أخرجت الروائية الجزائريةالشابة شريفة فداج أولى أعمالها الأدبية إلى النور، حيث صدر لها مؤخرا عن دار الغاوون رواية ''الممثل''، تناولت فيها تعقيدات المجتمع الجزائري من خلال المسرح، وما تعرض له من كوارث. أخذ المسرح نصيبا كبيرا في رواية شريفة فداج، الشيء الذي يعكس، وحسب مضمون الرواية، حب الاديبة للفن الرابع، وفي هذا الصدد أكدت ذات الروائية وعبر الجريدة الالكترونية إيلاف، أن الرواية جاءت من فكرة قصة قصيرة، حيث كانت فداج قد كتبتها في سن المراهقة، تتحدّث عن شاب يودع حبيبته في أحد المطارات، هذه الحبيبة التي ترفض منحه أي أمل في عودتها فينفجر باكياً عند مغادرتها ويُفاجأ بتصفيق حاد ليكتشف في الأخير أنه يمثل المشهد على خشبة المسرح، مؤكدة أن لديها محاولات مسرحية ولكنها ''لم تكتمل أبدا''، مرجعة السبب إلى النقص الذي تشهده دائما كتاباتها، حيث أنه ثمة دائماً فصل ناقص هو الفصل الأخير، قائلة ''وربما لا أكمله لأنني أعرف بأن الكتابة للمسرح ليس لها معنى دون عرض العمل أمام الجمهور، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا أبداً، لذلك تضمَّنت الرواية بعض المقاطع من مسرحيات كتبت فصولاً منها في السابق.'' وقد جعلت شريفة فداج من بطل روايتها مريضا، دون أن تكشف عن هذا المرض الذي يعانيه، وهنا وحسب إيلاف، فقد تعمدت الروائية في هذا الاختيار، حتى تشغل أكثر ذهن القارئ وتجعله يضع حتى هو من جهته اختيارات، و يُصنِّف المرض كما يراه من وجهة نظر، ثم انه ليس بالضرورة أن يكون ثمة مرض، لعل كل ذلك وهم في تصور البطل، حيث قالت في هذا الجانب ''ربما تكون حالة خاصة به لأنه يملك موهبة فريدة من نوعها، فهو ينتقل ليس فقط من شخصية إلى أخرى ولكن من حياة إلى أخرى دون أن يدرك بأن ذلك تمثيل.'' وهنا يمكن القول أن عديد الكتاب والروائيين يجعلون للقارئ نصيب من الخيال الذي يحويه العمل الادبي، حيث هناك دائماً جانب يترك فيه المجال لخيال القارئ، وهو ''الهدف'' من القصة والرواية، أن تجعل القارئ يفكر ويطرح الاسئلة ويبحث عن الفكرة بنفسه. القارئ للرواية يرى ان الروائية، من خلال تطرقها لمسألة الهوية والغربة، يرى أن الجزائري يعيش الغربة في بلده أكثر من وجوده في الخارج، وفي هذا الصدد بينت فتيحة فداج عبر موقع إيلاف، أنها لا تريد القول في روايتها الشيء الذي يدور في مخيلة القارئ، وانمائطرحت موضوع الفرنسيين الجزائريين، حيث أن بطل الرواية واحد منهم، كونه ينتمي إلى عائلة جزائرية مقيمة في فرنسا، ولكن الأب ما يزال مسيطرًا فيها حتى على خيارات أبنائه في العمل والدراسة، مما أدى بالبطل أن يفكر في أنه غريب عن المكان سواء في فرنسا أو في الجزائر بل على العكس هو كان ناجحاً في البلدين، ولكنه بدأ يغترب عن نفسه ويضيع في عالمه الخاص رغم أنه حقق حلم التمثيل والشهرة، كما طرحت الكاتبة موضوعا آخر، وهو رغبة الشباب في الجزائر وفي كل البلدان العربية بالوصول إلى أوروبا بأية طريقة كانت، حتى ولو كانت استغلال الفن حدّ استعمال الكذب، الظاهرة التي ينجم عنها غالباً المزيد من الضياع. ئرواية ''الممثل'' هي أولى روايات فتيحة فداج، هذا لا يعني أنها أول مرة تخوض في غمار الكتابة، وانما تكون أول رواية تنشر، حيث أكدت أنها تكتب منذ سنوات طويلة، غير أن روايات سمتها بالبدائية فغالبيتها قصص تدور في بلدان لم تزرها بعد مثل مصر، ولبنان والولايات المتحدة . للإشارة فقد انهت فتيحة فداج كتابة رواية ثانية ومجموعة قصصية، وقد قالت ذات المؤلفة في هذا الصدد، ''أتمنى أن أستطيع إتمام واحدة من المسرحيات التي بدأت كتابتها، لكنني لن أنشر، ربما، قبل أن أعرف رأي النقاد والقراء في رواية ''الممثل.''