تمكنت الحكومة المالية من اجتياز امتحان آخر بنجاح بعد، الاجواء التي عرفتها الانتخابات التشريعية في دورها الاول الاثنين الماضي، حيث لم تسجل اية احداث خلال عملية الاقتراع خاصة وان التهديدات الارهابية لاتزال قائمة سيما في شمال البلاد اين لاتزال التغطية الامنية ضعيفة للجيش المالي المدعوم من القوات الاممية للمينيسيما وقوات سيرفال الفرنسية، ولكن رغم ذلك لم يشهد هذا الجزء من البلاد اية عملية ارهابية خلال الانتخابات. المجتمع الدولي الذي عايش مسار العودة الى العمل بالشرعية الدستورية في مالي واعلن دعمه الكامل لها لم ينتظر طويلا ليبدي اعجابه بالظروف الذي طبعت الموعد الانتخابي يوم 24 نوفمبر 2013، كما ابدى نفس الانطباع خلال الانتخابات الرئاسية شهر اوت الماضي والتي افرزت ابراهيم ابو بكر كايتا رئيسا للبلاد، حيث اعلن الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا عن اعجابه بالطابع الجدي الشفاف والديمقراطي للدور الاول من هذه الانتخابات التي شاركت هذه المنظمة في مراقبتها والتي سجلت مشاركة ضعيفة نسبيا مقارنة بالانتخابات الرئاسية التي عرفت مشاركة قياسية، كما سجل المراقبون بعض الحوادث البسيطة والتي لم تؤثر على سير عملية الاقتراع خاصة في مقاطعات شمال البلاد التي شهدت كذلك بعض المناوشات والاحتجاجات خلال الفرز الاولي للاصوات. وبعيدا عن الانتخابات تواصل السلطات المالية عملها في بسط سيادة القانون وفرض احترامه حيث قام عسكريون باعتقال زعيم الانقلابيين الجنرال «أمادو هايا سانوغو» الذي صدرت في حقه (مذكرة احضار) حسب ما اوردته اذاعة فرنسا الدولية (آر. آف. إي) في موقعها على الانترنيت، وقد رفض سانوغو سابقا الاستجابة لاستدعاء اللعدالة المالية في قضايا تتعلق بارتكاب مجازر في حق كتيبة القبعات الحمر واخرى تتعلق بعمليات قتل واختطاف عسكريين في معسكر كاتي قبل أن يتمكن الجيش المالي من اخضاعه الى سلطة وزارة الدفاع وقيادة الاركان.