اعترف رئيس مجلس الشورى الوطني بحركة مجتمع السلم، بوبكر بن قدودة، ل "الشروق" بتقصير الأحزاب السياسية في متابعة أحداث الشغب التي شهدتها مدينة برج باجي مختار شهر أوت الماضي والقرارة بغرداية مؤخرا، وقال محدثنا إن الأحزاب الفاعلة في الجزائر، لازالت لم ترق إلى مستوى الحضور والتدخل المطلوبين، فيما يتعلق بقضايا الاحتجاجات الشعبية التي تعصف بالشارع. ذكر القيادي البارز في حركة "حمس" على هامش الزيارة التي قادته رفقة وفد من البرلمانيين إلى مدينة القرارة في مبادرة للصلح بين المالكية والأباظية باسم تكتل الجزائر الخضراء، أنه على الرغم من مرور مناطق عدة من الوطن بأوقات عصيبة تخللتها أعمال عنف وتخريب للممتلكات وتعدي على الأشخاص وخروج الشارع في العديد من المرات عن السيطرة، إلا أن الطبقة السياسية بقيت عاجزة عن إيجاد الشكل المناسب الذي يسمح لها بمشاركة المواطن مآسيه والوقوف إلى جانبه في أوقات الشدة من دون توظيف للسياسة أو استغلال للظروف الحرجة التي تجبر المواطن على الخروج في مظاهرات سلمية لإيصال صوته إلى السلطة. وأردف أن حمس تداركت الموقف بعد الإحداث الدامية التي شهدتها القرارة وقامت في مبادرة للصلح بين المالكية والإباضية من خلال اجتماعها بأعيان الجهتين في خطوة جدية نحو معرفة، ماذا حدث في هذه المنطقة من خلال اجتماعها بأعيان من كلا الطرفين، مشيرا أن حمس مصرة على معرفة خلفيات الأحداث الدامية خصوصا، بعدما أن ظهر أن هناك إصرار على إحاطة ملف أحداث العنف المتكررة بالولاية بالكتمان، وبات يثير تساؤلات عدة عن السبب الحقيقي في التستر عن المسؤولين الحقيقيين عن هذه الأحداث. وتساءل "بن قدودة" عن سبب صمت السلطة الطويل عن المتسببين في زج الشارع في دوامة العنف والعنف المضاد، مشددة على أن الوفاء للوطن يكون بالكشف عن المقامرين بمصير هدا الشعب، وليس مجرد تحويلهم لمحاكمات الخاسر الأكبر فيها هو الشباب المغرر به. وأضاف لم نحصل بعد على الجواب لما حدث، وهو من حق المواطن ومن واجبنا الحصول عليه، لكننا نعد بالاستمرار في العمل من أجل الحصول على هذه الجواب الذي ظل غامضا بالقدر الذي أصبح يشكل خطرا داهما على استقرار مناطق عدة من الوطن.