الاتحادية مهمّتها تطوير كرة القدم والفيفا السّند القوي صادق أعضاء الجمعية العامة العادية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم «فاف» بالإجماع على مشروع بناء 4 مراكز تكوين بتلمسان، سعيدة، باتنة والطارف، حيث صوّت ب «نعم» 97 صوتا مقابل صوت وحيد عارض الفكرة، خلال أشغال الجمعية العامة التي انعقدت بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، لينجح بذلك رئيس الفاف «خير الدين زطشي» في كسب الرهان، وإقناع أعضاء الجمعية بالانتخاب على مشروعه الذي ينوي من خلاله الرفع من مستوى كرة القدم الجزائرية وإعادتها إلى الواجهة، خصوصا أنه يجعل من التكوين أولوية له خلال العهدة الأولمبية الجارية. «الشعب» عاشت هذه الأجواء وترصد حيثياتها بعين المكان. «زطشي» كشف خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المصادقة على مشروع بناء 4 مراكز تكوين بالقطر الوطني، أن 27 أكتوبر 2018 سيكون تاريخيا لكرة القدم الجزائرية، وأن الجمعية العامة أجابت عن كل المشككين، بعدما عرفت حضورا واسعا من أعضائها الذين صوتوا بكل ديمقراطية بالإجماع عن مشروع المكتب الفدرالي. وفي إجابته على السؤال المتعلق باهتمام الاتحادية بالتكوين مكان الأندية، قال زطشي: «تتحدّثون وكأنّ هذا الأمر ممنوع من قبل القوانين، التغيير الجذري الذي نريد القيام به في كرة القدم الجزائرية يمر عبر بناء مراكز تكوين والاهتمام بالتكوين القاعدي الذي يضمن لنا الجودة الفنية والتقنية في السنوات المقبلة، ورؤيتنا فسّرناها جيدا لأعضاء جمعيتنا العامة والحمد لله أن الإجابة كانت خلال أشغالها، حيث صوّت الأعضاء بالإجماع على مشروع بناء مراكز تكوين». وواصل زطشي:« والأهم هو أنّنا شاهدنا عائلة كرة القدم الجزائرية مجموعة هنا لمشروع واحد»، وتابع حديثه: «توضيحنا لمشروع بناء مراكز التكوين عبر القطر الوطني، حرّك الأندية الجزائرية، واليوم فريقا شبيبة القبائل وإتحاد العاصمة وضعا حجر الأساس لبناء مركزيهما لتكوين اللاعبين، الذين سيستفيد منهما الفريقان في السنوات المقبلة سواء على مستوى الفئات الشابة أو على مستوى الأكابر، كما أنّي اليوم قبل انطلاق الأشغال دعاني رئيس أهلي برج بوعريرج بن حمادي إلى حضور تقديم مشروع بناء مركز التكوين الخاص بالنادي، وهذا أمر أكثر من رائع». المسؤول الأول على رأس كرة القدم الجزائرية «خير الدين زطشي» ذهب إلى أبعد من ذلك مصرّحا في هذا الشأن: «تقول لي بأن الاتحادية مهمتها غير التكوين أقول لك الاتحادية معنية بالتكوين لأن المادة الأولى من قانون الاتحادية، ينص على ضرورة المساهمة في تطوير كرة القدم، ولا يمكن إلا أن يكون التكوين وراء تطوير كرة القدم وهو ما نقوم به حاليا». وأضاف: «الفيفا تمنح أموالا طائلة من أجل القيام بالتكوين، وتمنح 750 ألف دولار سنويا للاتحاديات من أجل تخصيصها في التكوين، حاليا لدينا شخصين في «زيورخ» مكلفين بتوضيح مشروعنا لخلية «فور وورد» المهتمة بمشروع التكوين على مستوى الفيفا، والاتحاد الدولي للعبة يساند مشروعنا». 