النفس المسؤولة عن الماستر بسبب رفضها إضافة اسم طالبة تم تحويلها من جامعة البويرة إلى جامعة بوزريعة بموافقة رئيس الجامعة إلى قائمة الطلبة الناجحين في الماستر على حساب من تتوافر فيهم الشروط والمعايير التي بموجبها يخول لهم مواصلة الدراسة في هذا الطور من الدراسات، وأشعل صدور الحكم غيابيا بسجن الأستاذة - لمدة شهرين نافذا وغرامة مالية تقدر ب 5 آلاف دج - فتيل احتجاج أساتذة الجامعة الذين طالبوا بوضع حد لهذه التصرفات والاحتكام إلى الهيئات المخول لها قانونا بحل المسائل الداخلية المطروحة بالجامعة على غرار اللجان، المجالس العلمية، اللجان متساوية الأعضاء ومجالس التأديب، بدل من جر الأساتذة إلى المحاكم وهو التصرف الذي لم يسبق له مثيل بالجامعة الجزائرية، إلى جانب التدخل المباشر لرئيس الجامعة في المهام البيداغوجية للأستاذة والتعدي على صلاحيات لجان المداولات المخول لها قانونا الفصل في مسائل النجاح والرسوب والإنقاذ، وهذا ما وقع تماما بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب واللغات، الذي يزداد الوضع به تعقيدا في ظل الحالة الاستثنائية التي يعرفها نتيجة الانسداد الحاصل بين إدارة الجامعة وأساتذة هذا القسم الذين رفضوا تصحيح أوراق الطلبة الذين تقرر إدراجهم في قوائم الناجحين بعد إخضاع أوراقهم لتصحيح ثانٍ من قبل لجان من خارج الجامعة، وهو الأمر الذي رفضه الأساتذة، وفي الوقت الذي انطلقت فيه الدراسة عبر كل الأقسام والكليات بمختلف الجامعات لا يزال مصير طلبة هذا القسم مجهولا، ومن بين الفضائح التي شهدها هذا القسم نهاية العام الماضي مسابقة الماجستير في اللغة الإنجليزية التي قرر رئيس الجامعة عقب صدور نتائج لجنة التحقيق تعليق تسجيل الطالبة التي هي في الأصل زوجة المسؤول عن التخصص دون أن يلحق أي عقوبة به، الأمر الذي يدعو إلى طرح عديد التساؤلات؟
وشكلت حادثة وفاة عون الأمن داخل مبنى قسم اللغات بداية مرحلة التكاتف بين العمال والأساتذة الذين اجتمعوا على مطلب واحد هو رحيل رئيس الجامعة الحالي الذي لم يتمكن منذ قرابة سنتين من حل مشكل الأمن الذي يتجدد مع مطلع كل سنة جامعية ليدفع بذلك العمال والأساتذة إلى جانب الطلبة ثمن ذلك.
وقصد معرفة رد رئيس الجامعة حاولنا الاتصال به لكن دون جدوى.
كرونولوجيا الأحداث
سبتمبر 2011 إضرب طلبة قسم اللغة الإنجليزية عن الدراسة بسبب ارتفاع نسبة الرسوب واستمر إضرابهم إلى غاية اتخاذ رئيس الجامعة قرار تكليف لجنة من أساتذة خارج جامعة “الجزائر 2" بتصحيح أوراق امتحانات الطلبة.
بعدها قرر أساتذة هذا القسم الإضراب عن التدريس احتجاجا على تدخل رئيس الجامعة وتكليف لجنة خارج الجامعة بتصحيح أوراق الامتحانات معتبرين أن هذا السلوك يعد ضربا لمصداقية تقييمهم.
22 فيفري 2011 شكلت حادثة الاعتداء على طالبة بالسلاح الأبيض داخل الجامعة تجديد الاحتجاجات التي عرفتها هذه الجامعة، وطالب المحتجون خلالها بتوفير الأمن.
21 أفريل 2012 نظم عمال وأساتذة الجامعة وقفة احتجاجية عقب حادثة محاولة الاعتداء الجنسي على أستاذة وموظفتين بها من قبل غرباء عن الجامعة.
وقفة احتجاجية أخرى نظمها أساتذة الجامعة، في دخول الموسم الجامعي لهذا العام، عقب صدور حكم قضائي يقضي بسجن نافذ لمدة شهرين في حق أستاذة بقسم علم النفس.
نظم العمال والأساتذة وقفة احتجاجية متبوعة بمسيرة داخل الحرم الجامعي، منذ أيام، عقب العثور على عون أمن متوفى بداية هذا الشهر داخل البناية “ب" بقسم اللغات الأجنبية.
إضراب طلبة قسم اللغة الإنجليزية، نهاية الأسبوع الماضي، للمطالبة بالكشف عن نتائج امتحانات الدورة الشمولية في ظل رفض الأساتذة تصحيح أوراق امتحاناتهم.
إضراب العمال والأساتذة لمدة ثلاثة أيام ابتداء من، اليوم، ومن المقرر أن يتبع بإضراب مفتوح إلى غاية الاستجابة لمطلب رحيل رئيس الجامعة.