عميد الكلية ل''الخبر'': ''نحن لا نشجع الرداءة'' احتج عشرات الأطباء العامين الراسبين في مسابقة التخصص الطبي بكلية الطب لولاية الجزائر، أمس، على قرار لجنة المداولات بإسقاطهم من قوائم الناجحين بحجة عدم تحصلهم على العدد المطلوب من النقاط التي تؤهلهم لاجتياز الامتحان، فيما أعلن عميد الكلية أن قرارات اللجنة نهائية. لم يقتنع الأطباء الذين تجمعوا أمس داخل الكلية بالمبررات التي قدمت لهم خلال لقاءاتهم مع العميد وأعضاء اللجنة المذكورة، وعبّروا عن تمسكهم بالمعطيات المنشورة قبل إجراء المسابقة والواردة أيضا على لسان وزير التعليم العالي الذي طلبوا منه بالمناسبة التدخل لوضع حد لما رأوه تجاوزا خطيرا في حق المترشحين، خاصة وأن العديد من الأطباء استقالوا من مناصبهم في المؤسسات الاستشفائية العمومية مباشرة بعد ظهور النتائج، ظنا منهم أنهم في عداد الفائزين، لكن سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل بمجرد إطلاعهم بأن افتكاك منصب مقيم يستدعي على الأقل الإجابة على 150 سؤال ضمن 300 سؤال طرح في المسابقة بمحوريها النظري والتطبيقي. وحسب هؤلاء، فإن الأطباء أولى بالمناصب التي حذفت وعددها يصل في تقديرهم إلى 159 منصب من أصل 1242 منصب معلن عنه كتابيا قبل المسابقة، وقال المعنيون إن إقصاءهم لم يتم بناء على سند قانوني وإنما بقرار من أعضاء لجنة المداولات التي لم تأخذ، حسبهم، بعين الاعتبار عدد الأطباء الناجحين الذين انسحبوا من المسابقة بسبب عدم رضاهم على التخصصات التي وجهوا إليها، وهذا يعني وجود مناصب شاغرة من حق باقي المترشحين من منطلق أن اختيار الناجحين عادة يجري وفق ترتيب النقاط من الأول إلى غاية انتهاء المناصب المتوفرة. وقد شهدت كلية الطب لولاية قسنطينة مشاهد غضب مماثلة منذ صدور نتائج مسابقة اختصاصات الطب، حيث تعجب الاتحاد العام للطلبة الجزائريين في بيان له مما وصفه ''بالمهزلة''، فبعد نشر قائمة الناجحين على الموقع الإلكتروني سحبت وعوضت بقائمة أخرى في الأيام الموالية بحجة وجود أخطاء في التصحيح. من جهته فند عميد كلية الطب لولاية الجزائر عراضة موسى في تصريح ل''الخبر'' الأرقام التي تداولها الأطباء المترشحون في المسابقة قائلا: ''غضب الأطباء راجع إلى إخفاقهم في المسابقة''، موضحا بأن عدد المناصب التي فتحتها الوزارة الوصية للتخصصات الطبية عددها 1205 منصب مقابل 2926 مترشح نجح منهم 1163 طبيب، وعدد المناصب المتبقية، أي 42 منصبا، كانت من نصيب المدرسة الوطنية للصحة العسكرية، على حد قوله، وكلهم بمعدل لا يقل عن 10 على ,20 وهم متحصلون فعلا على 150 نقطة فما أكثر. وأشار في تعليقه على احتجاج الطلبة إلى أن ''لجنة المداولات هي سيدة الموقف ونحن ضد تشجيع الرداءة''.