وداد تلمسان بوعلي يؤكد أن مشكل الإجاز حجة لإبعاده

لاتزال قضية إقالة مدرب وداد تلمسان فؤاد بوعلي من منصبه تصنع الحديث بمدينة الزيانيين،
حيث كانت بمثابة صدمة كبيرة لجميع محبي وداد تلمسان الذين لم يتقبلوا إطلاقا فكرة إبعاد مدربهم المحبوب من العارضة الفنية للوداد بالنظر إلى العمل الكبير الذي قام به منذ ثلاث سنوات، حيث أعاد الروح للتشكيلة التلمسانية التي عادت إلى الواجهة وزاحمت أكبر الأندية الجزائرية رغم قلة الإمكانات مقارنة بفرق أخرى لم تحقق ما حققه بوعلي مع الوداد.
أعاد الاعتبار لفريق الدنانير
الثقة التي الكبيرة التي يضعها أنصار الوداد في المدرب فؤاد بوعلي ليست وليدة الصدفة وإنما ناتجة عن بصمات تركها المدرب الشاب مع التشكيلة التلمسانية، حيث يتذكر الجميع ما صرح به بمناسبة أول حصة تدريبية له قبل ثلاث سنوات حين قال: “قالوا إننا فريق ربعة دورو وفريق الدنانير، سنثبت لهم أننا قادرون على رفع التحدي أمام فرق الملايير“. وهي المقولة التي لم يكترث لها آنذاك محبو الوداد لكنهم مع الأيام تأكدوا بأنها حقيقة والوداد أصبح يطيح بأعرق الفرق الجزائرية على غرار وفاق سطيف، مولودية الجزائر، اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل، ورغم قلة إمكانات الوداد إلا أن بوعلي أعاد الاعتبار للمدرسة التلمسانية على المستوى الوطني.
شهادة سعدان وحناشي أكبر دليل على كفاءته
إقالة مدرب وداد تلمسان من منصبه شكلت مفاجأة على مستوى مدينة تلمسان، بالنظر إلى الشعبية التي اكتسبها المدرب التلمساني الشاب خلال تجربته مع الوداد في السنوات الثلاث الأخيرة، لاسيما أنه كسب احترام وإشادة معظم الاختصاصيين في الجزائر خاصة بعد نجاحه في إعادة الفريق التلمساني إلى حظيرة الكبار بعد موسم واحد من السقوط إضافة إلى نهائي كأس الجمهورية مع مشوار جيد خلال بطولة الموسم الماضي وآداء كبير في جميع المباريات لقي إشادة الناخب الوطني رابح سعدان الذي قال عن بوعلي بأنه أحسن مدرب في البطولة الوطنية ناهيك عن شهادة الرئيس القبائلي محند شريف حناشي الذي كان يرغب في ضمه للعارضة الفنية لأبناء جرجرة الموسم الماضي، وهي شهادات تؤكد بأن إقالة بوعلي هي مؤامرة شخصية لا علاقة لها بالعمل الفني.
مشكل الإجازة حجة فقط و10 مدربين واصلوا عملهم بشكل عادي
ما يؤكد بأن إقالة المدرب فؤاد بوعلي من منصبه مجرد حجة افتعلتها الإدارة التلمسانية من أجل إزاحته من منصبه كون ذلك استحال عليها في وقت سابق بالنظر إلى تمسك الجماهير واللاعبين بمدربهم إضافة إلى النتائج الممتازة التي حققها الوداد في عهد بوعلي هو أن لا علاقة بمشكل الإجازة الإفريقية بهذا على الإطلاق بدليل تواجد 10 مدربين يشرفون على أندية محترفة بنفس وضعية بوعلي على غرار مدرب مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، مولودية وهران وشبيبة بجاية وغيرها من الفرق ورغم ذلك فإنها حافظت على مدربيها وبالتالي فإن إدارة يحلى مطالبة بإبراز حجة أخرى غير هذه.
