أطلق المخرج المسرحي سمير زموري تجربة جديدة في مجال تأطير المتربصين في الفن الرابع من خلال ورشة « المسرح الأخضر « بغابة المنزه بوهران و هذا لكسر روتين جائحة كورونا و خلق نشاط في ظل احترام البرتوكول الصحي لفيروس كوفيد 19. و الفنان سمير زموري قطع شوطا كبيرا منذ بدايته في عالم التنشيط سنة 1987 في المخيمات الصيفية، ثم في المسرح الأمازيغي مع جمعية نوميديا ومثل في عروضه مسرحية الأولى «سعدون وزعجون»، «القاضي والخطاب» عام 1998 ، ليكتشف قدراته التمثيلية محمد ميهوبي، و يبرز في « غبرة الفهامة» من تأليف كاتب ياسين، و «محمد في بلاد السراب» ، «النافذة» و شارك في افلام سينمائية منها فيلم « يا ولد» لرشيد بن علال ، فوازير لمليكة يوسف ، فيلم «ياليام» للمخرج عمار محسن ، المسلسل التلفزيوني «دهاء القاضي» للمخرج كيتة و«حسن السؤال» للمخرج زكريا قدور ابراهيم و غيرها من الأعمال الفنية ، حول هذه التجربة الجديدة كان هذا الحوار . ^ كيف جاءتك فكرة المسرح الاخضر ؟ جاءت فكرة اقامة هذه الورشة التي أطلقت عليها « المسرح الاخضر» ، بعد أن طالت الجائحة ومعها غلق المسارح وقاعات السينما، ودور الثقافة وبيوت الشباب، فمنذ أسابيع و نحن نتدرب على مستوى الغابة الحضرية المنزه (كناستال سابقا) ، تحت شعار «المسرح والطبيعة»، و الحمد الله قد لقيت استحسانا من قبل المتربصين و بحضور أهل الاختصاص في ميدان المسرح حيث كانت هناك استجابة جيدة من قبل الممثلين الشباب الذين استحسنوا التكوين في الفضاء المفتوح في ظل الظرف الصحي الناجم عن كوفيد 19 المستجد. وهذه المبادرة تسمح لنا بتنشيط الحركة الثقافية بوهران وهي وسيلة لمحبي المسرح لإبراز طاقاتهم الفنية والترويح عن النفس خاصة مع هذا الظرف الصحي الذي يسبب القلق والعزلة الاجتماعية فضلا عن خلق فرجة لزوار غابة «المنزه» التي تستقطب مختلف شرائح المجتمع . ^ ما هي الأهداف المنشودة من هذه التجربة الجديدة ؟ تهدف هذه التجربة الأولى من نوعها على مستوى الوطن الى الاستمرار في حركية الفن الرابع و تكوين ممثلين في اختصاص الأداء التمثيلي في الهواء الطلق ووسط طبيعة خلابة مع اتخاذ كافة التدابير للوقاية من تفشي الوباء، والورشة مفتوحة لكل المواطنين من الجنسين من 12 إلى 60 سنة، من ممثلين هواة ، وغير الممثلين بشرط أن يكونوا مولعين بأبي الفنون. و تهدف الورشة أيضا إلى إنشاء ديناميكية المجموعة والعيش معا، والتحسيس وغرس الوعي لدى المواطنين من أجل احترام الطبيعة والمحافظة على البيئة والمحيط ، كما يعد هذا التكوين الذي يقام كل يوم سبت منذ 22 جانفي الماضي فرصة لاكتشاف مواهب جديدة في الفن الرابع مع العلم أنه استقطب 20 متربصا تتراوح أعمارهم بين 16 و 55 سنة وأغلبيتهم من عشاق الفن الرابع ، و حاليا تلقى الورشة إقبالا وتجاوبا كبيرا من قبل هواة المسرح بوهران، وهي بوادر حسنة لإدخال محور المسرح في الهواء الطلق في تقاليد وضمن اهتمامات الجمهور العاشق للفن الرابع . ^ ما هي النتيجة التي تطمح للوصول إليها بعد الانتهاء من هذا التكوين ؟ سيتوج هذا التكوين الذي يدوم 3 أشهر بتركيب مشهد مسرحي من تأليف المتربصين وإخراجي وسيتم عرضه في الهواء الطلق. وأتمني أن تلقى هذه التجربة صدى كبيرا عبر كل ولايات الوطن، وتقدم العروض فيه وفقا لمعايير الاحترافية متى تنتهي جائحة فيروس كوفيد 19، وأنا مستعد لتكوين كل الراغبين في ذلك. ^ لا يزال الطريق مفتوحا لتحقيق أحلامك وطموحاتك فماذا تقول في آخر كلمة؟ الفن جميل ورسالة ولكي يصل المبدع إلى تحقيق طموحه الفني سواء فوق الخشبة أو بلاطوهات التصوير في التلفزيون أو السينما عليه أن يصقل تجربته ويكون نفسه وأن يأخذ من تجارب الآخرين الأشياء الجيدة التي تنفعه أولا كإنسان وثانيا كفنان وأتمنى أن يحقق هذا التأطير الهدف المنشود في ظل هذه الجائحة التي يمر بها كل العالم و ليس فقط الجزائر .