يجد العشرات من المهاجرين السريين القادمين من دول الساحل الإفريقي صعوبة كبيرة في الوصول إلى شمال الجزائر، حيث "الألدورادو" الموعود، ويقضي الكثير منهم حتفهم في الصحراء، بعد أن تنفد منهم المؤونة والماء، فمدة أسبوع كامل من العطش، تؤدي بهم إلى الهلاك، أو أن يعثر عليهم أعوان حرس الحدود أو الدرك الوطني. * * * ثلاثة ملايين سنتيم تكلفة تشريح الجثة لتحديد الهوية * بعد العثور على جثث المهاجرين السريين الذين يتوهون في الصحراء، يتم إخطار وكيل الجمهورية لدى دائرة الاختصاص الذي يصدر أمرا بدفن الجثث تجنبا للأوبئة والأمراض المتنقلة، مع أخذ هويات كل واحد من هؤلاء وإجراء تشريح للجثث، وتصل تكلفة تشريح جثة واحدة ونقلها إلى المدفن ثلاثة ملايين سنتيم، كما يصدر رئيس البلدية لدى دائرة الاختصاص تصريحا بدفن الجثث أيضا. * وغالبا ما تتعرض الجثث إلى تشويه كبير يصعب التعرف عليها لولا بعض الوثائق التي يعثر عليها مبعثرة بالقرب من هذه الجثث التي غالبا ما تكون غذاء لبعض الحيوانات المفترسة. * * ولاتزال تداعيات الحادثة التي أودت بحياة 26 رعية أجنبية نيجيرية وجزائري الذين تاهوا في الصحراء منذ قرابة الشهر وذلك على بعد 250 كلم جنوب غرب دائرة رڤان تصنع الحدث، إذ عثر على الرعايا في حالة متقدمة من التعفن مما صعب من عملية نقلهم، (الشروق نشرت الخبر في حينه)، وكان هؤلاء قد تعرضوا لحادث انقلاب السيارة وإصلاح إعطابها ومعاودة السير، إلا أنها تعطلت على بعد 250 كلم جنوب غرب رڤان إلى أن هلكوا عطشا، وكلفهم الأمر استهلاك بنزين السيارة وسوائل فضلاتهم. المجموعة كان في صفوفها 4 إناث من جنسية نيجرية والبقية الأخرى مجهولة الهوية وبحوزتهم هواتف نقالة ومبلغ مالي يقدر ب 6 ملاين سنتيم أسفل مقعد السائق الجزائري الذي لقي حذفه هو الآخر، وفور هذه الحادثة الأليمة تنقل كل من وكيل الجمهورية لدى محكمة رڤان رفقة مصالح الدرك الوطني والحماية المدنية ورئيس بلدية رڤان إلى عين المكان لمعاينة الجثث ومن ثمة نقلها الى رڤان، اين تم دفنها في مقبرة بضواحي بلدية رڤان في وقت متأخر من ليلة العثور عليها خوفا من إنتشار الأمراض والأوبئة. * وتكشف الصور التي تنشرها "الشروق" حصريا، مأساة المهاجرين السريين ممن يكونوا ضحية للصحراء والطبيعة التي لا ترحم المتمردين عليها والمغامرين الخارجين عن القانون.