أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الدولة ماضية في تنفيذ كافة البرامج المسطرة من أجل تكريس استقلاليتها السياسية والاقتصادية، مشدداً على أن المواطن بات يشعر بوجود تغيير إيجابي في عدة قطاعات. وخلال لقائه الإعلامي الدوري، الذي بُث مساء الجمعة على القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية، أشار رئيس الجمهورية إلى أن تنفيذ البرامج يسير وفقاً للآفاق المسطرة إلى غاية نهاية 2025 و2027 وحتى نهاية العهدة الرئاسية، مؤكداً حرصه على الوفاء بالالتزامات التي قطعها أمام الشعب. وفي سياق متصل، أشار الرئيس تبون إلى أن الدولة تواصل الحفاظ على طابعها الاجتماعي، من خلال التحويلات الاجتماعية، مبرزاً أن قيمتها لا تُحدث عجزاً اقتصادياً، "إذا ما قورنت باحتياطي الصرف"، رغم محاولات "الأبواق المأجورة" نشر الإحباط، حسب تعبيره. كما سجل رئيس الجمهورية "تحسناً في أداء القطاعات الوزارية"، معتبراً أن التغيير وارد في حال ضعف الأداء، موضحاً أن "التعديل يكون حسب الحاجة والأهداف الحكومية". الرقمنة والذكاء الاصطناعي: مسار ثابت نحو الشفافية وفيما يخص الرقمنة، أبرز الرئيس تبون أن الجزائر تسير بخطى "ثابتة ومؤمنة" نحو التحول الرقمي، مشيداً بتقدم البلاد في هذا المجال، لاسيما من خلال إدراج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وإنشاء المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، ومشروع إنجاز مركز وطني للبيانات بالتعاون مع "هواوي" لجمع المعطيات الاقتصادية. وأكد أن الرقمنة تعد "ثقافة مرتبطة بالشفافية"، وأن الجزائر باتت قبلة للطلبة الأجانب في هذا المجال. 20 ألف مؤسسة ناشئة هدف الجزائر قبل نهاية العهدة وفي الجانب الاقتصادي، كشف رئيس الجمهورية عن تطلع الجزائر لبلوغ 20 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية العهدة، مقابل 200 فقط في سنة 2019. وبلغ عددها حالياً 9000، بينها من أُدرج في البورصة. ونوه إلى أن هذه القفزة تحققت بفضل تحرير المبادرة ورفع العقبات البيروقراطية، مشيداً بالدور المحوري الذي أصبحت تلعبه الجامعات كمحضنات للمؤسسات الناشئة، ما جعل تجربة الجزائر تُضرب بها الأمثلة دولياً. مواقف الجزائر الخارجية: ثوابت لا تتغير وجدّد رئيس الجمهورية تمسك الجزائر بثوابتها الدبلوماسية في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترام سياسة حسن الجوار، مشيراً إلى أن الجزائر ساهمت في مساعدة مالي ولا تزال مستعدة لفعل ذلك إذا طُلب منها. وأكد رفض الجزائر القاطع لأي تدخل في شؤون دول الجوار، على غرار النيجر، ليبيا، و بوركينا فاسو، مبرزاً أن "حدود البلاد محمية" وأن الجزائر تملك خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب. دعم القضايا العادلة والسياسة المتوازنة كما جدد الرئيس تبون دعم الجزائر الثابت للقضيتين الفلسطينية والصحراوية، مشدداً على أن السياسة الخارجية الجزائرية تقوم على مبدأ "عدم الانحياز"، الذي انخرطت فيه منذ 1955. وفي إشارة للعلاقات الدولية، أوضح الرئيس أن الجزائر تحافظ على علاقات جيدة مع مختلف القوى العالمية مثل الولاياتالمتحدة، روسيا، والصين، بالإضافة إلى دول جنوب شرق آسيا، من بينها ماليزيا وإندونيسيا، التي تربطها بها تبادلات تجارية معتبرة. الجالية الوطنية بالخارج في صلب الاهتمام وعن الجالية الوطنية بالخارج، أكد رئيس الجمهورية على التزام الدولة بتجسيد مبدأ تكافؤ الفرص بينها وبين المواطنين داخل الوطن، مشيداً بالروح الوطنية العالية التي أبان عنها أفراد الجالية، رغم ما يتعرضون له من مضايقات، ومؤكداً أن "كل الأبواب مفتوحة أمامهم". ختاماً، شدد رئيس الجمهورية على أن الجزائر تسير بثقة في مسارها التنموي والسياسي، مستندة إلى قرارات سيادية، وتوجهات استراتيجية تهدف إلى بناء دولة قوية، عادلة، ورقمية.