قبل ساعات من انتهاء ولايته، أشاد الرئيس الأمريكي بقرار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني ومنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. ووقعت البحرين والكيان الصهيوني اتفاقية سلام وتطبيع علاقات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالتزامن مع اتفاق الإمارات مع الدولة العبرية. وتتعرض البحرين لانتقادات شديدة من جانب المنظمات الحقوقية الدولية نظرا لسجلها السيء في حقوق الإنسان وبخاصة تعاملها بالقوة مع احتجاجات الربيع العربي ومع المعارضة السياسية في البلاد. بعد إشادته بقرار حاكم البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العاهل البحريني وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وذلك قبل ساعات من انتهاء ولايته كرئيس للولايات المتحدة. والبحرين، مقر الأسطول الأمريكي الخامس، شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة سلسلة من الاضطرابات السياسية والأمنية على خلفية تظاهرات مطالبة بالتغيير السياسي قوبلت بحملات أمنية شديدة. وتعرضّت سلطات البحرين لانتقادات من قبل منظمات حقوقية على خلفية تعاملها مع الاحتجاجات ومع معارضيها، لكن إدارة ترامب تجنبت توجيه الانتقادات لها منذ تسلمها الحكم في 2017. وكانت البحرين وقّعت اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل فيأكتوبر الماضي غداة توقيع الإمارات لاتفاق مماثل، لتصبحا ثالث ورابع دولة عربية تطبع العلاقات مع الدولة العبرية. وسار السودان والمغرب على النهج ذاته. وحصلت الخرطوم على مساعدات أمريكية وجرى رفع اسمها عن لائحة ألإرهاب بينما اعترف ترامب بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها بعد إقامتها علاقات مع الكيان الصهيوني. ويوم الجمعة الماضي منح ترامب ملك المغرب محمد السادس وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. وتناقضت علاقات ترامب الوثيقة مع دول عربية عديدة مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه الدول بسلفه باراك أوباما الذي أثار بإبرامه الاتفاق النووي مع إيران، العدو المشترك للولايات المتحدة ودول عربية من بينها البحرين، مخاوف السعودية وجيرانها. وتخشى دول خليجية أن يعيد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الولاياتالمتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه ترامب، وأن يعيد تقييم العلاقة معها على خلفية سجلها الحقوقي. ويمضي ترامب الثلاثاء يومه الأخير في البيت الأبيض في ختام ولاية شهدت انقساما عميقا في الولاياتالمتحدة، وقد يغتنم اللحظات الأخيرة من رئاسته لإصدار سلسلة من قرارات العفو، في تحدّ أخير لخصومه.