شكيب خليل يواصل محاضراته "الرئاسية"

"يجب اعتماد عملة جديدة للقضاء على ظاهرة السوق السوداء"
البلاد - عبد الله نادور - كشف وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، عن سبب زياراته للزوايا في وقت سابق، نافيا بذلك كل ما قيل في حقه خلال الفترة الماضية. كما رافع خليل لصالح إعادة النظر في سياسة دعم الأسعار، معربا عن رفضه الاستمرار في قاعدة 51/49 التي "ضيعت على الاقتصاد الوطني الكثير".
وألقى شكيب خليل، وزير الطاقة الأسبق، يوم الخميس الماضي محاضرة بجامعة بومرداس، تحت عنوان النموذج الاقتصادي للخروج من التبعية للمحروقات، مشيرا فيها إلى أن الوصول للأهداف الاقتصادية المتمثلة في "تغيير الاقتصاد هيكليا"، لن يتم إلا من خلال "إجماع لدى المجتمع المدني وغير المدني".
ورافع خليل لصالح إعادة النظر في سياسة دعم الأسعار، معتبرا أن هناك "انعكاسات سلبية" لسياسة دعم الأسعار "لأنها تزيد من مصاريف الدولة وتؤثر سلبا على الاستثمار وخاصة الاستثمار الوطني"، مضيفا أنها أيضا تساهم في تآكل احتياطاتنا من المحروقات، فبعد أن كانت الجزائر خلال سنة 2000 تستهلك 20 بالمائة داخليا وتصدر الباقي اليوم حسبه نستهلك 40 بالمائة ونصدر الباقي.
وأكد وزير الطاقة الأسبق على ضرورة تنويع الاقتصاد الوطني لجلب مداخيل أخرى من العملة الصعبة بديلا عن المحروقات، متسائلا عن المستفيد حقيقة من السياسة الحالية للدعم "ليست الطبقة الهشة لأن قدرتها لا تسمح لها بالاستهلاك كثيرا، ما يعني أن الطبقات الأخرى هي الأكثر استهلاكا وهي الأكثر استفادة من سياسة الدعم الحالية"، مشيرا إلى أن "الفئة الهشة تستفيد من 25 بالمائة فقط من دعم الأسعار". واعتبر شكيب خليل أن "الحل يكمن في اتباع تجربة الدول الأخرى وهي الدعم المباشر ونقله لمستحقيه"، مضيفا "تطبيقه يكون على أساس مواد ومراحل ويتطلب تخطيط دراسات ومراقبة".
وشدد المحاضر على أهمية توجيه الاقتصاد الجزائري نحو إفريقيا "من خلال استغلال نفوذ الزوايا الجزائرية على الساحل الأفريقي" وخاصة مجموعة غرب إفريقيا وقال "ولهذا كنت أزور الزوايا لأنها مهمة اقتصاديا فهي تسهل العلاقات الشخصية مع الجنوب وإفريقيا الغربية خصوصا لأنها الأكثر أهمية في القارة السمراء كما أن هذه المجموعة لها سكة حديدية تربط بين السنغال وغانا". كما دعا الوزير الأسبق لمحاربة السوق الموازية في الجانب الاقتصادي عموما أو ما تعلق بالعملة الصعبة التي "يجب إدخالها للإطار الرسمي عبر البنوك"، كما قال "ويجب تغيير الدينار واعتماد عملة جديدة للقضاء على هذه الظاهرة والذهاب نحو البنوك الإسلامية التي ستؤدي دورها في دعم الاقتصاد الوطني".
أما ما تعلق بقاعدة 51/49، فقد كان شكيب خليل صريحا عندما قال "أنا ضد القاعدة التي يقررها بيروقراطي في مكتبه ولا يعرف الميدان الاقتصادي، الذي يعرف حقيقة الميدان هو الشريك الأجنبي والجزائري"، مضيفا "نحن ضيعنا فرصا كثيرة بسبب هذه القاعدة".