للدبلوماسية الجزائرية تجربة كبيرة في العمل السياسي الناجح الذي اكتسبته من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية مثل الأممالمتحدة وحركة عدم الانحياز ومجموعة ال77 والاتحاد الإفريقي واتحاد المغرب العربي وتوسطها لحل بعض النزعات وأول عمل دبلوماسي جزائري قام به رائد المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر عندما أنقذ المسيحيين في الشام (سورية الكبرى) سنة 1860وقضى على الفتنة ثم مشاركة الزعيم مصالي الحاج في المؤتمر المناهض للاستعمار ببروكسل سنة 1827الذي ترأسه شكيب أرسلان ثم تحرك الجزائر عبر مكتب المغرب العربي بالقاهرة وتأتي فرصة للمشاركة بوفد عن جبهة التحرير في مؤتمر باندونغ بإندونيسيا سنة 1955 للدول الإفريقية الآسيوية الذي انبثقت عنه منظمة دول عدم الانحياز حيث تم التعريف بالقضية الجزائرية ومن ثم تسجيلها في جدول الأممالمتحدة في دورتها العاشرة ، رغم المعارضة القوية من فرنسا وتولى الدفاع عن موقف الجزائر ممثل الجامعة العربية في الأممالمتحدة أحمد الشقيري الذي عمل بحماس وسجل مرافعاته في كتاب سماه قصة الثورة الجزائرية لم تكن مهمة جبهة التحرير والحكومة المؤقتة سهلة أمام دولة استعمارية قوية مثل فرنسا التي ظلت متشبثة بالبقاء في بلادنا بقوة يساعدها نحو مليون من الكولون والجيش المدعوم بالحلف الأطلسي واللفيف الأجنبي والحركى فعملت كل ما في وسعها للقضاء على الثورة فعرضت سلم الشجعان الذي يعني الاستسلام وحاولت فصل الصحراء عن الشمال دون ان تنجح فدخلت في مفاوضات سرية مع الحكومة المؤقتة بدأت في مولان وانتهت بتوقيع اتفاقيات إيفيان واعتراف فرنسا مرغمة باستقلال الجزائر التي اكسبتها ثورتها سمعة عالمية جعلتها محل إعجاب وتقدير لدى الكثير من الدول والشعوب حيث واصلت نضالها ضد الاستعمار والهيمنة والتمييز العنصري فشاركت في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2002 وكانت تتهيأ لعقد اجتماعها بالجزائر سنة 1965قبل الإطاحة بالرئيس أحمد بن بلة كما انضمت الجزائر إلى الجامعة العربية ومنظمة الأممالمتحدة سنة 1962وساهمت في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي سنة 1969وشاركت جبهة التحرير في مؤتمر طنجة بالمغرب سنة 1958للتفكيرفي اتحاد دول المغرب العربي الذي تعمل الجزائر بجد على تجسيده رغم العراقيل والصعوبات ومنها احتلال المغرب للصحراء الغربية وحرمان أبنائها من حق تقرير المصير. في سنة 1974احتضنت الجزائر القمة الرابعة لدول عدم الانحياز التي طالبت بإقامة نظام اقتصادي عالمي جديد وعادل ورفع أسعار المواد الأولية التي تصدرها بلدان العالم الثالث والتعاون جنوب. جنوب وطالبت القمة بدورة استثنائه للجمعية العامة للأمم المتحدة ترأستها الجزائر في نفس السنة وأدخلت فيها اللغة العربية بصفة رسمية . وقد عملت الجزائر بجد من أجل تصفية الاستعمار في أفريقيا وآسيا والقضاء على الميز العنصري في جنوب أفريقيا حتى سميت قبلة الثوار وساهمت مساهمة فعالة في حل النزاعات الإقليمية فجمعت بين شاه إيران ونائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين اللذين وقعا على اتفاق الجزائر سنة 1975وتدخلت للإفراج عن رهائن السفارة الأمريكية في إيران سنة 1982 وتوسطها في النزاع بين العراقوإيران الذي فقدت فيه وزير خارجيتها محمد الصديق بن يحي الذي كان في مهمة للوساطة وتعرضت طائرته لصاروخ تبين مؤخرا أنه عراقي وحل النزاع بين إثيوبيا وإريتيريا سنة 2000واتفاق المصالحة في مالي وسعيها لحل النزاع في ليبيا ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني . ورغم الصعوبات التي مرت بها الجزائر في العشرية السوداء ومحاولة الحصار والتشويه والحملات الإعلامية التي تعرضت لها فقد تمكنت من العودة إلى الساحة الدولية بفضل سمعتها وخبرتها الدبلوماسية لتبقى مرشحة للوساطة في النزاعات التي تهز المنطقة . ج س