في وقت يزداد فيه الوضع قتامة في إيطاليا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ألمانيا ترفض إغلاق حدودها حتى أمام الوافدين من إيطاليا، والرهان الحالي إبطاء وثيرة انتشار المرض. يواصل فيروس كورونا المستجد زحفه في القارة الأوروبية، حيث تعقد المشهد في كل من فرنساوألمانيا التي تجاوز عدد الإصابات فيهما عتبة الألف. بينما تتجه الأنظار إلى إيطاليا بؤرة تفشي المرض أوروبيا، والتي قفزت فيها الأرقام الصادرة عن المؤسسات الرسمية إلى درجات تثير الذعر، بعد تسجيل 126 حالة وفاة خلال 24 ساعة. ترقب وقلق في برلين تحسبا لانتشار كورونا
وكانت وكالة الحماية المدنية الإيطالية قد ذكرت مساء الثلاثاء أن عدد الوفيات بفيروس كورونا قفز بواقع 168 حالة إلى 631 شخصا وذلك بارتفاع نسبته 36 بالمئة في أكبر زيادة يومية منذ ظهور المرض يوم 21 فبراير. وزاد عدد المصابين بالفيروس في إيطاليا، أشد بلدان أوروبا تضررا بالمرض، إلى 10149 شخصا مقابل 9172 أمس وذلك بزيادة نسبتها 10.7 بالمئة. وأوضح رئيس الوكالة أن 1004 مصابين تعافوا تماما مقابل 724 شخصا في اليوم السابق. ولا يزال زهاء 877 شخصا يخضعون للعلاج في وحدات الرعاية المكثفة مقارنة بالرقم السابق البالغ 733. من جهتها، عرضت الصين إرسال فرق طبية لإيطاليا لمساعدتها في مكافحة الفيروس، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الصيني وانج يي ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو. أعرب فيه الأخير عن حاجة بلاده الماسة للمعدات الطبية الازمة لمواجهة المرض. وهو ما وافق عليه الوزير الصيني مشددا أن شعبه لن ينسى الدعم الذي تلقاه من إيطاليا في بداية أزمة كورونا، حسبما ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الصينية (شينخوا). “لا لإقفال الحدود!”
أما في ألمانيا التي تراقب ما يجري في إيطاليا عن كثب، ردّ وزير الصحة، ينس شبان على الأصوات المطالبة بإغلاق الحدود، معتبرا إنها خطوة لن تنجح في منع انتشار فيروس كورونا رافضا بذلك أيضا الدعوات بأن تحذو ألمانيا حذو جارتها النمسا وتمنع دخول الزوار من إيطاليا. وفي مقابلة مع إذاعة دويتشلاند فونك قال شبان إن نهج ألمانيا الحالي في مواجهة الوباء يتركز على إبطاء انتشار الفيروس لتقليل العبء على النظام الصحي في البلاد. وتابع “الفيروس موجود في ألمانيا.. إنه في أوروبا. يجب أن نعتاد على هذه الفكرة… سوف ينتشر حتى لو أغلقت كل الحدود. عاجلا أم آجلا”. يذكر أن المستشارة الألمانية أنغيل ميركل أصدرت تصريحات صادمة أمس الثلاثاء، أثناء لقاءها بالكتلة البرلمانية لحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وذلك حين قالت إنه يمكن لستين إلى سبعين بالمائة من سكان ألمانيا الإصابة بالمرض. وفي تطور ذي صلة، ألغت الهند جميع تأشيرات الدخول المستخرجة لمواطني ألمانياوفرنسا وإسبانيا، كما طلبت من المواطنين الهنود تجنب السفر إلى هذه البلدان المتضررة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد19-) في أوروبا. يذكر أن الهند سجلت إلى غاية اللحظة 50 إصابة مؤكدة بالمرض.
