أكد البروفيسور بن سنونسي، رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال، أن الجزائر لا تملك الإمكانات المادية و التكنولوجية و البشرية اللازمة لتحسين الولادات ورعاية المواليد و لا للقيام بدراسات طبية على مستوى وطني شامل تعكس حقيقة طب الأطفال في بلادنا، مشيرا إلى أن الملتقيات الوطنية السنوية لطب الأطفال اعتادت في أشغالها على الاكتفاء ببعض الدراسات الجهوية القليلة والتي تكون في غالب الأحيان بمبادرة من أطباء أخصائيين. و خصص المشاركون في الملتقى الوطني لطب الأطفال الذي انعقد أول أمس بالعاصمة الجزء الأكبر من مداخلاتهم للحديث عن المواليد الجدد و عن المشاكل التي يتعرضون لها خلال الأيام الأولى من حياتهم و التي كثيرا ما تودي بحياتهم كالمشاكل التنفسية المتعلقة أساسا بقلة أو انعدام الشروط الملائمة للولادة و للتكفل الطبي الفعال بهم في مختلف المصالح المعنية في بلادنا. حيث بيّنت الدكتورة بومعراف من مستشفى قسنطينة من خلال الدراسة التي عرضتها في الملتقى و التي شملت 176 حالة و 1298 شهادة في مختلف عيادات الأمومة بقسنطينة أن 27% من المواليد الجدد توفوا خلال الأسبوع الأول من حياتهم بسبب مشاكل تنفسية، مشيرة إلى أن أسباب هذه الوفيات تعود بالدرجة الأولى إلى خصائص المولود الجديد الصحية بالإضافة إلى ظروف الولادة غير العادية و وسائل التكفل الطبي القليلة أو المنعدمة خصوصا فيما يتعلق بوسائل التدفئة، مما يجعل من التعقيدات التنفسية المصدر الأساسي للوفيات بين هذه الشريحة و المرض الأكثر انتشارا بينهم بنسبة تُقدر ب3 إلى 10%. و في السياق ذاته تعرض كل من الطبيبين حافري من مصلحة الطب بمستشفى مصطفى باشا و حملاوي من وحدة الإنعاش الخاصة بالأطفال بمستشفى حسين داي بالعاصمة إلى المشكل نفسه، مؤكدين أن التعقيدات التنفسية هي ثاني مرض يتم معالجته في المصالح الطبية الخاصة بالمواليد الجدد. و من جهته، تعرّض الدكتور سماحي من مصلحة طب الأطفال بتلمسان إلى مشكل الفشل الكلوي الذي يتطلب تشخيصا دقيقا و مبكرا و علاجا يتكيف و خصوصيات المواليد الجدد، كاشفا من خلال دراسته التي شملت 2467 ملفا لمواليد جدد تم التكفل بهم في المصلحة المذكورة من الفاتح أوت 2002 إلى 31 جويلية 2004 أن 111 حالة عانى فيها المواليد المرضى من الفشل الكلوي، أي حوالي 4.5%. كما تم التطرق في هذا الملتقى الذي شهد حضور أكثر من 700 مشارك إلى مواضيع تتعلق بالتطعيم و المشاكل الهضمية و مشاكل المسالك البولية و السكري عند الأطفال. إيمان بن محمد: [email protected]