تعثّر استكشاف الغاز والنفط في ''ايسارين'' باليزي يحرم الجزائر من ملايير الدولارات

بسبب تدحرج إمكانيات الايرلنديين وصفقاتهم في تونس وبحر ايطاليا

''بتروسلتيك'' الايرلندية عرضت على سوناطراك التنازل عن أسهمها لشركات قادرة على إتمام المشروع
تُجمع تقارير داخلية لهيئات متابعة لسير المشاريع الضخمة في قطاع الطاقة، على أن مشروع التنقيب واستخراج النفط والغاز مما يعرف بكتلة ''ايسارين'' في ولاية اليزي، قد دخل نفقا مظلما بسبب تأخر انتهاء الأشغال، وتعثّر بعضها لاعتبارات عديدة تمثل وضعية الشركة وإمكاناتها أهم الأسباب في ذلك، ما دفعها لعرض التنازل عن أسهمها لشركات أكثر قدرة منها على مشروع بهذا الحجم.
ظفرت في سنة 2004 الشركة الايرلندية بتروسلتيك بصفقة التنقيب واستخراج الغاز والزيوت من حوض ايسارين في ولاية اليزي، بموجب القانون 86/14 والنصوص المعتمدة في إطار المناقصة المبرمة وقتها، وتشرف منذ ذلك الوقت الشركة الايرلندية على الأشغال التي تكللت باكتشاف هام جدا من الاحتياطات النفطية والغازية في المنطقة.
لكن افتكاك الشركة الايرلندية لصفقة بحث واستكشاف في تونس، وصفقة مماثلة في بحر ايطاليا، جعل سير الأشغال في مشروع اليزي يتراجع بشكل ملحوظ، إلى حد أن تخلت الشركة الايرلندية عن باقي العمليات المبرمة في إطار الصفقة مع الجزائر، كما كان لتنازل الشركة عن 6,22 بالمائة من أسهمها للشركة الاسبانية ''ايبردرولا''، في ظروف غير معروفة، أثره على التوازن المالي الداخلي للشركة، سيما بعدما أعيدت تلك الأسهم من طرف الاسبانيين لمساهمين آخرين في الشركة الايرلندية في أقل من سنتين وبأرباح معتبرة.
وتم التوصل في ظل الوضعية التي تعيشها الشركة الايرلندية إلى اتفاق مع الجزائر يتضمن تمديد مدة الصفقة في مارس من السنة الماضية، بعد تأكد الطرف الجزائري من أهمية الاحتياطي النفطي ومخزون الغاز المستكشف في ''ايسارين'' باليزي، بهدف تطوير الحقل الذي بإمكانه ضمان مداخيل خيالية للجزائر من خلال التصدير.
لكن ما وقفت عليه الهيئات المكلفة بمتابعة ومراقبة سير مشاريع بهذا الحجم، عدم اشتراط الطرف الجزائري في اتفاقية تمديد الصفقة مع الايرلنديين، إشراك شركات أخرى ذات سمعة عالمية وتمتلك الدراية والخبرة في الاستكشاف، لضمان أحسن تطوير للحقل في ظرف قياسي، سيما وأن الشركة الايرلندية تعثّرت في ضمان أقل مدة لاستغلال احتياطي حوض بهذه الأهمية.
كما أن أشغال الاستكشاف تتطلب تقنيات ووسائل تنقيب معقدة لحقول غير تقليدية، مثلما هو الحال لحقل ''ايسارين'' ما يعني إمكانيات مالية ضخمة عجزت الشركة الايرلندية عن توفيرها للأسباب المذكورة، الأمر الذي جعل من المتعامل الايرلندي يعرض تنازله عن حصته لشركات تمتلك الوسائل المطلوبة والأموال الكافية، مثل ''سيبسا'' و''ستاتويل'' و''بريتش غاز'' و''سل واكشون'' و''أل دابليوآو'' واينل.
ويجدر بالذكر أن شركة ''اينيل'' المتخصصة في التنقيب تقدمت نهاية العام الماضي بعرض، ولكن لم يؤخذ بعين الاعتبار، في انتظار قرار سوناطراك بالقبول عملا بالمرسوم التنفيذي 14/86 الذي يوفر الآليات القانونية لتمكين شركات من الحصول على أسهم الشركة الايرلندية وضمان استمرار مشروع بهذا الحجم، قد يتوقف بسبب وضع الشركة الايرلندية.