أعرب الرئيس المصري محمد مرسي عن رفض بلاده للتدخل العسكري في مالي ، مشيرا إلى أنها "لا تقبل أي تطرف أو عنف ضد الآمنين والأبرياء لأن ذلك من شأنه أن يؤجج الصراع". وأكد مرسي وقوف مصر إلى جانب "الشقيقة الجزائر في التصدي لكل من يحاول أن يعتدي على أمنها واستقرارها". وشدد مرسي على أن يكون التدخل في مالي سلميا وتنمويا وأن تصرف الأموال والجهود على التنمية. وقال :"إننا لا نريد خلق بؤرة جديدة للصراع الدامي في وسط أفريقيا تعزل الشمال العربي عن عمقه الأفريقي". وأضاف ، في كلمة ألقاها مساء اليوم الاثنين في افتتاح القمة الاقتصادية العربية الثالثة في الرياض ، أن الموقف دقيق وحساس حيث إن "هناك فارقا بين أن نقف ضد العدوان أو التدخل العسكري في مالي وأن نكون إلى جوار الشقيقة الجزائر درءا لأي مفسدة وصدا لأي عدوان يهدد أمن أي دولة عربية شقيقة". وقال الرئيس المصري في كلمته إن بلاده تتطلع إلى العمل مع أشقائها العرب ليس في مواجهة التحديات التي تواجه هذه الأمة فحسب وإنما أيضا لاستغلال الفرص المتاحة لتحقيق التكامل. وأضاف مرسي أن برنامج أعمال الدورة الثالثة يتضمن مشروعات جديرة بالتنفيذ والمتابعة لا سيما في مجال الطاقة المتجددة. وأكد ضرورة أن تنال الأمة العربية قدرها الذي تستحقه بين دول العالم ، مضيفا :"نريد وطنا عربيا خاليا من الأمية والفقر والمرض". وأوضح أن مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي شهدت انتشارا واسعا للمؤسسات والمنظمات وتوقيع عدد من الاتفاقيات ، غير أن هذه المسيرة لم تحقق سوى القدر اليسير مما تحقق في تجمعات اقتصادية أخرى. وقال إن توافر الهياكل في صورة المؤسسات والاتفاقيات قد لا يجدي وحده لتحقيق التكامل وإن الأمر يتعلق بوجود إرادة سياسية. وأضاف أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة التي تواججها الدول العربية "جسيمة" ولا شك أن التعامل معها من خلال جهود متضافرة أكثر جدوى من محاولة مواجهتها بصورة منفردة. وقال مرسي :"أدعو لإطلاق مبادرة عربية للتنمية المستدامة من خلال تشكيل مجلس وزاري عربي للتنمية المستدامة". وتابع ":علينا استغلال تنوع الموارد لتحقيق تكامل اقتصادي وسوق مشتركة مثلما حدث في عديد من الأقاليم". وأردف :"يجب علينا مواجهة ظاهرة البطالة التي تولد مشاعر الإحباط لدى الكثير من الشباب العربي".