قال رجال دين افغان بارزون أمس الجمعة إن الاعتذار الامريكي عن حرق المصاحف في قاعدة امريكية بالبلاد في الشهر الماضي لن يقبل ابدا وطالبوا بالاقتصاص من الفاعلين. وقال اعضاء في المجلس الاعلى لعلماء الدين الافغان عقب اجتماعهم بالرئيس حامد كرزاي في مكتبه بالعاصمة كابول يجب محاكمة اولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة ومعاقبتهم حسب بيان اصدره مكتب الرئيس الافغاني. واصر المجلس على ان هذا العمل الشيطاني لا يمكن التكفير عنه بالاعتذار، بل يجب محاكمة مرتكبيه علنا ومعاقبتهم. وجاء في بيان اصدره المجلس ان المجلس يدين بشدة العمل الشنيع واللا انساني والبربري المتمثل في اهانة القرآن وغيره من الكتب المقدسة من قبل القوات الامريكية في قاعدة باغرام. يذكر ان المجلس الاعلى لعلماء الدين هيئة ممولة من قبل الدولة الافغانية. وكرر المجلس دعوة الرئيس كرزاي بتسليم قاعدة باغرام للسلطات الافغانية، وانها الغارات والمداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الغربية في افغانستان. وكان احراق المصاحف قد تسبب في موجة من المظاهرات واعمال العنف المعادية للولايات المتحدة شملت كافة ارجاء افغانستان وراح ضحيتها اكثر من اربعين شخصا، وحدت بالرئيس الامريكي باراك اوباما الى الاعتذار. وعلى صعيد آخر، قال يان كوبيش، مندوب الاممالمتحدة الخاص الى افغانستان، في مؤتمر صحفي عقده في كابول يوم امس الخميس إنه ينبغي معاقبة المسؤولين عن حرق المصاحف، ولكنه اصر على ان العلاقات بين ما وصفه بالمجتمع الدولي والشعب الافغاني ستزداد قوة. وقال جون ألين قائد قوات حلف شمال الأطلسي الناتو في أفغانستان إن التظاهرات التي اندلعت أخيراً هناك احتجاجاً على حرق جنود أمريكيين للمصاحف هي محنة. وأضاف ألين في حديث له أن الحلف يستطيع تجاوز هذه المحنة بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأفغانية. وكان ثلاثون شخصاً على الأقل قد قُتلوا خلال هذه الاحتجاجات من بينهم أربعة جنود أمريكيين. وقال الين إن بإمكانه السير داخل مبنى وزارة الداخلية الأفغانية من دون سلاح ، رغم مقتل 2 من المستشارين العسكريين للناتو هناك يوم السبت الماضي. ويُعتقد أن قاتلهما ضابط أفغاني في جهاز الاستخبارات. وكرر السفير الأمريكي لدى أفغانستان ريان كروكر في حديث لبي بي سي تصريحات ألين قائلاً إن العلاقات مع الحكومة الأفغانية لم تنقطع. وقال جون ألين قائد قوات الناتو في أفغانستان إنه لم يفاجىء برد الفعل الأفغاني على حرق نسخ من المصحف. وأضاف: ينبغي أن نعي ونتفهم ما يعنيه الإيمان الشديد بالإسلام لدى هؤلاء الناس. بينما شدد السفير الأمريكي في أفغانستان ريان كروكر على أنه خلال أكثر من عشر سنوات من الوجود العسكري للناتو في البلاد فإن الآلاف من الجنود أبدوا احترامهم للعقيدة الإسلامية. ودعا جون ألين إلى الانتظار حتى يتم التحقيق في ملابسات حرق نسخ المصاحف قبل الحديث عن معاقبة الجنود. وقال ألين لن أستبق التحقيقات بقرار أو عمل إداري، دعونا ننتهي من التحقيق أولاً. وتكثف السلطات الأفغانية من جهودها من أجل البحث عن ضابط أفغاني يُعتقد أنه قتل بالرصاص مستشاريّن عسكريين لقوات الناتو داخل وزارة الداخلية الأفغانية. وتمكنت الشرطة الأفغانية من تحديد هوية الضابط الذي قالت إنه ضابط استخبارات يدعى عبد الصبور من ولاية باروان. وسحبت كل من الولايات المتدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا موظفيها المدنيين من المعاهد والمؤسسات الأفغانية ، حتى إشعار آخر.