4 ملايير دج لتحقيق المشروع «زطشي» وخلال مداخلته كشف عن الغلاف المالي المخصّص لبناء 4 مراكز تكوين بالقطر الوطني، حيث أكّد بأنّ الغلاف المالي المخصص لهذا المشروع هو 4 ملايير دج، أي بمعدل مليار دج للمركز الواحد، وقال أيضا: «مكتب الدراسات سيشرع يوم غد في عمله على مستوى مركز تلمسان الذي ستنطلق الأشغال به شهر جانفي المقبل، كما أنّنا قرّرنا خلال اجتماع المكتب الفدرالي أن نحاول استغلال بعض مراكز التكوين في المدن الصغيرة على غرار مركز «خميس مليانة»، الذي منحنا إياه وزير الشباب والرياضة وهو مشكور على ذلك، وسنفتتح به أول أكاديمية للفاف بعد 24 أو 30 شهرا من الآن». «زطشي» أوضح بأن مشروع الفاف سيتمكّن فيه الاتحاد من استرجاع أموال الاستثمار خلال فترة قصيرة، كون المراكز الأربعة ستتوفر على فنادق يمكن للفرق الرياضية من استغلالها وكذا للمؤسسات وحتى الأشخاص، ما سيسمح من كسب مصادر الربح التي تسمح من تسديد نفقات المراكز الأربعة وتسديد ديون العمال. وبخصوص المخوّل لعملية انتقاء اللاعبين، أوضح «زطشي» بأن الجنسية المقبلة للمدير الفني الجديد لا تهم، وأنه حاليا تم تنصيب «عامر شفيق» مديرا فنيا بالنيابة، كاشفا بأن مكونين أجنبيين من «فيلاريال» عملوا بمركز تكوين الفريق الإسباني لأزيد من 10 سنوات، شرعوا في عملهم مع الاتحادية، موضحا بأنهما عاينا لحد الآن أزيد من 600 طفل من الوسط، وانبهروا للإمكانيات الفنية المذهلة التي تتمتع بها البراعم الشابة من 13 إلى 15 سنة في الجزائر مقارنة بما هو موجود في إسبانيا، كما أكد بأنه سيتم دراسة النموذج الألماني والفرنسي وبعدها سيتم دراسة كيفية تكييف هذه النماذج على الجزائر. وبخصوص تقارير قناة «البي. بي. سي» و»فرانس فوتبول» التي تحدّثت عن الفساد في كرة القدم الجزائرية، قال: «نحترم كل وسائل الإعلام بداية من الجزائرية، لكن عندما نقوم بالانتقاد يجب أن تكون هناك دلائل، وفوق كل هذا يجب أن يعلم الجميع بأن لدينا لجنة الأخلاقيات، ونصبناها كما تنص عليه لوائح الفيفا بغرفتين، وهذه اللجنة ستتدخل عندما يكون لدينا قضية ما يجب التدخل فيها لكن بإثبات الدلائل لأنه من السهل الاتهام والانتقاد». أما عن قضية المدرب السابق الإسباني «لوكاس ألكاراز»، أكد المسؤول الأول على الهيئة الكروية الجزائرية، بأن القضية توجد حاليا على مستوى الفيفا، والإتحادية نصبت محامين للدفاع عنها لدى الفيفا، مؤكدا بأن الفاف مهتمة بهذه القضية وستعمل على الدفاع عن مصالحها. وفيما يتعلق بقرب نهاية عقود الفاف مع مموّليها، كشف «زطشي» بأن الاتحادية في اتصال مع مؤسسة «موبيليس» الراعي الرسمي للفاف من أجل الوصول إلى اتفاق لتجديد العقد قريبا، كما أوضح بأن عقد ممول الألبسة الرياضية ينتهي بنهاية السنة الجارية، وأن عقدا جديدا سيمضى قريبا. «زطشي» أوضح بأنه يعمل على الدفاع على اللاعبين والفرق الجزائرية معا، وهو ما جعله يلتقي برئيس إتحاد عنابة «زعيم»، الذي أكّد بأنه أعرب منذ البداية عن نواياه الصادقة لحل المشكل بدليل أنهما اتفقا على حل نهائي بخصوص قضية تسديد مستحقات اللاعبين العالقة منذ سنوات في أقل من 10 دقائق، وأمهله الإتحاد إلى غاية نهاية الموسم الكروي لتسديد الديون.
