يعرض المتحف الوطني العمومي للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، على مدار 15 يوما، مجموعة من التحف الفنية في فن المنمنمات، أنجزتها أنامل نسائية حرفية، تلقين دورة تكوينية في الزخرفة على الورق والخشب، على يد الفنان مصطفى أجاووت، حيث يسمح هذا المعرض الفني باكتشاف مجموعة فنية مميزة، أنجزتها أنامل حوالي 50 حرفية وفنانة من مختلف الأعمار والمستويات في تخصص الزخرفة على الورق والخشب، استفادت من تكوين فني على يد الفنان مصطفى أجاووت، بصفته واحدا من المتخصصين في فن المنمنمات والزخرفة في الجزائر. وقدمت الحرفيات أعمالهن في لوحات ملفتة من حيث جمالياتها وفنياتها، وأيضا قدرة مبدعاتها على التعبير عن الذات، من خلال تشكيل مجموعة من الوريقات والزهور والأشجار التي تزين عادة الأعمال الفنية في هذا الطابع، ناهيك عن زخارف كتابية تبرز جمال الحرف العربي وأشكال هندسية ورسومات تشيكلية، تحاكي مدينة القصبة وبساتين الزهر والياسمين في ضواحي المدينة. يقول السيد أجاووت، إن هذا المعرض "يكتسب أهميته من خلال مستوى الأعمال المعروضة، فمنها الممتاز والجيد، ومنها أعمال مبتدئين، حيث توصلت العديد من المشاركات إلى هذا الإتقان، بفضل حرصهن على تعلم فنيات فن الزخرفة والمنمنمات ضمن دورات تكوينية، وصلت مدتها إلى 24 شهرا، بمعدل حصتين في الأسبوع". وأضاف أن تنوع المواضيع المتطرق إليها من خلال اللوحات، يعكس الحس الفني للحرفية واشتغالها على الشكل والمضمون في نفس الوقت، معتبرا أن هذا العدد من المشاركات "يطمئن" بمستقبل فن الزخرفة والمنمنمات في الجزائر بصفته "فنا مرتبطا بالتراث الثقافي والحضاري للبلاد، وهو إرث وطني له أساتذته وعمداؤه، ويستحق أن ينقل إلى الأجيال الصاعدة". يعد فن الزخرفة على الخشب، من الحرف التي توارثها الفنانون الجزائريون، حسب السيد أجاووت الذي يعتبر بأن المنمنمات "فن حي قادر على التطور والتمازج مع فنون أخرى، لأنه قريب إلى الحياة اليومية للإنسان، ويعبر عن حاجة كل فرد إلى الجمال والإبداع، سواء عمرانيا أو في ديكورات داخلية، أو حتى في المحيط الخارجي للمدن والمنشآت الكبرى.