يحرص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ قرابة أسبوعين، على تصدّر نشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون العمومي، من خلال اسقباله عديد السفراء والمسؤولين الدوليّين، ويأتي هذا "الظهور المكثّف" عقب إشاعات تحدّثت عن نقله إلى سويسرا للعلاج من "وعكة" تكون ألمّت به. ومنذ ال20 أكتوبر الجاري، استقبل بوتفليقة سفراء الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وقطر والتشاد والبرازيل والصين والسينغال وكوبا وبلغاريا، حيث ناهز عدد الفراء الذين استقبلهم العشرة، فضلا عن وزير خارجية مصر سامح شكري ووزير الدفاع القطري. ويبدو أن الرئيس بوتفليقة يرمي إلى إرسال رسائل "طمأنة" إلى الخارج والداخل بشأن وضعه الصحي ودوره في السلطة. فالإشاعات تحدّثت قبل أسبوعين عن نقله إلى سويسرا للعلاج من آثار النوبة الإقفارية التي أصابته في أفريل 2013، ويكون بوتفليقة أراد من وراء تكثيف استقباله السفراء ووزراء الدول ونائبه لشؤون الدفاع قايد صالح، "الاستعراض" والتأكيد على أنه موجود في الجزائر ولم يغادرها خلال هذه الفترة. هذا على الصعيد الداخلي، أمّا على الصعيد الخارجي، فيكون الرئيس بوتفليقة باستقباله سفراء الدول الكبرى (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين) قد أوصل رسالة "طمأنة" بشأن قدرته على الحكم والمتابعة وتسيير شؤون الدولة وكذلك الأمر مع سفراء الدول الأخرى. وبات من عادة الرئيس بوتفليقة الردّ على الإشاعات التي تتحدث عن غيابه عبر الظهور في نشرة الثامنة، ففي الثامن أكتوبر الجاري بث التلفزيون مقطع "فيديو" له وهو يستقبل عضو لجنة الحكماء في الاتحاد الإفريقي الأخضر الإبراهيمي، وهذا بعد ظهور إشاعات تحدّثت عن تدهور صحته وغيابه لأكثر من 15 يوما. وقالت مذيعة النشرة يومها إن اللقاء بين بوتفليقة والأخضر الإبراهيمي استمر قرابة الساعتين، تم خلاله تبادل الآراء، بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة. كما لجأ الرئيس إلى الآلية نفسها في مارس 2013 بعد إشاعات تحدّثت عن وفاة شقيقه الطبيب مصطفى، واتقبله يومها رفقة شقيقية السعيد ومصطفى، النجم العالمي زين الدين زيدان.
