تحتضن حديقة التجارب بالحامة منذ يوم الأربعاء الماضي، فعاليات المعرض الوطني للنباتات العطرية والطبية الذي جاء هذه السنة في طبعته الثانية تحت شعار "التهديدات المحدقة بالتوازن الأيكولوجي"، وعلى هامش هذا الصالون نشط مجموعة من الخبراء في المجال البيئي، ندوة صحفية جمعت عددا من المداخلات التي تبحث عن تعزيز القوانين الهادفة إلى حماية مختلف المساحات الطبيعية، مع تحسيس المختصين بضرورة الاستغلال العقلاني لهذه الثروة البيئية التي تزخر بها البلاد. وكان هذا المعرض فرصة للمختصين ومتخذي القرار والروّاد في هذه القطاعات، لتبادل الخبرات من التجارب والتواصل مع بعضهم البعض وعقد شراكات في مجال الأعمال، كما أنه فتح أبوابه أمام الزوار والجمهور العاشق للتنوع البيولوجي بغية تعريفه بثرائه البيئي، وتحسيسه بأهمية وضرورة حمايته. وبالمناسبة أوضح السيد صحراوي بن سعيد، أستاذ مختص في العلم البيئي بجامعة هواري بومدين، أنه آن الأوان لحماية هذا التنوع البيولوجي مع محاولة تجنب الأخطاء التي وقعت ضحيتها البلدان الأجنبية خصوصا فيما يتعلق بالاستعمال المفرط للمبيدات الحشرية. وعلى صعيد آخر شدّد المتحدث على ضرورة وضع قوانين صارمة لردع الاستغلال غير العقلاني لبعض النباتات الطبّية والعطرية التي باتت مهددة بالانقراض بسبب "اقتلاعها" بطريقة لا تسمح لها بأن تنبت مرة أخرى. وقد كان هذا المعرض فرصة لروّاد هذا المجال للتعريف بثراء مختلف مناطق الجزائر، حيث أوضح السيد مدور، أستاذ جامعي بولاية تيزي وزو، أن منطقة القبائل غنية بالنباتات العطرية والطبّية التي لابد أن يحسن استغلالها واتخاذ تجربة الأجداد والأسلاف للانتفاع بها. للإشارة جمع المعرض الذي احتضنته هذه الحديقة المصنّفة في الترتيب الخامس عالميا من حيث الجمال، عددا من الزوار من مختلف الفئات العمرية الذين اقتربوا من أجنحة العارضين للتعرّف على النباتات العطرية والطبية المعروضة، وكان فضول الزائرين موجها نحو النباتات العطرية المعروفة بمنافعها الكثيرة كطب بديل أهمها الزعتر، إكليل الجبل، الخزامى، وغيرها من النباتات الطبية. وللإشارة استمرت فعاليات المعرض الوطني إلى غاية يوم أمس، بتنظيم ورشات لعرض وتقديم مختلف النباتات العطرية والطبية.
