أدانت هيئة المحكمة بمجلس قضاء الجزائر الأسبوع المنصرم المدعو "ب.م" الذي وجهت له تهمة ارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بالسجن المؤبد. وقائع القضية تعود إلى تاريخ 16 ديسمبر 2007، حيث تلقت مصالح الأمن في حدود الساعة السابعة مساء مكالمة هاتفية تفيد بأن المصلحة الاستعجالية بمستشفى لمين دباغين استقبلت شخصا مصابا لفظ أنفاسه متأثرا بجروح خطيرة جراء طعنات خنجر قاتلة تلقاها على مستوى الصدر، وبعد تحريات مصالح الأمن تم إلقاء القبض على الجاني المدعو "ر.ح"، والذي فر بمجرد ارتكابه لجريمته، وحسب ما جاء في تحقيق مصالح الضبطية القضائية، فإن الضحية "م.ش" كان على متن سيارته من نوع سيتروان، وفي الطريق شاهد المتهم يتشاجر مع سائق بقربه متلفظا بكلام بذيء، وهنا قال له الضحية بغضب: "لو كنت مكانه لدهستك بعجلات سيارتي"، فجن جنون المتهم الذي توجه مباشرة نحو الضحية مسترسلا في قذفه بعبارات السب والشتم قائلا: "إن كنت رجلا افعلها وادهسني بسيارتك". ثم خرج الضحية من سيارته محاولا الحديث معه، غير أن المتهم وبدون سابق إنذار استل خنجرا وباغت الضحية بطعنة على مستوى الصدر. الضحية الذي لم يلفظ أنفاسه بعد ولى هاربا، لكن المتهم حاول اللحاق به، وبعدها سقط الضحية مغشيا عليه إثر النزيف الحاد الذي تعرض، وتوفي ساعات بعد الحادثة بعد أن نقله المواطنون إلى مستشفى لمين دباغين بالعاصمة. بعد أن انتهى كاتب الضبط من تلاوة قرار الإحالة نودي على المتهم، وأمره القاضي أن يسرد تفاصيل جرمه فرد قائلا :"لم أقصد قتله سيدي القاضي، لقد دخلنا في مناوشات كلامية استفزني فيها بعباراته المستهترة، فلم اتمالك نفسي ووجهت له ضربة بسكين كنت أحمله، ولم أقصد أبدا قتله"، وهنا يقاطعه القاضي قائلا: "أنت تدعي أنك لم تقصد قتله، لكن ما جاء في تحقيقات مصالح الضبطية القضائية وتصريح الشاهد "ب.ر" الذي كان رفقة الضحية تؤكد بأنك لم تكتف بضربه، فالضحية بمجرد أن تلقى الضربة فر هاربا، وأنت لحقت به حاملا السكين مرددا عبارة" »سأقتلك اليوم«، وهذا دليل على أنه كانت لديك نية قتله وهذا ما حصل فعلا". لم يجد المتهم ما يدافع به عن نفسه، حيث حاول التملص من أسئلة القاضي واستعان بحجج واهية لم تقنع هيئة المحكمة. من جهة أخرى واجهه القاضي بتقرير سجل سوابقه العدلية، حيث تبين أن المتهم مسبوق قضائيا ولديه سجل حافل بالجنايات والجنح، وأنه شخص عاطل عن العمل انحرف سلوكه منذ سن 16 سنة، بالاضافة إلى استهلاكه للمشروبات الكحولية والمخدرات، وأنه شخص معروف بسلوكه العنيف مع المحيطين به من أبناء الحي. النيابة العامة وفي مرافعتها أدانت بقوة الجرم المرتكب في حق الضحية، لتلتمس عقوبة الإعدام في حق من أزهق روحا بريئة، وبعد انتهاء إجراءات المحاكمة وانقضاء المداولات، أعلنت هيئة المحكمة عن حكمها في هذه القضية، حيث أدانت المتهم لجرم ارتكابه جناية القتل العمدي وعقابا له حكمت عليه بالسجن المؤبد.