بوعلي أشرف على حصة أمس وينتظر وثيقة كتابية من الإدارة
مثلما أشرنا إليه في عددنا السابق، نفى المدرب فؤاد بوعلي علمه بقرار تنحيته من العارضة الفنية لأبناء الزيانيين، حيث فند بذلك البيان الذي أصدرته خليه الإعلام في شركة وداد تلمسان أول أمس والقاضي بالطلاق بالتراضي بين الطرفين، حيث أكد بوعلي بأنه لم يتصل به أي أحد لإخباره بقرار توقيفه من مهامه على رأس العارضة الفنية للفريق، وأضاف بوعلي: “سأشرف على حصة اليوم(يقصد أمس الخميس) بشكل عادي وإن كانوا فعلا قرروا تنحيتي من منصبي فأنا بانتظار ورقة كتابية تؤكد ذلك”.
بوعلي: “لا علم لي بقرار إبعادي وهناك أمور كان على الإدارة كشفها“
قصد معرفة الحقيقة التي تدور وسط وداد تلمسان خاصة بعد تأكيد الإدارة التلمسانية على الطلاق بالتراضي بينها وبين المدرب بوعلي، كان لنا لقاء صبيحة أمس مع المدرب فؤاد بوعلي الذي أكد عدة أمور ستكتشفونها في الحوار:
صباح الخير، كيف هي الأحوال؟
الحمد لله على كل حال أنا في فترة راحة بين أحضان العائلة بعد عشرة أيام من الغياب نتيجة ارتباطات عملية مع الوداد، وأستغل الفرصة للابتعاد عن الضغط المفروض في الملاعب، حيث سنعود اليوم (الحوار أجري صبيحة أمس) إلى العمل قصد التحضير لمواجهة عنابة مثلما سطرناه مع اللاعبين بعد نهاية تربص تونس.
تقول سنعود للعمل، ألم تعلم بقرار إقالتك من العارضة الفنية للفريق؟
لا على الإطلاق، لم يتصل بي أي أحد من طرف الإدارة التلمسانية ليعلمني بهذا القرار، حيث اطلعت عليه على غرار جميع القراء عبر صفحات الجرائد وأنا إنسان عملي وسأواصل تدريب الوداد حتى يصلني إشعار بالإيقاف.
لكن الإدارة أكدت في بيانها أنه طلاق بالتراضي، ما قولك؟
هذا غير صحيح فلا أحد اتصل بي من طرفهم وكان عليهم ألا يكذبوا على الناس ويقولوا الحقيقة وأؤكد لك أنني لم أتلق أي اتصال من طرفهم، وفي ذهني لازلت مدربا لوداد تلمسان حتى أجد الملموس.
إذن ستشرف على حصة اليوم؟
بالطبع سأكون حاضرا في الحصة التدريبية (حصة أمس) وسأعمل مع المجموعة بطريقة عادية حتى يصلني إشعار بالتوقيف عن العمل ويكون كتابيا، عند ذلك ليس لدي أي مشكل في مغادرة الفريق وضميري مرتاح.
الإدارة أكدت أن مشكلة الإجازة هي السبب الحقيقي في هذا القرار، ما رأيك؟
لا على الإطلاق، مشكلة الإجازة الإفريقية أعتبرها مجرد حجة من طرف مسؤولي الوداد لإخراجي من الباب الضيق، وهنا أؤكد لك أن هناك عشرة مدربين بالوضعية نفسها لكنهم لا يزالون يشرفون على فرقهم دون أية مشاكل على غرار شريف الوزاني، جمال مناد ومدربي شباب بلوزداد ومولودية الجزائر وأندية أخرى، وبالتالي أقول للمسيرين ألا يكذبوا على الناس ويقولوا الحقيقة لأن هناك أمور أخرى غير رياضية وراء هذا القرار.
هل من توضيح من فضلك؟
اسألوا مسؤولي الوداد، هم أولى بالإجابة على هذا السؤال بما أنهم اتخذوا القرار المناسب على حد قولهم.
قرار إبعادك لقي سخط كبيرا وسط الشارع التلمساني الذي رفض الفكرة جملة وتفصيلا، ما تعليقك؟
شيء يزيدني فخرا لأن الجميع ساندني وهذا دليل قاطع على أنني عملت بإخلاص وتفان في خدمة الوداد ولم أغش الفريق ولا يوما واحدا، وهنا أشكر جميع الأنصار الذين تضامنوا معي وساعدوني طيلة مشواري مع الوداد واسمح لي أن أضيف شيئا.
