تعتبر مدينة وهران من المدن الاقتصادية والسياحية المهمة في الجزائر بفضل ما تمتلكه من مؤهلات تجعلها تتبوأ المراتب الأولى من بين مدن بلادنا على أكثر من صعيد و مما زادها أهمية في السنوات الأخيرة هو ترشيحها لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 2022 لتتحول إلى ورشات بناء نشطة تحضيرا لهذا الموعد المتوسطي الهام الذي سيضيف لا محالة الكثير إلى رصيدها و تألقها كمدينة متوسطية تنافس مدن الضفة الشمالية لهذا البحر كيف و نحن نعلم أن ذلك ممكن الحدوث مقارنة بمدن وحواضر في العالم العربي و الإسلامي استطاعت أن تلتحق بركب المدن الأكثر تطورا و ذلك بفضل مخططات بناء ومشاريع ذات بعد عالمي، و من هذا المنطلق فإن مدينة وهران بدأت تستعيد بهاءها عبر مشاريع وتوسعات عمرانية كبرى و التفاتة كبيرة نحو الماضي بعمليات ترميم للبنايات والمآثر التاريخية و معالم تحمل جزء من تاريخ المدينة ، و إن ظل حي سيدي الهواري في منطقة الظل ينتظر لانتشاله من الأطلال و غبار النسيان و هو الذي يمثل قرونا من تاريخ المدينة ، فإن هناك معالم تاريخية ترجع إلى فترة الاستعمار الفرنسي تعتبر حقا جواهر على جبين وهران قد تدهور حالها و تحولت إلى وصمة عار تبعث على الأسف و الحزن والتساؤل عن سبب مثل هذا الإهمال والتسيب . و من تلك المعالم نذكر قاعات السنيما وعلى رأسها سنيما «الريكس» ،و الفندق الكبير الذي يعرفه القاصي والداني حيث يتربع وسط ساحة المغرب مقابلا لمقر البريد المركزي في قلب مدينة وهران ،و هو يقف شامخا متحديا النسيان والإهمال و إن كان قد خضع لعمليات ترميم وإعادة اعتبار لم تكتمل شأنه في ذلك شأن قصر الباي الذي تحول إلى ورشة ترميم لم تنته أشغالها ،لكن الفندق الكبير و قصر الثقافة في حاجة إلى الإسراع في عمليات الترميم تحسبا لموعد ألعاب البحر المتوسط مثلما حدث مع مقر مدينة وهران ومقر البريد المركزي و غرفة التجارة .