حذر رئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب دول الجوار من خطورة ما أسماه "المؤامرات" التي يحيكها أتباع النظام السابق الذين فروا إلى تلك الدول، فيما سحبت تونس قنصلها ببنغازي على خلفية حضوره مؤتمر إقليم برقة، وقدمت اعتذارا للسلطات الليبية. وأشار الكيب في كلمة افتتح بها المؤتمر الوزاري الإقليمي حول أمن الحدود في طرابلس والذي تشارك فيه الجزائر ممثلة بدحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية، إلى "أن أعوان العقيد الراحل معمر القذافي في تلك الدول يحيكون المؤامرات وينفقون الأموال التي سرقوها من البلاد"، وقال إن هذا الأمر "سيضر بعلاقاتنا مع هذه الدول"، ونبه الكيب إلى خطورة "تواجد مجموعات إرهابية" تتحرك بين دول الجوار لليبيا، قائلا إن هذه "الجماعات تجد دائما في المناطق الحدودية مناخا مناسبا للتغول وزعزعة الأمن"، ودعا المجتمعين إلى "ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية المختصة ووضع خطة مشتركة للتعاون الحدودي واتخاذ إجراءات دقيقة تتركز على تبادل المعلومات والخبرات". وتأتي تحذيرات الكيب أياما بعد تأسيس مجلس برقة، الذي اتهمت فيه ليبيا أطرافا عربية بدعم أفراده على لسان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، ورغم أن عبد الجليل لم يذكر هذه الدول، إلا أن مصادر إعلامية ونقلا عن المجلس، أفادت أن المقصود من كلامه كان دولة مصر المتهمة باحتضان الكثير من رجال النظام البائد في مقدمتهم قذاف الدم، وطالبت ليبيا، مصر بتسليمهم للقضاء الليبي، وكذا الجزائر التي لم تتوقف ليبيا عن مطالبتها بتسليم عائلة القذافي، والتي رفضت الجزائر طلبها ووعدت ليبيا مؤخرا على لسان وزير خارجيتها مراد مدلسي، بأنها لن تسمح للعائلة بالمساس بأمن ليبيا، لكنها لن تسلمهم، وكذا حكومة النيجر التي رفضت تسليم نجل القذافي الساعدي القذافي المتواجد على أراضيها، غير أنها وعدتها بعدم السماح له من ممارسة أية أنشطة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا، إضافة إلى تونس التي حضر قنصلها ببنغازي مؤتمر إقليم برقة. وفي هذا السياق، أعلن مصدر ليبي رسمي الأحد أن تونس سحبت قنصلها بمدينة بنغازي على خلفية حضوره مؤتمر دعاة الفيدرالية الذي أعلنت فيه مجموعة شخصيات منطقة برقة إقليما فيدراليا، وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن وكيل وزارة الخارجية محمد عبد العزيز "تلقى اتصالا هاتفيا من مستشار الرئيس التونسي أكد فيه سحب قنصل بلاده من بنغازي، معتبرا مشاركته في المؤتمر المذكور تصرفا غير مقصود وخطأ شخصيا"، وأشارت الوكالة إلى أن المسؤول التونسي عبر عن أسف بلاده لحضور قنصلها لذلك المؤتمر ولفتت إلى أن سفير ايطاليا بطرابلس عبر بدوره عن أسف بلاده لمشاركة سفارتها في المؤتمر نفسه، ونقلت عن الوكالة عن السفير الإيطالي قوله خلال اجتماعه بوكيل وزارة الخارجية الليبي "إن هذه المشاركة كانت غير مقصودة، وأن إيطاليا ضد تقسيم ليبيا، وتؤيد وحدة ترابها".