يرى الباحث والمختص في الشأن الجامعي بوثلجة عبد الرحمان، أن الدعوة التي وجهتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للأساتذة من أجل المشاركة في إنجاز دروس مرجعية خاصة بالمواد والمقاييس الأساسية للسنة الأولى جامعي تندرج في إطار مسعى الوزارة لتحسين ورفع مستوى جودة تكوين الطلبة. وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ بوثلجة في تصريح خص به "الاتحاد" أمس الأحد، أن وزارة التعليم العالي انطلقت منذ مدة في هذا المشروع، حيث وجهت الدعوة لكافة الأساتذة الباحثين وحتى الباحثين الدائمين المتواجدين على مستوى مراكز البحث، للاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم في إنجاز وإعداد الدروس المرجعية الخاصة بطلبة السنة الأولى جامعي. وأضاف محدثنا قائلا: "هذا الإجراء سيسمح بتحقيق مبدأ تكافئ الفرص من حيث التكوين، وخلق نوع من التقارب في مستوى ونوعية الدروس المقدمة، ومن المرجح أن تكون في شكل كتب يستعين بها الأساتذة في إعداد دروس ومحاضرات السنة الأولى جامعي ولا نعتقد أن تكون في شكل كتب تمنح للطلبة". في ذات السياق، أشار المختص في الشأن الجامعي، أن فكرة هذا المشروع هي وليدة لجملة من النقائص والثغرات التي تم تسجيلها بعد تطبيق فكرة التعليم عن بعد التي فرضتها جائحة كورونا خلال السنتين الماضيتين، حيث لم تعرف العملية النجاح المنتظر، وذلك بسبب التفاوت في نوعية الدروس المقدمة عن بعد، سواء تلك المتعلقة بالدعائم البيداغوجية المتاحة عبر مختلف الوسائط التكنولوجية أو تلك الدروس التي كانت تقدّم مباشرة، ولو أن فئة قليلة من الأساتذة فقط كانت قد اعتمدت طريقة الإلقاء المباشر للمحاضرات عن بعد. هذا، وأكدّ الباحث بوثلجة أن هذه المبادرة ستساهم في الرفع من مستوى تكوين طلبة السنة الأولى لأن مصير الطالب يتحدد بداية من سنته الأولى في الجامعة، باعتبارها سنة التأقلم، فإذا تمكن الطالب من التأقلم وتحسين مستواه خلال هذه السنة سيتمكن بعدها من استكمال مساره الدراسي بكل أريحية وفي حال حدوث العكس سيجد الطالب صعوبة في ذلك.