تكريم مؤثر للمجاهدة زهور زراري استوقفت ''الخبر''، في سهرة مميزة، ضيوفها من سفراء ووزراء سابقين وشخصيات سياسية وثقافية ورجال ونساء الإعلام، عند أهم محطات شهيد الصحافة الجزائرية ''عمر أورتيلان'' وأول رئيس للصحيفة، حيث كرّمت في خمسينية الاستقلال وفي طبعتها ال13، المجاهدة والصحفية زهور زراري، ومنحت جائزة من غيّب الإرهاب كتاباته للصحفي الفرنسي ''إيدوي بلينال''. في جو مميّز وبلمسة الحنين، اجتمع الجميع ليلة أول أمس، بفندق الأوراسي، الذين توافدوا تباعا على قاعة ''المواقف''، فصنعوا فسيفساء من الوجوه التي عايشت مسار جريدة كل الجزائريين، ومختلف الدورات التي سجلتها جائزة ''الخبر'' الدولية ''عمر أورتيلان'' لحرية الصحافة. وعلى أنغام فرقة ''البشطارزية'' من مدينة القليعة، استهلّت السهرة بدقيقة صمت ترحما على شهداء الثورة وشهيد المهنة ''عمر أورتيلان'' وشهداء غزة التي تقصف، وتم بعدها قراءة قصيدة شعرية بعنوان ''سل جبال بني ورتيلان''، التي تستحضر مواقف وشخصية شهيد الصحافة الجزائرية، كما تم الوقوف عند أهم محطات الجائزة، من خلال عرض تقرير للأمينة العامة للجائزة أرملة الراحل زكية أورتيلان. ثم افتتحت السهرة بكلمة للأمينة العامة وقراءة بيان لجنة تحكيم جائزة ''عمر أورتيلان'' لحرية الصحافة، كما قدّم رئيس اللجنة أحمد بجاوي كلمة ترحيب بالحضور وتحدّث عن صعوبة اختيار الفائز والتركيز على ضرورة تكريم شخصية وطنية صحفية للمرة الثانية على التوالي. وقبل أن تكرم المجاهدة والإعلامية زهور زراري، التي غيّبها المرض عن المجيء، عرض روبورتاج مصوّر عن مسارها النضالي في الثورة التحريرية، ثم التحاقها بمهنة المتاعب، أين ساهمت في الخدمة العمومية، وتسلّم الجائزة نيابة عنها صحفي ''الوطن'' الطيب بلغيش، الذي تحدث عنها بتأثّر، وهي الآن طريحة الفراش لا تقوى على الحركة. بعدها عرض روبورتاج عن الصحفي الفرنسي ''إيدوي بلينال'' الحائز على الجائزة، وهو أحد مؤسسي موقع ''ميديا بار''، وسلّمت له الأمينة العامة للجائزة الذرع الذي يرمز لطائر السنونو والشهادة. وقدّم الصحفي سعد بوعقبة شهادة عن تاريخ التحاق الشهيد عمر أورتيلان بجريدة المساء في بداياته الأولى. ومع وجبة العشاء، فسح المجال لأنغام زمن الوصل الأندلسي، حيث استمتع الحضور بلحظات موسيقية مهربة من الزمن الجميل، في سفرة روحية قادها أعضاء فرقة البشطارزية. وتم إطلاق الصفحة الرسمية للجائزة على الفايسبوك وتقطيع ''كعكة'' الحفل التي جمعت شموعها الفائز بالجائزة والأمينة العامة ومدير النشر شريف رزقي ومدير التحرير كمال جوزي وعضو لجنة التحكيم علي جري. الصحفي الفرنسي إيدوي بلينال فخور بحصولي على جائزة تحمل اسما يعتبر رمزا للصحافة الجزائرية ''مرتبك جدا اليوم، لم أعرف عمر أورتيلان، لكن كل ما سمعت عنه، أنه كان إنسانا بسيطا في حياته وكان يعمل في خدمة المواطن، فلم يبحث عن السلطة أو القوة أو الثروة، لكنه كان المثال أو النموذج وهذا مؤثر جدا.. فخور بحصولي على جائزة تحمل اسما يعتبر رمزا للصحافة الجزائرية المستقلة والملتزمة والمناضلة والحرة. أعتبر نفسي من جيل يحمل التزاما في البحث عن الحقيقة، ونركز اهتمامنا في حرب الجزائر على هذا الجانب وقول الحقيقة مهما كانت وعدم إخفائها أو تقنيعها. وبين ''جائزة عمر أورتيلان'' بالجزائر و''جائزة موريس أودان للرياضيات''، التي تحصلت عليها في باريس، علاقة قوية وهما رمزان يعكسان رؤية هذا الجيل، خاصة مع الاحتفال بمرور 05 سنة على استقلال الجزائر، وهذا يعني للأجيال القادمة التأكيد على تعزيز الصداقة بين الجزائر وفرنسا، بالبحث عن الحقيقة من أجل مصالحة حقيقية بين الذاكرتين''. الجزائر: مسعودة. ب إيدوي بلينال يهب جائزته إلى ضحايا الإرهاب تنازل الصحفي الفرنسي إيدوي بلينال، عن القيمة المالية لجائزة عمر أورتيلان، التي تسلّمها أول أمس. وقال أنه يقدمها كهبة منه لإحدى جمعيات ضحايا الإرهاب، وسيسلمها بنفسه عند عودته إلى الجزائر من أجل هذا الغرض. أصداء ؟ تأثر الصحفي من جريدة الوطن الطيب بلغيش، بحال المجاهدة زهور زراري وهو يتحدث عن مسارها، مما أضفى جوا من الحزن على القاعة. ؟أهدى الصحفي الفرنسي إيدوي بلينال جائزته للصداقة الجزائرية الفرنسية وعينه تدمع تأثرا بخمسينية استقلال الجزائر ومجازر الاستعمار. ؟أعجب الحضور وفي مقدمتهم سفراء الهند والصين والأردن وفلسطين والنمسا بوجبة العشاء التي كانت تقليدية 100 بالمائة، خصوصا طبق ''التريدة'' و''شباح السفرة'' الذي تفننّ في تحضيره طهاة فندق الأوراسي. الحضور يتكلمون عن حفل جائزة عمر أورتيلان ؟ محي الدين عميمور وزير سابق تبقى ذكرى اغتيال أبو جهاد، أو عمر أورتيلان، محفورة في أعماقنا جميعا، لأنها تذكّرنا بالآية الكريمة ''ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا'' صدق الله العظيم. سقط عمر أورتيلان شهيد الكلمة، كما هناك الأحياء الذين يناضلون يوميا لتأكيد احترام الكلمة ودعم حرية الرأي. ؟ رئيس لجنة الاختيار لجائزة عمر أورتيلان أحمد بجاوي تمر اليوم 31 سنة على الجائزة. وهذه المبادرة جاءت بفضل يومية ''الخبر'' التي كرست إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لنجاحها، بالإضافة إلى جهود مؤسسة عمر أورتيلان. أرى أننا وصلنا اليوم إلى مرحلة النضج، بعد الساحة الجزائرية ثم العربية، واليوم نصل الى المستوى العالمي مع منح الجائزة للإعلامي إيدوي بلينال والمجاهدة والصحفية زهور زراري بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال. اخترنا إيدوي بلينال لأنه يمثل الموقف الإعلامي السياسي الشجاع ويعكس توجّهات الصحافة الجديدة. ؟ رئيس الحكومة السابق مقداد سيفي أعتبر نفسي من القراء الأوفياء ل''الخبر'' وأعلّق آمالا كبيرة عليها، وأنتظر الكثير منها مستقبلا، خاصة وأنني ألاحظ أن مستوى الصحفيين في ارتقاء دائم، أفتخر بها لأنها قبل كل شيء تمثل الجزائر، وما يميّزها أنها مهتمة دائما بالجزائر العميقة. تعكس الجائزة تفتح ''الخبر'' على الخارج والإعلام العالمي خاصة مع تكريم إيدوي بلينال مدير الجريدة الإلكترونية ''ميديا بار'' المتخصصة في مجال التحقيق الصحفي وأعتبره اختيارا ممتازا، سيكون له وقعه على المدى البعيد. ؟ الرئيس المدير العام لمؤسسة ''اليانس'' حسان خليفاتي ليس غريبا أن نتواجد اليوم في هذه المناسبة التي أصبحت تقليدا يعكس ريادة ''الخبر'' كمنبر إعلامي أول، ويؤكد شعار''الصدق والمصداقية'' والاحترافية، واختيار مدير ''ميديا بار'' نابع من هذا، لأنها عكست الكثير من الاحترافية في العمل الإعلامي. وعلينا تشجيع المؤسسات الصحفية الحرة. ؟ السيدة سعيدة بن حبيلس وزيرة سابقة تعتبر مثل هذه المبادرات مكسبا لذاكرة الجزائر. للأسف لم نستطع خلق ثقافة الذاكرة، لقد اختارت ''الخبر'' خطا ومشت عليه منذ سنوات، والتكريم لا يخص فقط عمر أورتيلان، بل هو تكريم لكل ضحايا العشرية السوداء ولكل من صمد أمام آلة الإرهاب ولذلك أحيي أسرة ''الخبر''. ؟ المستشار الإعلامي بالسفارة الفرنسية بالجزائر سيباستيان فاغارت أنا سعيد بالتواجد في هذا الحفل، خاصة أن الجائزة تمنح لصحفي فرنسي كبير وهو إيدوي بلينال. وأشكر ''الخبر'' على ذلك، وأؤكد على العلاقات القوية التي تربطنا بالجريدة والتي سنسعى إلى الحفاظ عليها وتعزيزها دائما. ؟ سفير الأردن د. محمد المعيمات لا شك أن جائزة أورتيلان من الجوائز التقديرية التي أصبحت تدفع الصحفيين نحو التقدم والإبداع. كما تمثل ذكرى الشهداء الذين قدّموا أرواحهم في سبيل حرية الرأي والقلم والصحافة، وعلى رأسهم الشهيد عمر أورتيلان. ؟ رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني عبد الحميد كرود أشكر ''الخبر'' على هذه المبادرة وتوزيع جائزة عمر أورتيلان وهذا فخر للصحافة الجزائرية، خاصة أنها توجّهت للإعلاميين الأجانب وتمنح لأسماء تستحق التكريم. ؟ نائب العلاقات العامة لدى متعامل ''نجمة'' رمضان جزائري إنها مبادرة هامة من أكبر الجرائد عربيا ''الخبر''، والتي تتمتع بمصداقية مع المؤسسات الاقتصادية الكبرى، لأنها تعكس شعارها ''الصدق والمصداقية'' والجائزة يجب أن تبقى تقليدا وتستمر دائما. ؟ مدير عام يومية ''ليبرتي'' عبروس أوتودرت مبادرة رائعة وصلت الى طبعتها ال31 وأقترح أن تتوسع وتشمل كل المدافعين عن حرية الإعلام وحقوق الإنسان، من محامين وناشطين في هذا الحقل. ؟ مديرة يومية ''الفجر'' حدة حزام أرى أن الجائزة عادة حميدة، لأنها خلقت تقليدا سنويا وتوسعت لتصبح الجائزة دولية، مما يخلق علاقة ما بين الصحافة الجزائرية والعالمية، كما أنها تخلّد اسم أورتيلان وهو شهيد الكلمة الحرة، والذي عاش بسيطا مع أزمة السكن والراتب وعاش بالقهوة والسيجارة ككل الإعلاميين. ؟ متسلم الجائزة نيابة عن زهور زيراري الطيب بلغيش لم تستطع زهور زراري الحضور، لأنها لا تقدر على الحركة، بسبب التعذيب الذي تعرضت له إبان الاستعمار الفرنسي، ويشرفني اليوم أن أتلقى جائزة باسم عمر أورتيلان شهيد الكلمة، نيابة عن إحدى سيدات الجزائر وأمثل هذه المرأة التي وقفت في وجه الاستعمار بكل شجاعة وبسالة. ؟ سفير فلسطينبالجزائر حسين عبد الخالق تستحق هذه المبادرة التقدير، خاصة أنها تقدّم باسم شهيد الواجب عمر أورتيلان لكل أرواح الشهداء الذين ماتوا من أجل حرية الصحافة والكلمة ودفاعا عن مواقفهم الثابتة و''الخبر'' مشكورة على هذا التقليد المميّز. ؟ مستشار الإعلام والعلاقات العامة بمؤسسة ''موبيليس'' محمد صلاح دعاس يشرّف مؤسسة ''موبيليس'' أن تحضر لأول مرة في حفل جائزة عمر أورتيلان. إن منح الجائزة لإيدوي بلينال يعكس مرة أخرى احترافية ''الخبر'' وجدية الجائزة ودقة اختيارها، وهذا الاختيار في حد ذاته احترام لذكرى شهيد الكلمة عمر أورتيلان. ؟ الرائد عز الدين زراري حفل رائع يجمع النخبة الجزائرية، ويشرفني أن أحضر تكريم زهور زراري، ابنة الشهيد والمجاهدة وأحد الأعضاء المؤسسين لجريدة ''الشعب'' وأتمنى ل''الخبر'' الدوام والاستمرارية إن شاء الله. ؟ الملازم الأول إطار في خلية الاتصال والصحافة للمديرية العامة للأمن الوطني نبيل بن عبد الله أهنئ باسمي وباسم خلية الاتصال والصحافة للمديرية العامة للأمن الوطني الطاقم المسير لجريدة ''الخبر'' الموقرة وكل الصحافيين العاملين بها، ولا شك أن ذكرى شهيد المهنة عمر أورتيلان ستبقى خالدة، خاصة وأن تكريم الصحفي المخلص ذو القلم النزيه كل سنة هو تكريم لكل الصحفيين المميزين المحليين والدوليين. كما أحيي بالمناسبة ''الخبر'' التي تلتزم بشعارها الذي رفعته عاليا ألا وهو ''الصدق والمصداقية'' جمعتها: مسعودة. ب