تفضل:
لما جئت إلى الوداد وجدت الفريق في وضعية كارثية يلعب على السقوط، حيث راحت الهيبة وأصبحت النقاط في تلمسان مضمونة لكن بالعمل المتواصل استطعنا أن نعيد الهيبة للفريق من جديد بإعادته إلى حظيرة الكبار، حيث أصبحت جميع الفرق مهما كان وزنها تحسب ألف حساب عندما تتنقل إلى تلمسان رغم قلة الإمكانات وبلاعبين شباب منحناهم الفرصة للتألق، كما أننا استطعنا أن نعيد الثقة بين الجمهور وفريقه، حيث أصبح الجمهور يؤمن بقدرة فريقه على تحقيق نتائج إيجابية عكس ما كان عليه الحال في السابق وهي أمور أعتز بها بكثيرا، وهي من واجبي لأنني ابن الفريق.
بماذا تريد أن تختم؟
أشكرك أيضا على هذا الاتصال كما أود أن أقول إن المشكلة ليست في رحيلي من الوداد من عدمه لأنني مدرب وأعرف مصير المدربين في الجزائر، لكن الشيء الذي حز في نفسي كثيرا هو الطريقة التي يحاول مسيرو الوداد إخراجي بها وهو شيء مؤسف جدا بالنسبة لي لأنني أخلصت للفريق ولم أتركه حتى في وقت الشدة حين كان الفريق يتخبط في مشاكل كبيرة خاصة المالية منها رغم العروض الكثيرة التي وصلتني وبمبالغ مالية أكبر بكثير مما أتقاضاه في الوداد، وهي رسالة لأنصار الوداد حتى يعرفوا الحقيقة جيدا لأن هناك أطرافا أخرى لم تعجبها النتائج المحققة لأن مصالحها الشخصية أصبحت مهددة.
سيدهم: “إصابتي لاتدعو للقلق وسأكون حاضرا أمام عنابة“
كيف هي حالتك الصحية؟
الحمد لله أشعر بتحسن كبير مقارنة بالأيام الماضية وهذا من خلال العلاج الذي خضعت له، بما أني اندمجت في الأيام الماضية مع المجموعة وتدربت بصفة عادية ومنتظمة حتى لا أضيع التربص والعمل المقدم خلاله.
يعني هذا أنك جاهز وشفيت تماما من الإصابة التي تعرضت لها؟
أنا جاهز تماما وأشعر بتحسن كبير لأنني لم أعد أشعر بالألم وهذا مهم جدا حتى أتمكن من المشاركة في منافسة البطولة. أنا أطبق البرنامج المسطر لي خلال هذه الفترة المهمة من التحضيرات والتربص الذي نجريه للاستفادة منه.
إذن ستكون حاضرا أمام عنابة؟
لحد الآن لم تتأكد بعد مشاركتي في مباراة عنابة الأولى التي تنتظرنا على أرضية ميداننا، لكن هذا لا يمنعني من التأكيد أنني أطمح لأن أكون ضمن قائمة ال18 التي ستكون معنية بالمباراة، بما أنني حاليا أعمل جاهدا لأكون جاهزا حتى أستطيع تقديم الإضافة التي ينتظرها الجميع وأنا تحت تصرف المدرب الذي يبقى بيده القرار الأخير وسأحترمه مهما كان رغم أنني أطمح للعب هذه المباراة.
بصراحة كيف تتوقع مواجهة عنابة؟
مباراة عنابة ستكون الأولى لنا هذا الموسم ونطمح فيها للظهور بوجه مشرف يسمح لنا بحصد أولى النقاط الثلاث، بما أن الفوز بها يبقى ضروريا ويمكننا من خوض اللقاءات المقبلة بمعنويات عالية وبارتياح.
ماذا عن مستقبل الفريق في بطولة هذا الموسم؟
لدينا فريق جله من عنصر الشباب ممزوج ببعض لاعبي الخبرة الذين يسعون لتقديم الإضافة ومساعدة الشبان الحاليين الذين لهم مؤهلات كبيرة، ومن هنا أنا متفائل بمستقبل الوداد الذي يبقى قادرا على احتلال إحدى المراتب الست الأولى، رغم أننا لم نحدد الهدف الذي نلعب من أجله الموسم المقبل والذي سيتضح بعد مرور الجولات الأولى.